Advertise here

شيخ العقل جال في حاصبيا ودعا للابتعاد عن التعصب الطائفي

17 تشرين الأول 2019 21:32:39

دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن من يتحملون المسؤولية في بلدنا بان يبتعدوا عن التعصّب الطائفي، وعدم الكيل بمكيالين في مفهوم الوطنية، معتبرا انه بالمحبّة والشراكة والألفة، وبوحدتنا، وإرادتنا الجامعة، وميثاقنا الوطني نصون لبنان والحُكم الرشيد العادل هو الذي يقوده الى برّ الأمان.
 
كلام الشيخ حسن جاء خلال جولة روحية واجتماعية قام بها على عدد من قرى وبلدات منطقة حاصبيا والتقى خلالها بمشايخ واعيان وفاعليات روحية واجتماعية وأهلية كانت في استقباله في المحطات التي قصدها ومنها في مقام النبي شعيب(ع) في بلدة الكفير التي كان في استقباله حشد غفير من المشايخ والفاعليات الروحية والاجتماعية الى جانب عدد من رؤساء البلديات والمخاتير ومسؤولين أمنيين، وعدد من أعضاء المجلس المذهبي. ورافق شيخ عقل في الجولة وفد من المشايخ من منطقة الغرب اضافة الى قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم، ومشايخ من الهيئة الاستشارية والمجلس المذهبي. 

وبعد كلمة ترحيب من ممثل لجنة المقام العميد المتقاعد إسماعيل حمدان بالشيخ حسن حيث اول شيخ عقل يزور المنطقة، واهتمامه بدعم المقام من اجل تطويره بعد وضع حجر الأساس له من قبل الزعيم وليد جنبلاط". مشيرا الى " التحضير للمرحلة الثالثة من أعمال التوسعة والتطوير". 
 

شيخ العقل

ألقى شيخ العقل كلمة بالمناسبة قال فيها:"نحن في وادي التيم وفي رحابه نستشعر تاريخاً عريقاً للموحدين في قيم الشهامة والإباء والعزّة والكرامة. نلتقي بهذه الوجوه المُحبّة الخيّرة من قرى وبلدات المنطقة التي عاهدت الله والوطن على الصمود، وقد مرت بها محن كثيرة فخرجتم منتصرين بإيمانكم وانتمائكم وبصلابتكم وثباتكم". 

 ‎اضاف: "نحن في مقام مبارك في الكفير يجمعنا مقام النبي شعيب (ع) بجهود مشكورة من لجنة اعماره، نسأله الشفاعة لدى ربّ العالمين وأن يمنحنا وافر القدرة على القيام بما توجبه خدمة العشيرة والوطن".

‎تابع: "وأحْوج ما نحتاجُه اليوم هو أن نجدِّدَ التَّوبةَ بأن نقفَ مع نفوسِنا تحت ضوء العقل الطائع الـمُعترِف، وأن نلوذَ بلطائف حكمتِه لكي نقوِّي الإرادةَ ونحصِّنَها بحُسن الطاعة، ولكَيْ نبذلَ الجهدَ في توطيدِ الهمَّةِ والعزيمةِ بالثَّباتِ على قواعدِ الأمر والنَّهي، ولكيْ نشحذَ مرآةَ البصيرة من أجلِ أن نرى حالَنا على حقيقةِ الأمر في مرآةِ التَّوحيدِ والحِكمة".



‎واشار الشيخ حسن الى "إنَّ أحوجَ ما نحتاجُه اليوم هو التنبُّهِ واستشعار الخطَر الأكبر وهو تفشِّي داء الفوضى في العالَم وما يؤجِّجُه في النّفوس من حبِّ الدّنيا والوقُوع في شِباك الشهواتِ الكثيرة ومنها طلب الجاه والرئاسةِ وكثرة المال والأنا، وما يُفضي ذلك إليه من نزاعات وتنافُس ونميمة وغيبة وحسد وما سواها من طبائع مذمومة نعرفُ أن نبعَها واحد. وأشدّ ما يُوصِلُ إليها هو استسهالُ الدّيانة وهو الأمر العظيم الخطَر الذي لا بدَّ من الخوف منهُ، واجتناب مكيدته، وقد حذَّر السيِّد الأمير من مثل هذه الأمُور التي فيها "استدراجٌ إلى غير الرِّضى" يعني إلى غضب الباري وانقطاع نعمة الاستئناس بالحقّ وما يُملِيه الحقّ وما يوجبُه".

‎اضاف: "إنَّ وصيَّة السادة الكرام أن نجعل من معاني كتابه العزيز مرآةً وعلّماً، ولا يُمكن بأيِّ حال من الأحوال أن تخدعَنا طبائع الخيْر، فأمَّا الخدَّاع فهي طبائع المعاندةِ والمضاددة للحقّ. إنَّه بالخير والنوايا الطيِّبة يُدركُ الإنسان تماماً، وعلى قدر إخلاصِه ومبلغ عقله، حقيقةَ أحوالِه. والموحِّدُ هو الذي يُسارعُ إلى استدراك الأمور بحُسن الطَّاعة، وبالرجوع عن كلِّ عيب، وبالكدِّ والتَّعب في تهذيب خفايا قلبه ليُثمرَ الأخلاق الحميدة المقبولة في عين الله بالرِّضى والثواب. وبمكابدةِ الأمر بكلِّ مجهود في مسالكِ الفضيلة وأبوابها معروفة وأعظمها الصدق وحفظ الاخوان ومقدّمتها المحبّة. ‎علينا إخواني وخاصةً الشباب بالكلمة الطيِّبة الخيِّرة، والموحِّدون هم على سرُر متقابلين، دواخلُهم خيِّرة، وظواهرهم أديبة، لأنَّه من دون اتّزان طبائع الأدب والعقل في القلوب والصُّدور ينتفي مسكنُ الدِّين ولا يعلقُ منه شيء في الرُّوح المنخدعة. وقد قيل في التعليم الشريف أنَّ أدبَ الدِّين قبل الدِّين، وهو الفضائل والأخلاق".



‎وختم: "النبي شعيب (ع) أرسله الله لقوم يعبدون الاصنام، ويكيلون بمكيالين فأقبل عليهم يقول لهم :"يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، وافوا الكيل والميزان، ولا تبخسوا الناس اشياءهم، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها". ومن هنا على مشارف فلسطين المحتلة نوجّه لها ولشعبها الصامد كل التحية، ونقول لبعض الذين يتحملون المسؤولية في بلدنا ابتعدوا عن التعصّب الطائفي، ولا تكيلوا بمكيالين في مفهوم الوطنية، وللجميع نردد قوله سبحانه وتعالى:" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ"  وأنّه بالمحبّة والشراكة والألفة، وبوحدتنا، وإرادتنا الجامعة، وميثاقنا الوطني نصون لبنان والحُكم الرشيد العادل هو الذي يقوده الى برّ الأمان".

بعد ذلك تفقد الشيخ حسن المقام واستمع الى شرح عن مشاريع التطوير، وتابع جولته الى عدد من القرى ليختتمها بلقاء روحي جامع في مقام خلوات البياضة الشريفة بمشاركة المئات من المشايخ.