Advertise here

لاءات أبو فاعور عناوين المواجهة مع العهد وباسيل؟

16 تشرين الأول 2019 10:50:00 - آخر تحديث: 10 أيلول 2020 14:41:18

منذ أيام قليلة وبكلمة مقتضبة، قال رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط لـ "النهار" خلال إحدى المناسبات: "هناك بساتين كثيرة تنتظرنا"، وها هو مسار التطورات وما جرى في الساعات الماضية لَتأكيد على كلامه نظرًا إلى "القلوب المليانة" في ظل التوقيفات البوليسية كما وصفها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وإبقاء عدد من الموقوفين الذي ناقة لهم ولا جمل على خلفية حادثة البساتين، في حين أنّ الطرف الآخر في الحزب الديمقراطي اللبناني لم يسلّم أي مطلوب، وصولاً إلى كلام رئيس التيار الوطني الحر الوزير باسيل في الحدت والذي كان بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير بين الاشتراكي والتيار البرتقالي لا بل بين سائر مكونات 14 آذار والعهد وتياره.

من هنا، السؤال الكبير هل عادت ساحة الشهداء إلى الزمن الجميل يوم سقط عهد الوصاية من هذه الساحة؟ وبالتالي هل عاد نفس 14 آذار الذي انقطع وخفت بعد التسويات "بالجملة والمفرق"؟ خصوصًا أنّ رموز هذه القوى شاركت في تظاهرة الاشتراكي وبدت مبتسمة ومسرورة ومرتاحة كونهم اشتاقوا لمن يعيد إليهم هذا النفس في ظل "الطحشة" الباسيلية والعودة إلى نظام جديد، خصوصًا أنّ الساعات السبع في حارة حريك بين أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وباسيل صُرفت وتم تسييلها في الجامعة العربية ومن القاهرة إلى الحدت وربما لاحقًا إلى قصر المهاجرين، ما دفع الاشتراكي وحلفاءه إلى الاستنفار و"تزييت" مكبرات الصوت حيث الجماهير في جهوزية تامة، الأمر الذي تبدى بوضوح في مسيرة منظمة الشباب التقدمي الحاشدة.

أما اللافت أنّ اللاءات التي رفعها خطيب ساحة الشهداء الوزير وائل أبو فاعور، ذكّرت بشعارات "فِل" التي أُطلقت أيام السابق إميل لحود، عندما دعا أبو فاعور العهد وأعوانه إلى الرحيل والاستقالة، ما يعني بالمحصلة ثمة مرحلة جديدة لأنّ ما قاله "صقر الاشتراكي" لم يقله مالك في الخمرة حيث رفع السقف عاليًا في مجلس الوزراء ولم يقتصر الأمر على ساحة الحرية فقط.

في السياق، يقول مصدر نيابي رفيع في اللقاء الديمقراطي لـ "النهار": "إنّ السيل بلغ الزبى ولم يعد بالإمكان التفرّج على ما يحصل من انهيارات في البلد على كل المستويات، إلى عودة النظام الأمني السوري وتقمصه من خلال أحد الأجهزة الأمنية المرتبط مباشرةً برئيس الجمهورية، ونحن لا نهاب ولا نخاف ولا نصمت ولا نسكت بل قلنا الأمور كما هي"، ويضيف قائلاً: "عندما قال النائب مروان حمادة منذ أيام قليلة لـ "النهار" "ما تجربونا وسنصعد سياسيًا وشعبيًا"، كان محقًا، وهذا ما حصل في ساحة الشهداء إذ ثمة اعتداء على الكرامات وأهلنا عبر التوقيفات التي طاولت الكثير من شبابنا دون وجه طائل، وصولاً إلى قمع الحريات والاعتداء الموصوف على الصحافة وهي ما تبقى لنا من إعلام شريف وتاريخي، وهذا لم يحصل في كل الحروب والعهود، ناهيك عن الاستدعاءات التي تتم في الظلمة من خفافيش الليل، ونحن وأمام هذه الوقائع وحرصًا منا على أمن الجبل واستقراره وعلى ما يعانيه لبنان وأهله من أزمات اقتصادية ومعيشية بلعنا الموس بما فيه الكفاية، وحان الوقت لنقول كلمتنا وما يحصل في البلد لأنّنا أمام حكم جائر وفاشل على كل المقاييس ولا نهادن بل نقول ذلك في مجلسَي النواب والوزراء لأنّ الناس تئن تحت وطأة أزمات معيشية لا ترحم".

ويردف متابعًا: "أما الأنكى من كل ذلك أنّ وزير الخارجية جبران باسيل الذي يطبّق سياسة عمه عندما افتعل ثلاثة حروب ليصل إلى قصر بعبدا، فهو يسير على الخطى ذاتها، فمن البساتين وقبلها دير القمر إلى الحدت يهدد ويتوعد ويستجدي من هدم قصر بعبدا ومن فتك بالضباط والجنود اللبنانيين الشرفاء الذين قاتلوا حتى آخر نفس من أجل الرئاسة، محمّلاً غيره أوزار وأعباء القضايا الحياتية والاقتصادية وغيرها، وهو وفريقه السياسي من يديرون البلد ويقبضون عليه من الحكومة إلى كل مرافق الدولة ومؤسساتها".

وعن الخطوات اللاحقة، يخلص المصدر قائلاً: "إنّها البداية ولن نسمح بعد اليوم بالتطاول علينا أو تركهم ينهبون البلد ويعيدون عهد الوصاية، بل هناك خطوات وإجراءات كثيرة وثمة تنسيق وتشاور مع الحلفاء الذين شاركونا في مسيرة منظمة الشباب التقدمي، وهؤلاء الأوفياء من النائب السابق فارس سعيد إلى القوات والكتائب وكل مكونات 14 آذار، هم بدورهم كما كل اللبنانيين يعانون من مآثر هذا العهد والصهر الذي يأخذنا إلى حروب لا تحمد عقباها على خلفية شعار "الرئاسة ومن بعدي الطوفان"، ولهذه الغاية الحزب التقدمي الاشتراكي آلى على نفسه منذ تأسيسه أن يدافع عن الناس وحقوقهم المطلبية وعن الحريات والسيادة والعروبة، وهذا أساس وجودنا في الحزب واللقاء الديمقراطي".