Advertise here

يوم بيروت تخطى جمهور "التقدمي"... والصورة أكثر وضوحاً

15 تشرين الأول 2019 13:04:22

صحيح أن منظمة الشباب التقدمي هي صاحبة الدعوة إلى مسيرة بيروت دفاعاً عن الحريات ورفضاً لممارسة القمع والتسلّط، إلا أن من لبى النداء لم يكن فقط جمهور الحزب التقدمي الاشتراكي، انما تخطاه ليلامس هواجس الكثيرين من الأحرار في هذا البلد الذين يدركون حجم ما يحاك للبنان، وما هو مرسوم له من خارج وداخل الحدود.

فقد كانت لافتة مشاركة العديد من الوجوه السياسية والإعلامية التي وجدت في وقفة "التقدمي" مساحة لرفع الصوت، لا بل اعتبرت أن العودة إلى الشارع في هذه اللحظة المصيرية، ومن قِبل مرجعية بحجم وليد جنبلاط هي عودة إلى الوضوح، حيث لا تضيع البوصلة والحقيقة.

وصحيح أن مشاركة البعض لم تكن كتمثيل رسمي للمرجعيات الحزبية والسياسية، إلا أنها جاءت خير تعبير عن نبض الشارع وإرادة الناس الحقيقية، فكان الخطاب الذي تبناه "التقدمي" لكنه ينطق بلسان أكثرية الشعب اللبناني الذي ضاق ذرعا بسياسة السلطة الكيدية والقمعية. هذا إضافة إلى الوجع المعيشي الذي بات يمسّ كل عائلة لبنانية في لقمة عيشها وحبة الدواء، وإذ بالسلطة تشهر سيفها بوجه شعبها لمجرد أنه عبّر عن ألمه وتقوم باستدعاء الناس بدلاً من حلّ أزماتهم.
 
فيوم بيروت تخطى جمهور "التقدمي" وقواعده الشعبية، ليطال كل من صنع فجر الاستقلال في العام 2005 والذي أخرج الجيش السوري من لبنان مكرهاً، في حين يحاول البعض اليوم سرقة ما أنجزته المسيرة المليونية ليبرّر محاولة تعويمه لنظامٍ سياسي دخل لبنان على دم كمال جنبلاط وخرج على دم رفيق الحريري.

هذه هي المعادلة الحقيقية التي جعلت من الصورة أمس أكثر وضوحاً، وأعادت النقاش السياسي إلى أسسه ومرتكزاته، وبات واضحاً أن ما بعد يوم بيروت ليس كما قبله.