Advertise here

شعبي المظلوم لا تخف

09 كانون الثاني 2019 13:18:00 - آخر تحديث: 11 كانون الثاني 2019 12:19:47

شعبي المظلوم... لا تخف! أنا أعرف أنّك ضعيف وظالمك عملاق جبار! واعرف أنك مسحوق مطحون وظالمك قادر أن يسحقك بجبروته... ولكنني أعرف أيضاً أنه إذا كان اليوم للظالم فإن غداً للمظلوم!
لم يحدث في التاريخ كله أن استمر الظلم إلى الأبد، والشيء الخالد هو الحق، والشيء الزائل هو الباطل... وصدق من قال إن الظلم ساعة والعدل إلى قيام الساعة...
كل ما هو مطلوب منك أن تثبت في مكانك، الثبات لا يقلّ شجاعة عن الإقدام، وعندما يصمد المظلوم أمام الظالم يتراجع الظالم وينكمش، ويتقهقر إلى الوراء، أما إذا تراجع المظلوم وتضاءل وتهاون أمام الظالم، فإنه يشجع الطغاة على أن يمضوا في ظلمهم ويضاعفوا طغيانهم واستبدادهم!
إذا كان الحق معك فالله معك! والله أكبر من كل قوى البغي والعدوان، وإذا رأيت الباطل ينتفخ ويكبر ويتضخم، فلا تنزعج، فإن شكة دبّوس واحدة، ممكن أن تحوّل عملاقاً من الضلال إلى هباء!
كم من طغاة صغار تصوروا أن الدنيا دانَتْ لهم، وجدوا في الظلم متعة، وفي الجبروت لذة، وفي استبعاد الناس نشوة... واستيقظوا ذات صباح فوجدوا أنفسهم تحت أقدام الذين أذلّوهم وظلموهم واستبدّوا بهم...
من غباء الظالم أن يتصور أنه قوي، ويتجاهل أن حقوق الناس أقوى، ويتوهّم أنه خالد، وينسى أن الله وحده هو الباقي، ويعتقد أنه قادر وحده أن يغني ويفقر ويميت ويحيي ويرفع ويخفض ويسعد ويشقي غافلاً عن أن هذه صفات الله وليست صفات البشر!
أذكر جيداً وفي إحدى أمسيات الصيف منذ عدّة سنوات أن صديقاً موظفاً وهو معروف بنظافته وحبّه لوطنه ولناسه ولأصدقائه، قال لي أنه يكاد يكفر بكل شيء بكل القيم والمبادئ واستطرد بألم" مدير مصلحتنا يسرق ويترقى، وهو يحافظ على أموال هذه المصلحة ويخصمون من مرتبه، مدير المصلحة يبدّد أموالها فيتلقى خطابات ثناء من مجلس الإدارة، وهو يضاعف أرباح المصلحة ويتلقى خطابات التوبيخ واللوم والإنذار والوعيد! مدير المصلحة مسنود من الوزير، لا يقبل فيه شكوى، ويرفض أن يسمع أي كلمة نقد صغيرة من قريب أو بعيد"!!
باختصار شديد أصبحنا نعيش في عصر، الآدمي فيه أهبل، والفاسد شاطر و"بيظَبّط حاله" نحن في بلد أصبح عنواناً للملفات التي ضربها سرطان الفساد وعلى مختلف المستويات...
كفى! كفى! كفى! خافوا ربكم سيأتي يوم قريب وكما قال كمال جنبلاط: حزام الفقر المحيط ببيروت سيحطم كلّ مظاهر الفساد. في يوم من الأيام واستطرد لأقول أن حزام الفقر هذه الأيام تمدّد حتى أحاط بكل الوطن سيأتي يوم ويُحطّم فيه كل الفاسدين على مساحة كلّ الوطن!!.

*رئيس جمعية طبيعة بلا حدود