Advertise here

عشق المغترب تراب الوطن..

09 تشرين الأول 2019 14:52:18

لا تحسب الأرض عن إنجابها عقرت
من كل صخر سيأتي للفدا جبل
فالغصن ينبت غصناً حين نقطعه
والليل ينجب صبحاً حين يكتمل
ستمطر الأرض يوماً رغم شحتها
ومن بطون المآسي يولد الأمل
 "عبدالله البردوني "
 
**عفوا نطق فؤادي قبل لساني..

أستاذ لغة قال للتلميذ قف يا ولدي وأعرب : عشق المغترب تراب الوطن..
وقف الطالب وقال:
عشق: فعل صادق، مبني على أمل يحذوه إيمان واثق بالعودة الحتمية..
المغترب: فاعل، عاجز عن أن يخطو أي خطوة في طريق تحقيق الأمل، وصمته هو أعنف ردة فعل يمكنه أن يبديها..

تراب: مفعول به متعب.
 وعلامة تعبه نهر من الأزمات..
الوطن: مضافة إلى تراب، مجرورة بما ذكرت من إعراب تراب سابقا.
تفاجأ الطلاب، وابتسم المعلم، لادراكه ما يريد أن يوصله الطالب للتلاميذ..
ثم دمعت عين المعلم وقال متأثرا: ما لك يا ولدي نسيت اللغة وحرّفت معاني التبيان.
فقال معذرة أستاذي: فسؤالك حرّك أشجاني..
ألهب منّي وجداني وسؤالك نارٌ تبعث أحزاني
تهدّ كياني وتحطّم صمتي، مع رغبتي بحفظ لساني.
عفواً أستاذي، نطق فؤادي قبل لساني.**

ارض الوطن تدور كساقية عتيقة تشعر بالجنون..
فتعال نتوجه معاً إلى السماء مع الحلم البعيد..
لم يتبق للوطن حكايات تصلح للبوح الجميل..
والسموات لا تعرف الثرثرة لا تعرف حكايات المرارة، فهي لم تذق كليالينا مذاقات المرارة والأرض حزينة فوق الأسى، والألم العظيم..
فلنصعد الى السماء، والسماء دائماً لنا ارحم..
وحده الغيم يحمل الماء وثرثرة الهدير..
وما بين الأرض والسماء مساحة للحرية والكلمة والتعبير عن الألم والشكوى.
"وحقاً الشكوى لغير الله مذلة"
تعال نجمع المفكرين والمحللين والجائعين والباطلين عن العمل وأصحاب الرأي الحر والنقاد والكتاب والاعلاميين والطلاب حاملي الشهادات دون عمل وطالبي السفر والهجرة.. إلخ....
وندعوهم لمهرجان أسياج الوطن في السماء..
شائكة هي أسياج الوطنية..
لم يبقى لنا الا فاتحة السماء ننظر من خلالها لغد وندعو من خلالها لغد افضل بأرض الوطن..
الوطن مكبل بحنين العودة لربما امسينا أنبياء.
وطن ليس ككل الأوطان، وطن الحرف والدف.
وتبقى وطن الأوطان ولا أغلى من ترابك..