Advertise here

"لوريان لو جور": من مزارع شبعا إلى قبرشمون.. جنبلاط "لا يفقد البوصلة أبدًا"!

09 تشرين الأول 2019 06:00:00 - آخر تحديث: 09 تشرين الأول 2019 09:38:11

نشرت صحيفة "لوريان لو جور" تفاصيل عن المفاوضات التي وضعت حدًا للأزمة الداخلية التي وقعت في أعقاب حادثة قبرشمون، وعن الدور الذي لعبه رئيس مجلس النواب نبيه بري للوصول إلى المصالحة، إضافةً إلى مبادرة رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، بعدما شلّت الحياة السياسية في لبنان. 

ولفتت الصحيفة إلى أنّ المناورة كانت واضحة بالنسبة لجنبلاط، حيث كان المخطط بإلغائه سياسيًا عبر إدخاله في دهليز مسدود، مع وزير التربية أكرم شهيب، كما حصل مع رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي قضى 11 عامًا في السجن، ولهذا كان جنبلاط من سيأخذ زمام المبادرة، إذ قال للصحيفة: "نعم، لقد كنتُ أنا من نبّه السفراء"، مضيفًا: "التقينا في السفارة الفرنسية، مع سفراء الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والمملكة المتحدة، وقلتُ لهم أنّ عليهم الإشارة إلى الرئيس ميشال عون بوضوح أنّه من واجبه تطبيق القانون بشكل عادل، وأنّ الطريقة التي يثير بها جبران باسيل القضاء العدلي يمكن أن تؤدي إلى الفوضى". وبعد هذا الاجتماع أصدر الأميركيون بيانهم.

وأضافت الصحيفة أنّه بالنسبة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإنّ جنبلاط "لا يفقد البوصلة أبدًا"، ويمثّل جزءًا كبيرًا من المجتمع الدرزي، كما أنّه يشكّل دعامة للبنان.

وبحسب الصحيفة، فقد أبلغ الرئيس بري جنبلاط هاتفيًا أنّ الوقت قد حان لإجراء مصالحة بينه وبين طلال أرسلان. وقال جنبلاط: "إنهم يريدون وضع أرسلان كمسؤول أساسي في الجبل وضربي، وعندما أقول هم، لا أستثني منهم حزب الله وبشار (الأسد)". وأضاف جنبلاط: "سلّمت بعض رجالي إلى القضاء، لكن أرسلان لم يفعل الأمر ذاته"، فردّ بري بأنّه ليس هناك وقت لفرض الشروط، فقد حان الوقت للمصالحة، ويجب أن نضع المصلحة الوطنية فوق كل شيء"، ثمّ طال الحديث، حتى وافق جنبلاط بالمشاركة في اجتماع المصالحة.

وتابعت الصحيفة أنّ الأجواء كانت باردة خلال اللقاء، وقال الرئيس عون: "هناك أشخاص من الجانبين متورطون في هذه القضية، ويجب أن يقوم القضاء بعمله وأن يتم تجاوز الاستياء الشخصي وتهدئة المواطنين"، ثم تحدّث طلال أرسلان لمدة 45 دقيقة من دون أن ينظر إلى جنبلاط بشكل مباشر، حتى قاطعه جنبلاط قائلاً: "وأخيرًا، تتذكر جيدًا عندما ذهب والدك (مجيد أرسلان) ووالدي (كمال جنبلاط) إلى سوريا عام 1954 لإجراء مصالحة بين دروز هذا البلد بعد قتال كبير بينهما.الآن، هل تريد المصالحة أم لا؟".

ونقلت الصحيفة عن جنبلاط أنّه قبل قضية قبرشمون، قال لبري: إنّ الوضع يمكن أن يتحول إلى فوضى. حاول أن ترى مع حزب الله لأنه لا يمكن أن يستمر الوضع هكذا. قد تختلف آراؤنا أحيانًا، لكننا نصر على حلّ الخلافات السياسية من خلال الحوار.  ولفت إلى أنّه تحدّث عن مزارع شبعا في أواخر نيسان بسبب استفزازهم له في الجبل الذي لم ينقطع لمدة عامين. وأضاف أنّه عالج الوضع فيما بعد قائلاً: "نعم، مزارع شبعا لبنانية، ولكن حتى تكون لبنانية أكثر، دعونا نحاول الحصول على اعتراف سوري بلبنانيتها".

وارتبط الخلاف أيضًا بمعامل الموت في عين دارة، التي يعتبرها جنبلاط "كارثة بيئية حقيقية"، قائلاً: "إنها قصة قديمة. في عام 1998، نبهت حافظ الأسد لكنه لم يرد علي. بعد الاجتماع، شرح لي الرئيس السابق لهيئة الاركان في الجيش السوري حكمت الشهابي أنّ هذا الموضوع يمسّ بالعائلة، وماهر الأسد له صلة بفتوش في مصنع الأسمنت. ولكنني لم أتوقف عن القتال".
وكشف جنبلاط أنّه يمكن عقد اجتماع جديد بين الحزب التقدمي الإشتراكي وحزب الله، وأنّ هناك دعوة لتناول الغداء قد تحصل عند وزير الصناعة وائل أبو فاعور أو لدى النائب السابق غازي العريضي. وردًا على سؤال عمّا سيتبع اللقاء، قال جنبلاط: "كان هناك جليد والآن يذوب. في هذا البلد، نقضي وقتنا في الغضب والمصالحة. والمعادلة اليوم تتمثل بأننا ندرك أهمية الحزب وقوته، ولكنه ليتسامح على الأقل مع الآراء المختلفة قليلاً عن آرائه".