Advertise here

تيمور جنبلاط "يطحش" من موسكو إلى أربيل ويؤكد على تاريخ المختارة والسعودية

05 تشرين الأول 2019 18:51:00 - آخر تحديث: 10 أيلول 2020 14:40:56

توغل رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط في أعماق الحياة السياسية الداخلية ضمن نكهة جنبلاطية لها دورها وحضورها وخصائصها، كيف لا وفي خضم هذا المشهد السياسي العابق بالأزمات من كل حدب وصوب بدا رئيس اللقاء الديمقراطي في جهوزية تامة لمواجهة هذا البحر المتدفق أزمات بالجملة داخلية وإقليمية، وحيث للمختارة خبرة تاريخية وباع طويل في معالجة ومواكبة أي طارئ والتكيف معه وتفكيك ألغامه والتحول أحيانًا كثيرة من الدفاع إلى الهجوم وتسجيل أهداف في مرمى الخصوم والانتقال إلى مرحلة جديدة، بعد معارك سياسية لا تخلو من الصعوبة والحنكة في كيفية التعاطي معها كما كانت الحال في البساتين وقبلها بساتين كثيرة.

من هذا المنطلق، انطلق تيمور جنبلاط بزخم في الآونة الأخيرة على خطوط عدة، فحط في موسكو حيث لها صولات وجولات مع المختارة من خلال حلف عتيق جمع الزعامة الجنبلاطية مع الرفاق في الاتحاد السوفياتي السابق وروسيا الحالية، ومن هنا كان لقاء رئيس اللقاء الديمقراطي مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المنطقة ميخائيل بوغدانوف وديًا وعميقًا وإيجابيًا بامتياز، وهذا ما عبر عنه الزعيم الشاب لـ "النهار" على هامش العيد الوطني السعودي في المتحف دون أن يخوض في التفاصيل حيث لديه "تقنين" في الكلام السياسي ولكن كثير من الحركة والعمل، وقد عجنته استقبالات السبت في المختارة وهذا اليوم التقليدي يجعله على اطلاع تام على التفاصيل الصغيرة والكبيرة لهذه القرية وتلك لا بل على مستوى جميع المناطق اللبنانية، ناهيك عن لقاءات كليمنصو كل ثلاثاء حيث يركز على الدور الإنمائي والتنموي لقرى وبلدات الجبل، إلى إعطاء دور الشباب أهمية قصوى في مجال فرص العمل والإسكان وإن لم يكن في اليد حيلة من خلال الظروف التي يجتازها البلد، ولكن لديه رؤيته ونظرته وفريقه لمواكبة ومتابعة الشأن الشبابي وثمة ملفات يتابعها نواب اللقاء موزعة عليهم كل وفق ما يمكن القيام به من خلال خبرته واختصاصه ومتابعته.

فمن موسكو إلى أربيل حيث الصداقة التاريخية للمختارة مع الأكراد ولا سيما مع الرئيس مسعود البرزاني، دخل رئيس اللقاء الديمقراطي المتحف الوطني لبيروت مشاركًا في العيد الوطني السعودي مع كامل كتلته من وزراء ونواب وقياديين من الحزب التقدمي الاشتراكي بالتمام والكمال، ليلتقي بصديقه رئيس الكتائب سامي الجميل ويتصافحا ويتعانقا ويدخلا سويًا، وبالأمس كان إلى جانب صديقه الآخر "العريس" النائب طوني فرنجية لتهنئته بزواجه.

أما المحطة الأبرز فكانت في قصر "المير أمين" حيث أقيمت مناسبة العيد الوطني التاسع والثمانين للمملكة العربية السعودية من قبل اللقاء الديمقراطي، ليحدد جنبلاط الثوابت والمسلمات التاريخية للمختارة من خلال ما يربطها بالسعودية من تاريخ وصداقة من الجد إلى الوالد وصولاً إليه وسط حشد غير مسبوق وفاق التوقعات ولاسيما أنّها المرة الأولى التي تحصل فيها هذه المناسبة في الجبل، فبدا السفير السعودي في لبنان وليد البخاري منشرحًا ومسرورًا لما شاهده من أبناء الجبل وإقليم الخروب ومن سائر العائلات الروحية، وباختصار أكد تيمور أنّه سيحافظ على هذه العلاقة شاكرًا المملكة على كل ما تقدمه للبنان من دعم، ليرد السفير البخاري بكلمة اعتبرها الحاضرون تاريخية بامتياز خصوصًا أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كان إلى جانب عقيلته السيدة نورا وأصدقاء ومحازبين يستمعون إلى الكلمة بعيدًا عن الحشد وبدا ممتنًا لهذه الكلمة من البخاري التي عرضت لتاريخ المختارة والبيت الجنبلاطي وعلاقاتهم وصداقاتهم مع المملكة.

ويبقى بالمحصلة أنّه وفي هذه الظروف، وعلى إيقاع الانقسامات السياسية والخطاب الطائفي والمذهبي، وعلى وقع قرع طبول الحرب والحرائق التي اشتعلت في أرامكوا، فإنّ جنبلاط وعلى طريقة والده رد من المير أمين بأنّ المختارة إلى جانب المملكة العربية السعودية، وهذه ثابتة ومسلمة سيحافظ عليها كما سبق وأكد للصديق الروسي بوغدانوف أنّ الحزب التقدمي الاشتراكي باقٍ إلى جانب موسكو ولن ينسى ما قدمته للحزب، إضافةً إلى أنّ رئيس اللقاء الديمقراطي وفي الداخل اللبناني على صداقة تمتد من الصيفي مع الفتى الكتائبي الشيخ سامي صعودًا إلى نجل زعيم المردة النائب طوني فرنجية. أما ماذا يمكن أن يقول تيمور بك لـ "النهار" وهو المقل بالكلام والمتابع في الوقت عينه لكل الملفات، فيبتسم ويقول باختصار "إنّنا قد نشهد أكثر من بساتين"، بمعنى ما يحيط بلبنان من ظروف صعبة على كل المستويات، ليغادر ساحة المير أمين "مشنكلاً" السفير البخاري على إيقاع "السلفي" وارتياحهما سويًا لتلك المشهدية التي وإن دلت على شيء إنّما تدل على الوفاء الجنبلاطي التاريخي للأصدقاء والحلفاء وعلى قدرة المختارة في توجيه الرسائل على غير صعيد ومستوى.