Advertise here

الإمارات اللبنانية المتحدة سجن بحجم الوطن

04 تشرين الأول 2019 14:48:00 - آخر تحديث: 04 تشرين الأول 2019 14:53:15

أي شعب خارج المنطق نحن؟ لا تدري سُلطتنا ماذا يتعلّم صغارنا في مؤسساتنا التربوية المذهبية، ولربما يتعلمون الإقصاء والتمايز وتكفير الآخر، فيتعاطفون مع إبن المذهب من خارج الحدود ولا يتعاطفون مع ابن الوطن الشريك في كل الظروف، ويفضلون الفاسد إبن المذهب على الصالح من مذهب آخر، ثم لاحقا.. ننتظر منهم مواطنة سلمية مشتركة. هل سمعتم يوما أن السلطة تدخلت لتأهيل المدرسين الدينيين وتدريبهم على التوفيق بين التنشئة الدينية والتنشئة الوطنية؟

 جَمعوا لنا إماراتنا التاريخية بصيغة الديموقراطية التوافقية فأبينا إلا أن نكرّس حدودها في لاوعينا وبِتْنَا نُبايع أمرائنا بصيغة إنتخابية ثم نطالبهم كي يكونوا رجال دولة!!!
يا لبساطتنا ولو أن أدمغتنا قد ملأت العالم. 

في بقاعٍ غير بعيدة نهضوا بإماراتهم لتصبح علامة على وجه الأرض تُسابق الدول والحضارات وتتحضر لغزو الفضاء، بنسب فساد شبه معدومة، أما نحن فأبينا إلا أن نعود بوطننا الى إمارات متعصّبة ولو كانت حدودها غير جغرافية، فحدودها في أذهاننا وقلوبنا وقوانيننا المفصلة لكل مذهب على حدة، حتى المناصب والوظائف جعلنا لها هوية مذهبية مضافة لهويتنا الوطنية، نبايع أمرائنا بصيغة انتخابية ثم نهتف مطالبين أن يكونوا رجال دولة، نعم يمكن للأمير والزعيم أن يكون رجل دولة لكن إن أراده المواطن كذلك، فهل هذه هي ارادتنا نحن اللبنانيين؟ هل سألنا أنفسنا كم هي نسبة المواطنين الذين يقدِّمون وطنهم على مذهبهم؟

الأمير يُطوّع القانون ليلائمه، أما رجل الدولة فينضوي هو تحت شكل القانون ومقاسه، فمن أي شكل أمرائنا الذين ننتخبهم؟

نتوهم أننا نعيش الحريّة ونتغنّى بها فنملأ الأثير والشاشات بالأغنيات والهتافات والنكات، ولا ننتبه أن هذا الحق قد أعطوة للدجاج في قنّه فيقوقؤون متى ما شاؤوا وتصيح الديَكَة ملئ حناجرها، وأعطوه للأغنام في حضائرها فلا يهدأ ثغاؤها ولعبها، وأعطوه لنا نحن في هذا السجن المذهبي الكبير.