Advertise here

لقاء مع دويهي حول "تاريخ الأحزاب في زغرتا بشري والبترون" بدعوة من "التقدمي"

30 أيلول 2019 17:45:00 - آخر تحديث: 30 أيلول 2019 18:35:34

بدعوة من الحزب التقدمي الإشتراكي، عقد لقاء مع الدكتور ميشال دويهي حول أبحاث أطروحة الدكتوراة، بعنوان: "تاريخ الأحزاب اللبنانية في أقضية زغرتا، بشري والبترون 1943 حتى 1978" في المركز الرئيسي للحزب في وطى المصيطبة.

حضر اللقاء نائب رئيس الحزب الدكتور كمال معوض، أمين السر العام ظافر ناصر، أعضاء مجلس القيادة الدكتور وليد خطار، خالد صعب، د. غيتا ضاهر، ريما صليبا والمهندس محمد بصبوص، أمين عام جبهة التحرر العمالي ومفوض العمل أسامة الزهيري، رئيس تحرير جريدة "الأنباء" السابق عزت صافي، الدكتور صلاح ابو الحسن، وكلاء الداخلية وعدد من الشخصيات الحزبية والاجتماعية.

ناصر 

ناصر رأى أنه "في فترة ذهبية معينة بتاريخ الحزب كان الانتشار في منطقة الشمال يعتبر أمراً طبيعياً، بعكس المرحلة التي نعيشها اليوم في ظل التجاذب الطائفي والمذهبي الحاصل، والذي يؤثر علينا مثلما يؤثر على قوى سياسية أخرى، على الرغم من الثوابت والمرتكزات الفكرية والسياسية التي تتجاوز كل الحدود الطائفية للحزب التقدمي الإشتراكي".

أضاف: "هذا الواقع يلقي بظلاله علينا منذ اندلاع الحرب الأهلية ولغاية الآن، وبرغم التقدم الحاصل على كافة المستويات إلا أن الواقع السياسي اللبناني يصبح أسيراً أكثر فاكثر بالواقع الطائفي والمذهبي المتحكم بحياتنا السياسية".

دويهي

الدكتور ميشال دويهي تحدث عن اطروحته التي استغرقت أربع سنوات من البحث لا سيما مع الحزب التقدمي الإشتراكي.

وقال ان الدراسة هي ليست عن الاحزاب، بل هي تاريخ وتوثيق تاريخ هذه الاحزاب بهذه المناطق: بشري، زغرتا، والبترون. 

واعتبر أن الحزب التقدمي الإشتراكي هو الحزب الوحيد الذي لديه أرشيف يمكن الإطلاع عليه، مشيرا إلى أن الانتماء الاولي هو الذي يحدد إلى اي حزب نذهب إلى حد بعيد، فهو شبكة العلاقات الضيقة حول الناس.

وقال: "دخل الحزب التقدمي الإشتراكي إلى قضاء البترون نتيجة بعض العلاقات التي ربطت مؤسس الحزب كمال جنبلاط ببعض الشخصيات، والتي قُدّر له التعرف على بعضها خلال سنوات من الدراسة في عينطورة، وحنا يعقوب هو واحد من هؤلاء لا بل ابرزهم، والذي امتهن مهنة التدريس والتحق بمدرسة النصر في بلدة كفيفان كأستاذ في المرحلة الثانوية، وفي هذه المدرسة قام بنشر الفكر الإشتراكي بين الزملاء وفي أوساط الطلاب، وكان إلى جانبه استاذ آخر وهو ضاهر ريشا الذي لم يتأخر بدوره عن الإنتساب إلى الحزب التقدمي الإشتراكي بعد أن كان عضواً في الحزب الشيوعي". 

أضاف:" إلى هاتين الشخصيتين كان هناك شخص آخر وهو المحامي إميل طربيه من بلدة تنورين وهو سليل عائلة كان لها نفوذ كبير في منطقة البترون خلال عهد المتصرفية، وبالتالي يمكننا القول إن هؤلاء الأشخاص الثلاثة هم النواة الأولى التي من خلالها دخل الحزب التقدمي الإشتراكي إلى قضاء البترون، لكن هذه النواة سرعان ما توسعت تدريجياً وطالت اشخاصا آخرين من بلدات اخرى قي القضاء، وعبر هؤلاء انتشر الحزب بشكل لافت في ارجاء بلدة البترون من فترة 1949 لآخر الخمسينات". 

ولفت إلى أن العدد الأكبر من المنتسبين كان من تنورين في عام 1952 وكان عددهم ما يقارب الثلاثين شخصاً معظمهم من عائلة طربيه، مما يعني الدور المهم الذي لعبه اميل طربيه على هذا الصعيد، وبين 1953 والـ 1955 انتسب الى الحزب التقدمي الإشتراكي العديد معظمهم من أهل هجران وهي بلدة حنا يعقوب الرجل الأول للحزب في هذا القضاء حيث انتسب حوالي 30 عضواً".

ورأى الدويهي أن" القضايا التي شكلت محور نضالات الحزب التقدمي الإشتراكي كانت مطالبة الناس بإنشاء مستشفى حكومياً في مدينة البترون ودعم مزارعي التبغ وانشاء مستوصفات وثانوية ورفع مستوى التعليم في المرحلة الابتدائية والمشاركة في نضالات واضرابات عمال شركة "الترابة" في شكا للحصول على حقوقهم بانشاء النقابة. وأخيراً، اهتم الحزب التقدمي الإشتراكي بزراعة الزيتون وعقد المؤتمرات حول هذا الموضوع فكان هناك حياة سياسية كاملة ومتكاملة في هذه الفترة".

واعتبر الدويهي أن "هذا الانتشار اصيب بضربة قوية نتيجة احداث 1958، حيث وقف الحزب على الصعيد الوطني موقف معارض للموقف الذي يتبناه الرئيس كميل شمعون".

ورأى أن" الحزب التقدمي الإشتراكي كان الحزب الثالث الأقوى في قضاء البترون، فحزب الكتائب كان الاقوى بتلك الفترة والحزب الشيوعي كان اقوى بفترة اسمها الزمن الطلابي".

وعن الانتخابات في قضاء البترون، قال الدويهي:" كمال جنبلاط كان دائماً يقول في قضاء البترون لا ترشحوا أحداً، آخذا بعين الاعتبار حزب الكتائب الاول مع جورج سعادة، والعائلات السياسية بتنورين". 

وختم بالقول أن" هوية الحزب التقدمي الإشتراكي هي الهوية السياسية التي همها حماية الناس والمستضعفين بهذا البلد، كما هي هوية الحزب الشيوعي اللبناني".

واعتبر أن" الحزب عانى مثلما عانت باقي الاحزاب في هذه الاقضية الثلاثة واستطاع أن يخرق أحيانا وكان له وجود جيد تحديدا بالبترون".

وخلص الدويهي إلى الاستنتاج ان "اليسار اللبناني أمام مسؤولية انتاج خطاب سيادي، لانه لا يوجد سيادة بالبلد، وعليه ان يشبه الشباب لكي يستطيع الدخول إلى البلد".