Advertise here

أيلول ...!

29 أيلول 2019 14:25:00 - آخر تحديث: 30 أيلول 2019 12:13:18

مزاجُك المتقلّب،
رائحتكَ التي لا تشبه أيّة رائحة أُخرى،
وجودكَ الّلطيف الّذي لا يتطرّف،
تلكَ الفوضى الّتي ترافقك،  
تلكَ العبثيّة الّتي ترافقنا،
شمسُك الخجولة أحيانًا والجريئة أحيانا أخرى،
نَسيمك الّذي يُربكنا صباحًا قيوقظ فينا نشاطًا متكسّرًا، 
طرفك المبلول الّذي تفوحُ منه رائحةُ التراب المشتاق...
أشياؤك، أغراضكَ، سكونكَ الحائر، استبدادُك الرّقيق... كلُّ ما فيكَ أجملُ ما فيكَ! 


أحبُّ فيك...
 أنّك تَكسِر قواعدَ الطّبيعة، فأنت صيفٌ لطيف، وربيعٌ دافئ، وخريفٌ لم يأتِ بعد...
وأنّكَ لم تأتِ كي تكملَ مسيرة أحد بل كي تصنعَ البداية وتعلنَ النّهاية،
وأنَّكَ واثق إلى درجةِ الغرور، غير مكترثٍ لِما يدور خلفك من وشوشاتٍ وانتقادات...
وأنّكَ دائمًا ترى نفسك منتصرًا وإن رآك الآخرون مهزومًا!


أيلول...أُحاورُك وتسمعني...!
تحضيراتكَ الّتي تعجقنا وتعيدُ الحنينَ إلينا، إلى زوايا غرفنا ، وإلى جواريرِنا المهملة، 
لحظاتُ الوداع الّتي تربكنا، ولحظات الّلقاءِ الّتي تملؤنا انتظارًا وتطلّعًا إلى الآتي، 
ذاك الرّكض الّذي يجتاحنا، وتلك العودة الّتي ترتّبنا!

فرغم أنك  تأخذُ معك ا?خر لحظات الدّفء،
وا?خر أيّام الَّلعب والسّهرِ والأصحابِ... 
ورغم أنّك بارد الوجود وكثير الحيرة، 
إلّا أنك تعيد إلينا ذاك التّرتيب الذي تأخذه منّا الحرّيّة،
وتحملُنا معك إلى حيث تستلقي أوراقك تحت مقاعدِ الحدائق ، وفوق طاولاتِ الأحلام، 
وإلى غيومكَ السّمراء التي أحرقتها شمسُ البحر، فلَملمت أغراضها وعادت مليئةً بالأحلام والألوان، ورسمتْ لوحاتها على جدران الذكرياتِ، وارتدت ثوبًا تعلم أنّه سوف يُعجبك لحفلة استقبالك، رغم أنّك لن تفصح عن إعجابك، بل سوف تخفيه خلف نظراتٍ خجولة وحيرة باردة.

فهذا أنت تأتي ثائرًا متطلّبًا...!