Advertise here

"الوطني للتنمية والتأهيل الفني" و"الخريجين التقدميين" ناقشا "التعليم المهني وسوق العمل" في الشوف

29 أيلول 2019 12:46:05

أقام المركز الوطني للتنمية والتأهيل الفني وجمعية الخريجين التقدميين-مكتب الشوف ندوة بعنوان "التعليم المهني وسوق العمل" حاضر فيها رئيس دائرة التعليم المهني في محافظة الجنوب سمير محمود، ورئيس دائرة التعليم المهني في محافظة جبل لبنان يحيى السيد، وذلك في قاعة بلدية الجديدة-بقعاتا.

مثل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط في الندوة رئيس جمعية الخريجين التقدميين ومفوض الخريجين في "التقدمي" المهندس نضال جمال، وحضرها مدير المركز الوطني للتنمية والتأهيل الدكتور وئام أبو حمدان، مدير ثانوية عين زحلتا الرسمية عادل محمود ممثلا مفوضية التربية والتعليم في الحزب، وكيل داخلية الشوف الدكتور عمر غنام، مدير بنك بيروت والبلاد العربية، فرع بقعاتا الدكتور عماد الغصيني، الدكتور حسن البعيني، ممثلة جمعية الخريجين التقدميين في الشوف الدكتورة ميادة أبو عجرم، معتمد الشوف الغربي المهندس نزار أبو حمدان، مسؤول قطاع الأطباء في الجمعية الدكتور زهير عمر، عضو الهيئة الإدارية في الجمعية زلفا أبو علي، ممثلو مفوضيات وأعضاء من مكتب الخريجين في الشوف، وفد من أعضاء معتمدية المناصف ممثلا المعتمدية، رؤساء بلديات ومخاتير، مدراء فروع حزبية، مدراء ثانويات ومعاهد ومدارس، هيئات تعليمية، وحشد من المهتمين.

فياض
بعد النشيد الوطني اللبناني، قدمت للندوة الأخصائية الإجتماعية الصحية في المركز هناء فياض، مرحبة بالحاضرين، لافتة إلى أهمية التعليم المهني في إيجاد حلول جذرية لمشكلة البطالة، وتأمين حاجة سوق العمل من اليد العاملة الفنية والمتخصصة.

طربيه
وألقى المشرف العام لقسم التعليم المهني في المركز الوطني للتنمية والتأهيل الفني نسيم طربيه كلمة المركز مستهلا إياها بقول للمعلم الشهيد كمال جنبلاط: "لعل معظم جهدنا اليوم هو لأجل هؤلاء الصغار ... فإن طالبنا بحق كل مواطن في العلم، في السكنى، في العيش الفاضل، في الضمانات الإجتماعية، في العمل، في التقدم، في تبني روح الكفاح، في تفجير معادن القيادة المخلصة المسؤولة للجيل الجديد، فإننا نفكر بهم على الدوام ...".

وأردف "ولأننا في المركز الوطني للتنمية والتأهيل الفني نفكر بهم على الدوام، نؤمن بقدراتهم اللامحدودة، نشد عزيمتهم، وندفعهم قدما لبلوغ القمم، عملنا جاهدين على حضنهم وتوجيههم، لجعلهم مهنيين منتجين بعد أن تعثروا في مسيرتهم التربوية، وضاقت عليهم سبل متابعة دراستهم في المدارس" . 

وتابع "بعد النجاح الذي حققه المركز في العام الفائت في الدورات التدريبية لذوي الإعاقة، وتخريج حوالي أربعين طالبا في مهنة الخياطة، وصناعة القش والشمع والصابون، كان التوجه هذا العام لإنشاء مهنية يستفيد منها جميع الطلاب الذين تسربوا من المدرسة"، متطرقا إلى الإختصاصات المهنية التي سيعمد المركز الوطني للتنمية والتأهيل الفني إلى تدريسها، فضلا عن دورات التدريب المهني، والفئات الطلابية المستفيدة منها .

بعدها كان عرض لفيلم فيديو ألقى الضوء على تلك التخصصات، والتي هي كالآتي: مساعد طاه، مساعد أمين خدمة في مطعم، مساعد كهربائي أبنية، مساعد مستكتب، بالإضافة إلى الدورات التدريبية: نجار موبيليا، أعمال باطون وحجر الباطون، بلاط، دهان، سنكري، تكييف وتبريد.

أبو عجرم
وتحدثت ممثلة مفوضية الخريجين في الشوف الدكتورة ميادة أبو عجرم بإسم جمعية الخريجين التقدميين مشيرة إلى التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم يوما بعد يوم، والذي يعتبر سببا أساسيا في عملية التوجيه والإرشاد نحو التعليم المهني والتقني، مؤكدة "أن هذه العملية هي من ضمن الأولويات التي تسعى جمعية الخريجين التقدميين إلى تنفيذها، لما لها من تأثير إيجابي في تحقيق النمو الإقتصادي وتحسين فرص العمل والتوظيف".

وأشارت إلى نظرة المجتمع التي ما زالت تعتبر أن التعليم المهني أقل أهمية من التعليم الجامعي، لافتة إلى أن "جمعية الخريجين التقدميين أمام تحد كبير يهدف إلى إظهار أهمية التعليم المهني، وضرورة دعمه لتلبية حاجة سوق العمل من المهن والحرف المختلفة".

وختمت قائلة "إن الأمة التي تفشل في إستثمار طاقات وقدرات شبابها وشاباتها هي أمة عقيمة محكوم عليها بالفشل".

محمود
وتولى رئيس دائرة التعليم المهني في محافظة الجنوب سمير محمود تقديم المحاضرة الأولى قائلا: "من الأفكار الأساسية في المنظومة الفكرية للحزب التقدمي الإشتراكي: أن التعليم الصحيح هو تحرر بحد ذاته"، مشيرا "لا يمكن للإنسان أن يتحرر إلا إذا تحرر إقتصاديا، وهذا يكون بتأمين عمل منتج يؤمن الإكتفاء الذاتي، أي أنه يؤمن التنمية الإجتماعية".

وأكد "لا تنمية إلا بالقضاء على البطالة وخلق فرص عمل" لافتا إلى وجود تخمة في بعض الإختصاصات (العلوم المالية، المحاسبة، إدارة الأعمال، العلوم الإقتصادية والإجتماعية)، بالإضافة إلى الفائض في عدد الأطباء، المهندسين، والمحامين،  "في حين تبقى الحلقة الوسطى الفنية في العمالة مفقودة في أكثر الإختصاصات، مثلا نحن نحتاج مع كل مهندس إلى مجموعة من رؤساء الورش، كما نحتاج إلى فنيي صيانة في التدفئة والتبريد والكهرباء وغيرها...".

وأضاف: "لقد وقعنا في لبنان في مصيدة حرية التعليم، فالطلاب يختارون تخصصات غير مطلوبة، والبلد لم يعد قادرا على إستيعاب المزيد من الخريجين في تخصصات غير ضرورية، والسفر للعمل في الخارج أصبح أيضا يواجه الكثير من العقبات، فيما تشكو أسواق العمل من نقص في إختصاصات أخرى (الميكانيك، التمريض، ...).

وأردف "هناك من يعتبر أن التعليم المهني والتقني لا يف بحاجات وتطلعات شاباتنا وشبابنا، ربما لأن هذا التعليم لم يأخذ ما يستحقه من تطوير على أسس علمية واضحة كما في الكثير من دول العالم، بحيث أن التعليم المهني في لبنان يقارب نسبة ال 30% من التعليم بشكل عام، في حين أن هذه النسبة ترتفع إلى 80% في الدول الصناعية، حيث يقوم الإقتصاد على الفنيين المهرة المتخصصين".

وقال: "بالتربية نبني" كان شعار وزارة التربية والتعليم العالي بعد إنتهاء الحرب اللبنانية، ولا زلنا نحاول البناء بالتربية، فالتربية تحضير للحياة. بالتربية والتعليم وخاصة المهني منه يمكننا أن نمنح أبناءنا جواز سفر إلى الإستقرار وليس إلى الهجرة أو إلى إختيار عمل كيفما تيسر".

وإذ أشاد بالمركز الوطني للتنمية والتأهيل الذي أخذ على عاتقه تدريب أصحاب الإحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية وتمكينهم من تحقيق الإستقلال المادي، دعا المعنيين إلى ضرورة دعم هذا المركز بشتى الوسائل.

وأنهى كلمته قائلا: "إن المستقبل يطالبنا بالإنحياز إلى حياة العمل ضد حياة الإستهلاك".

السيد
بدوره تناول رئيس دائرة التعليم المهني في محافظة جبل لبنان يحيى السيد في محاضرته التركيز على أهمية التعليم المهني والتقني الذي يخول الطالب، شأنه شأن التعليم الأكاديمي، الحصول على شهادة رسمية في إختصاص محدد".

وعرض لمراحل التعليم المهني والتقني، والذي ينقسم إلى مراحل عدة، وخصائص كل منها. مرحلة ال CAP، مرحلة التكميلية المهنية، مرحلة البكالوريا الفنية، مرحلة الإمتياز الفني، مرحلة الإجازة الفنية، لافتا إلى "أن من لا يحمل أية شهادة أكاديمية يمكنه أن يتابع دورات تدريبية تكسبه مهارات في إختصاص معين أو مهنة معينة".

وذكر السيد بعضا من الإختصاصات في التعليم المهني والتقني: كميكانيك السيارات، ميكانيك إنتاجي، ميكانيك طائرات، إلكترونيك، بناء وأشغال عامة، رسم معماري، مساحة، تجميل داخلي، كيمياء صناعية، نفط وغاز، محاسبة ومعلوماتية، تمريض، مراقب صحي، إدارة وتسويق، وغيرها...

وقال: "يتخرج كل سنة حوالي 31000 طالبا، أكثر من 80% منهم، هم خريجون جامعيون، وأكثر من 80% من الخريجين الجامعيين هم من حملة الإجازات في الهندسة وإدارة الأعمال، الأمر الذي يؤدي بشكل مباشر إلى البطالة، خاصة وأن البلد يمر في ظروف إقتصادية صعبة. إنطلاقا من هنا يتوجب علينا توجيه أبنائنا نحو التعليم المهني والتقني لما له من علاقة قوية مع سوق العمل، حيث أنه يساهم في تزويده باليد العاملة الفنية المطلوبة للقيام بعمليات الإنتاج، مما يؤدي إلى الحد من البطالة". 

وأردف "لتحقيق ذلك يجب العمل على: إعداد دراسة واضحة لحاجات سوق العمل من الإختصاصات المختلفة، تطوير المناهج التعليمية في التعليم المهني لتتلاءم مع التطورات التقنية الحاصلة في سوق العمل، توجيه الطلاب إلى إعتماد
الإختصاصات التي يحتاجها سوق العمل، إعادة تفعيل المجلس الأعلى للتعليم المهني والتقني".

وختم بالقول "التعليم المهني هو للناجحين وليس الفاشلين كما يعتقد البعض، وهو الذي سينقذنا من البطالة".

في ختام الندوة دار حوار مفتوح تولى فيه المحاضران محمود والسيد الإجابة على تساؤلات الحاضرين، وتلاه حفل كوكتيل .