Advertise here

احتفالات "الأخضر" من المتحف صعودًا إلى قصر "المير أمين" بدعوة من اللقاء الديمقراطي

26 أيلول 2019 12:33:00 - آخر تحديث: 10 أيلول 2020 14:41:56

من درج المتحف إلى قصر المير أمين في بيت الدين ومن مواقع مشرشة في التاريخ، تستمر الأعياد في العيد الوطني السعودي التاسع والثمانين، ما يحمل دلالات لافتة حول أهمية هذه المناسبة وتحديدًا في الظروف السياسية الراهنة لبنانيًا وعربيًا ولاسيما بعد الاعتداءات على المنشآت النفطية في أرامكو، وصولاً إلى الوضع اللبناني المأزوم وحيث وبعيدًا عن الاستنكارات الرسمية لما تعرضت له المملكة وحالة الانقسام بين المكونات اللبنانية، فكثيرون من الذين لهم علاقات قديمة ووثيقة مع المملكة وصداقات اجتماعية شاركوا في المتحف الوطني وشاهدوا تلك المشهدية التي أضاءت على تاريخ تأسيس المملكة، وصولاً إلى ما يربطها بلبنان من أواصر الصداقة، وختامًا بمفرقعات وأسهم نارية أضاءت سماء بيروت وفي ظل مشاركة حاشدة من كافة شرائح المجتمع اللبناني، وما لفت المراقبين والمتابعين في يوم "الأخضر" الأحد المنصرم المشاركة المسيحية السياسية والاجتماعية وثمة وجوه شاركت للمرة الأولى وإن كان هناك "نقص" في حضور التيار الوطني الحر إذ كانت مشاركتهم خجولة، وصولاً إلى وجوه سياسية وفكرية وثقافية من الطرف الشيعي.
والأمر اللافت في هذا العيد فكان تجمع وزراء ونواب اللقاء الديمقراطي في كليمنصو وانطلاقهم إلى المتحف الوطني حيث دخلوا عبر وفد موحد برئاسة رئيس اللقاء تيمور جنبلاط وسط ترحيب حار من السفير السعودي وليد البخاري الذي بدت عليه السعادة لدى استقباله كل ضيوف هذه المناسبة.
أما المحطة الثانية في هذه المناسبة فهي صعودها اليوم من المتحف الوطني حيث عبق تاريخ لبنان، إلى المير أمين المسكون بدوره بالتاريخ وبالمناسبات والمحطات الجنبلاطية الأساسية التي تقام في هذا القصر، وقد أراد اللقاء الديمقراطي أن يقيم احتفالية العيد الوطني السعودي في الجبل وهذا ما يحدث للمرة الأولى، ما يؤشر أو يحمل أكثر من معطى ودلالة ورسالة في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها لبنان والمنطقة وتحديدًا بعد العدوان على المنشآت النفطية في أرامكو، وكأنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يقول لكل اللبنانيين إنّنا لن نترك المملكة وسنكون إلى جانبها لأنّها لم تتخلَّ عنا يومًا ووقفت إلى جانب لبنان في أحلك الظروف، إضافةً أنّ المختارة مشهود لها بالوفاء تجاه أصدقائها ومن ربطتهم بها علاقات اجتماعية وروابط وثيقة، وهذا ما كان يجمع المعلم الشهيد كمال جنبلاط بمعظم الملوك المتعاقبين وولاة العهد وكبار المسؤولين السعوديين لتتواصل هذه المسيرة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس اللقاء الديمقراطي.
في السياق، يقول عضو اللقاء الديمقراطي النائب نعمة طعمة لـ "النهار"، وهو الذي تربطه علاقات قديمة العهد مع المسؤولين السعوديين ومن واكب كل تفاصيل العلاقة بين الرياض ولبنان، إنّ إقامة اللقاء الديمقراطي العيد الوطني السعودي في قصر المير أمين وفي الشوف والجبل، فذلك يدل على أصالة وتقاليد المختارة وكل الجبل لمن كان إلى جانبهم في الملمات ويوم كان لبنان يحترق وصوت المدفع هو السائد كانت المملكة العربية السعودية تحتضن أبناء الجبل وكل لبنان دون أن تميز بين من ينتمي إلى هذه الطائفة وتلك، ناهيك ثمة علاقة وصداقة جمعت المعلم الشهيد كمال جنبلاط بالملك عبدالله بن عبد العزيز ومعظم ملوك المملكة، وصولاً إلى الملك سلمان يوم كان أميرًا للرياض، وهذا التواصل والعلاقة الطيبة استمرت مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ومع رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط، والمناسبة إنّما هي تنبع من خلال ما يربطنا بالمملكة من تاريخ نعتز به، فالرياض لم تتخلَّ عن لبنان يوم تخلى عنه الكثيرون وهل ننسى أنّها من أعاد إعمار لبنان وفي كل المناطق دون استثناء.
وهل المناسبة في الجبل تحمل خلفيات سياسية أو رسائل معينة؟ يرد النائب طعمة قائلاً إنّ اللقاء الديمقراطي لا يهوى الدخول في أي خلافات ومساجلات أو تسجيل نقاط على هذا الفريق وذلك أو توجيه رسالة لهذه الجهة السياسية وتلك، بل أن يقام العيد الوطني في الشوف والجبل أرى أنّها مسألة طبيعية نظرًا للعلاقة والصداقة التي جمعت وما زالت تجمع المختارة والمملكة، وكذلك من خلال حرصنا على أن نقول للجميع إنّنا إلى جانب السعودية حيال ما تتعرض له من أعمال إرهابية، إلى ما حصل مؤخرًا من اعتداءات على المنشآت النفطية الذي هو اعتداء على كل العرب، فالمملكة تشكل عامل استقرار أمني وسياسي واقتصادي للمنطقة لما تمثله على كل المستويات.
ويبقى أخيرًا أنّ احتفالية المير أمين تحمل كومة رسائل، أولاً أن يقام العيد الوطني السعودي في هذا الظرف بالذات ولاسيما على ضوء الكومة الأخرى من لقاءات المصارحة والمصالحة، لدليل على قدرة الزعيم الجنبلاطي على دوزنة المراحل والمحطات بعناية فائقة، فهو الذي نظّم الخلافات مع الخصوم من ميرنا الشالوحي إلى حارة حريك، وبالتالي لديه هامش واسع من التعبير عن مواقفه لما يحصل في لبنان والمنطقة دون أن يكون ذلك رسالة موجهة لمن لا يترك مناسبة إلا ويصعّد تجاه السعودية، أو أنّه خرق لتنظيم الخلافات، بل تاريخيًا ثمة صداقة تربط المختارة بالرياض، وبالتالي المناسبات تقام دومًا حسب التوقيت الجنبلاطي.