Advertise here

فوضوية نظامنا بالإقتناع

24 أيلول 2019 13:49:32

وزير العدل في حكومة تشرشل حاول الإسراع بسيارته للوصول إلى اجتماع طارىء لمجلس الوزراء، وفي تلك اللحظة حاول عامل النظافة عبور الشارع بعربته أمام سيارة الوزير، فاضطر الوزير الى أن يبطىء..

ارتبك العامل بسبب سقوط بعض القمامة على أرضية الشارع، فنزل من سيارته مسرعاً لإلتقاط الأوساخ الساقطة وإعادتها للعربة مما سبب في تأخر سيارة الوزير، فما كان من الوزير بعد ان فقد أعصابه الا ان أخرج رأسه من نافذة السيارة وقال للعامل: يا احمق..

التقط العامل رقم السيارة وهو لا يعرف صاحبها وقدم شكوى لبلدية لندن، أصدرت البلدية أمرها بعدم رفع النفايات من امام بيت الوزير ورفعت الشكوى لرئاسة الوزراء..
طالب ونستون تشرشل (رئيس وزراء بريطانيا) وزيرة بالإعتذار للعامل، فما كان من الوزير الا ان قدم استقالته فوراً وذهب ليقدم اعتذاره للعامل، ولكن تشرشل رفض الإستقالة..

أتعلمون لماذا..؟؟

قال للوزير: لقد أهنته وانت وزير ، ولن أرضى أن تعتذر له وانت شخصاً عادياً، وإن إستقالتك ستظل معلقة حتى تعتذر وأنت وزير.. 
اعتذر الوزير ،ثم قبلت استقالته.!

وخلال التسعة أيام التي استغرقتها هذه القضية، تجمعت القمامة أمام منزل الوزير، وصارت رائحة الشارع الذي يقطن فيه لا تطاق ، مما اضطر الوزير ان ينزل كل ليلة لينقل بسيارته الخاصة بعضاً منها إلى خارج المدينة..!!

"حين يقتص القانون من القوي لصالح الضعيف"

دار منزل الوزير كم تشبه بلدنا.  
في النفايات المتراكمة..
لكننا تمدّنا أكثر منهم(بريطانيا)
 لا يعتذروا لا يستقيلوا لا يتراجعوا..
لإننا لا نأبه لا نكترث، لا نسمع، لا نرى..
لا نشتَم رائحة الصفقات أقوى من النفايات.
هذه الواقعة مثال حقيقي لما يعرف في علم النفس وعلم ا?جتماع بـ:
عقلية القطيع أو بغريزة القطيع..
ويطلق هذا المصطلح على الأشخاص الذين يتبنون أفعال وأفكار مجموعة من الناس
(بدون تفكير) وبتسليم مطلق..
للأسف... للأسف... للأسف..
عقلية القطيع يعيشها أشخاص كثر، والأدهى والأخطر أن هناك من يوظف مصالحه وانانيته لاستثارة عقلية القطيع في اتجاه أفكار هدامة للقدرات، والمكتسبات والأساليب اللادينية واللاأخلاقية واللاإنسانية ؛ بتكثيف الإقتناع بالواقع بذات الأفكار والسلوكيات من مصادر وهمية متعددة لخلق مناخ مناسب يصطحب معه أصحاب عقلية القطيع، وللحماية منه..
اسمحوا لأبنائنا أن يختلفوا معنا في الإقتناع
اسمحوا لهم أن يسألوننا للتثبت من الحقائق..
 ووَجّهوهم لكافة المصادر قبل التسليم الأعمى لعقلية القطيع في مسائل الصواب والخطأ..
لأنها مسائل تترتب عليها قرارات مصيرية.
واسمحوا لهم بالتعبير عن آرائهم قبل الهجرة..
ولنقتنع أكثر بما قاله جبران خليل جبران:
"اولادكم ليسوا لكم اولادكم أبناء الحياة."
حفظ الله أبناؤنا من عقلية القطيع، ووهبهم الحكمة وأنار بصائرهم، ليسلكوا درب الصواب، والإيمان بالوطن وبإن ودرب الجلجلة طويل..