Advertise here

بعد زيارتَي الحريري إلى الرياض وباريس... هل من انفراج؟

23 أيلول 2019 12:54:46

وسط الغليان الذي تشهده المنطقة، بعد الهجوم الصاروخي الذي استهدف حقول النفط التابعة لشركة آرامكو في السعودية، مما تسبّب بحريقٍ هائل في تلك المنشآت. وبعد اتّهام إيران المكبلة بالعقوبات الأميركية فيها، بالوقوف خلف هذا الهجوم، وما تطلقه من تهديدات بإشعال المنطقة بحربٍ مدمرة إن هي تعرضت لأي هجوم أميركي أو سعودي ضدها، وسط كل ذلك وفيما الحكومة كانت منكبة على دراسة موازنة 2020، وما تتضمنه من إصلاحاتٍ كان الرئيس سعد الحريري يريد حملها معه إلى باريس، حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليقول له إن الملاحظات التي نقلها الوزير المعني بمقررات مؤتمر سيدر إلى المسؤولين اللبنانيين بدأت تعطي ثمارها، وإن الحكومة اللبنانية عازمة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة بأي ثمن. 

في هذا الوقت، أتت الزيارة المفاجئة للسفير السعودي وليد البخاري إلى السراي الحكومي لإبلاغ الرئيس الحريري أن المسؤولين السعوديين بانتظاره، وهو ما اضطرّه لرفع الجلسة والتوجه من هناك الى الرياض، وإجراء محادثاتٍ مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وزير المالية السعودي، الذي كشف عن دعم سعودي للبنان. 

هذه التطورات وصفتها مصادر نيابية مقرّبة من الحريري بأنها تهدف إلى أمرين، الأول أن المملكة لم ولن تتخلى عن لبنان تحت أية ذريعة. وهي عازمةٌ على توفير كل الدعم المالي له كي يبقى محافظاً على دوره المستقّل كنقطة وصل بين الشرق والغرب. وبحسب المصادر المقربة فإن المملكة لن تسلم بخروج هذا البلد من تحت المظلة العربية الى أحضان الوصاية الإيرانية والسورية وحزب الله، طالما أن ثلاثة أرباع اللبنانيين يرفضون ذلك، ولن يسمحوا بعودة عقارب الساعة إلى الوراء. كما أن المسؤولين في السعودية، وفي دول الخليج متيقنون بأن اللبنانيين لا يخافون حزب الله وسلاحه، وإن كل المحاولات التي قام بها الحزب لأخذ لبنان إلى المحور الإيراني – السوري سقطت. إذ لا أحد بإمكانه إلغاء أحد في هذا البلد لا بقوة السلاح، ولا بغيره. وبالتالي فإن وجود لبنان بالنسبة للدول العربية هو أكثر من ضروري.

والأمر الثاني هو أنه إذا كانت إيران راغبة بجر المنطقة الى حرب بسبب العقوبات المفروضة عليها، بما ينعكس سلباً على اقتصادها الذي بدأ ينهار، فإن السعودية ليست راغبة بمنحها هذه الفرصة، وإن الإعتداء على شركة آرامكو مسؤولية دولية، وليست فقط سعودية. وبالتالي على الدول المستفيدة من هذه الشركة أن تقرّر ما يجب القيام به.

من هنا يمكن للبنان الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية التي مهّدت لها السعودية بمبادرة دعم لبنان. فهل تحذو بقية الدول الخليجية حذوها وتبادر هي الأخرى إلى الوقوف إلى جانب لبنان؟
المصادر النيابية المقرّبة من الحريري أكّدت أن الدعم العربي للبنان لن يتوقف، وكذلك الدعم الفرنسي الذي سيكشف عنه بعد عودة الحريري إلى بيروت والذي قد يتجلى بالإفراج عن أموال سيدر وغير سيدر. وإن الرئيس سعد الحريري ما زال يحظى بثقة الزعماء العرب وغير العرب، وما يمكن أن يُعطى له لن يعطى لغيره. ما يعني أن لبنان مقبلٌ على انفراج اقتصادي ليس ببعيد، شرط أن تبقى الأمور تسير كما هي عليه، وأية دعسةٍ ناقصة من قِبل بعض المغامرين قد تبدّد هذه الوعود، ويخسر لبنان فرصته الذهبية بإنقاذ اقتصاده.