Advertise here

كلمة وفاء في تلفزيون "المستقبل": الفسيفساء اللبنانية التي سنفتقدها! / بقلم ظافر ناصر

19 أيلول 2019 09:30:00 - آخر تحديث: 19 أيلول 2019 14:41:37

 بالرغم من أنني لم أقرر الكتابة، وأعترف بأنني أخشى هذا الأمر، وأعتبره من أصعب المهام. وبالرغم من أنني أكتفي بالتعبير عبر المقابلات التلفزيونية والإذاعية، إلّا أن خبر إقفال تلفزيون "المستقبل"، بما يحمله من ألمٍ خاص من جهة، وإشارةٍ محبطةٍ للأمل العام في لبنان من جهة ثانية، قد دفعني إلى كتابة هذه السطور.

على المستوى الشخصي، لهذه المؤسّسة فضلٌ، في انطلاقتي المهنية التي لم تستمر، وذلك بفعل انتقالي وتفرّغي لموقعي الحزبي كأمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي. وهذا الفضل موصولٌ ليشكّل في حينها السند الأساس لي في حياتي الشخصية وتأسيسها وبنائها. وهذا كان حال العديد من الشباب اللبناني الذين شكّلت لهم "المستقبل" انطلاقتهم على المستويين المهني والشخصي، ومنهم من حلّق في سماء النجومية الإعلامية والسياسية، وربما أكثر.

كانت "المستقبل" مساحة تنوعٍ طائفي وسياسي أشكّ في أن لها مثيلٌ في لبنان، حيث العاملون من كل هذا الفسيفساء اللبناني المركّب والمعقّد سياسياً وطائفياً ومذهبياً. والأمانة تقتضي هنا القول بأن هذا التنوّع كان محمياً في المحطة، مما شكّل علامةً فارقة في احترام خصوصية الآخر وانتمائه، فبادل السواد الأعظم من العاملين والموظفين المحطة بالوفاء من خلال الجهد والعطاء. ومن المهم أن تؤمن بالديمقراطية والتنوّع، لكن الأهم ممارستها حيث بإمكانك وقدرتك وقوتك أن تلغيها. في المستقبل لم يُطلب منا مبادلة فرصة العمل بالولاء، أو الانتماء السياسي. 

يعزّ علي إقفال تلفزيون المستقبل، وأحزن لأن في ذلك إشارة سوداء إضافية ربما لما هو قادم.

كل التحية للمحطة التي عملتُ فيها لسنوات مع خيرة الزملاء، متمنياً لهم ولعائلاتهم حالاً أفضل. وأخصّ بالتحية الأستاذين العزيزين عماد عاصي وحسين الوجه.

(*) أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي