Advertise here

إشارات سعودية إيجابية تجاه لبنان... ولكن ماذا عن المساعدات الدولية؟

19 أيلول 2019 10:08:02

في خضمّ التصعيد الذي تشهده المنطقة، تلقى لبنان إشارة إيجابية من المملكة العربية السعودية. إشارة تشكّل عامل طمأنة للّبنانيين الذين يراقبون الوضع الاقتصادي خشية انهياره. ومنذ فترة يعيش لبنان سباقاً مع الزمن. سباقٌ بين الانهيار والإصلاحات لِلَجمها والبحث عن حلولٍ تؤدي إلى انتعاش الوضع المالي والاقتصادي. وكل المساعدات الدولية مرهونة بتنفيذ لبنان لشروطٍ قاسية من قِبل الدول المعنيّة والمانحة. لكن الأساس يبقى في أن المساعدات غير منوطة، أو مرتبطة، فقط بإجراءاتٍ تقنية، إنما لها ارتباطها بالتطورات السياسية.

طوال السنوات الماضية كان لبنان شبه غائبٍ عن أجندة الاهتمامات العربية، وخصوصاً الخليجية منها، وذلك بسبب الوضع السياسي، وحال الانقسام فيه، وتصنيفه بأنه أصبح يغرّد خارج السرب العربي. وكل محاولات الحفاظ على التوازن والوقوف في منزلةٍ وسطية بين المحاور المختلفة، باءت بالفشل بفعل اختلال موازين القوى. لكن اليوم، وعلى ما يبدو، فإن تغيّراً قد طرأ على موقف الدول العربية التي تعلن استعدادها لمساعدة لبنان، وتقديم كل أشكال الدعم له.

افتتحت المملكة العربية السعودية تلك الخطوة الإيجابية، بإعلانها بالأمس عن البحث مع الحكومة اللبنانية في دعم الخزينة، وذلك عبر إيداع وديعة مصرفية. يمثّل هذا الموقف تطوراً لافتاً بعد سنوات عجاف، كما تزامن مع لقاءٍ بين السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، والرئيس سعد الحريري الذي تسلّم دعوةً للمشاركة في مؤتمر الاستثمار الاقتصادي الذي سيُعقد في المملكة في الشهر المقبل. هذه الخطوة السعودية قد تتعزز بخطوةٍ إماراتية مماثلة، وخطوة قطرية أيضاً، خصوصاً وأن أمير قطر يزور فرنسا، وسيلتقي الرئيس إيمانويل ماكرون الذي قد يحثّه على مساعدة لبنان، ودعم خزينته بوديعةٍ مالية.

وتتزامن الإشارات الإيجابية العربية مع استعادة فرنسا لنشاطها الداعم للبنان، وذلك من خلال اللقاء الذي سيُعقد مع الحريري، أو من خلال زيارة رئيس المجلس الاقتصادي - الاجتماعي الفرنسي إلى بيروت، ما يعني أن الاهتمام الدولي بمساعدة لبنان قد بدأ بالتحرّك، وقد تتطور فعاليته في الفترة المقبلة. لكن المسؤولية التي تُلقى على عاتق اللبنانيين، وهذا الاهتمام بأوضاعهم، تقضي بعدم إقحام بلدهم في صراعات الدول الأخرى، والقيام بواجباتهم المفروضة عليهم، لأجل استحقاق الحصول على كل أساليب الدعم. لأنه دون ذلك، وبحال استمرّ التوتر والانقسام، وبقيت الحسابات الإقليمية تتقدم على الحسابات الوطنية، فإن شيئاً من هذه المساعدات لن يصل، وسيُترك لبنان يواجه مصيره الانحداري وحيداً.