ظاهرة ربما يكون عمرها من عمر البشرية، إلا أن وقعها ازداد مع الثورة الصناعية في العالم واستمرت إلى يومنا هذا، وهي عمل الأطفال لا سيما في الأشغال القاسية والصعبة وتحديداً في قطاع الصناعة.

فالمسألة هذه المرة لا تتعلّق بدورة الإنتاج أو تحفيز الصناعة أو تعزيز الصناعة الوطنية، إنما القضية إنسانية بحتة واجتماعية تعني كل فرد وكل عائلة قد تكون ضحية في يوم ما بسبب الفقر والعوز.

جمعية "نضال لأجل الإنسان" التي فتحت ملف السجون فور تأسيسها وحققت خطوات هامة، إنتقلت لفتح ملف عمل الأطفال وهو ملف كبير وشائك ومعقد من خلال مؤتمر جامع تعقده لهذه الغاية برعاية وزير الصناعة وائل أبو فاعور بالتعاون مع جمعية الصناعيين اللبنانيين ويحمل عنوان "عمل الأطفال في لبنان بين القانون والواقع"، يوم الأربعاء 25 أيلول 2019، في فندق "راديسون بلو" في فردان، الساعة الثامنة والنصف صباحاً.

هي مبادرة جريئة في مرحلة يرزح فيها المجتمع تحت كاهل الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة، ما يستدعي خطوات متقدمة تنفيذية وتوعوية، وهذا المؤتمر واحد من هذه المبادرات العملية والرؤيوية القادرة على إحداث فرق متى ترافقت مع اهتمام رسمي من قبل المعنيين.

المؤتمر سينطلق صباح الاربعاء بجلسة افتتاحية، تتضمن فيديو قصير يعكس مأساة "الأطفال العمال"، وكلمات لكل من جمعية "نضال لأجل الإنسان"، جمعية الصناعيين ووزارة الصناعة، وتقديم من الاعلامية نوال الأشقر.

ينقسم المؤتمر إلى جلستين، تحمل الاولى عنوان "الأطفال حلقة سوق العمل الأضعف... فكيف يحميهم القانون اللبناني؟"، ويتحدث فيها رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية النائب الدكتور ميشال موسى حول "عمل الأطفال في القوانين اللبنانية... ما سبل الحماية؟"، رئيسة لجنة حقوق المرأة والطفل النيابية النائب عناية عز الدين حول "حقوق الطفل في لبنان... من يكفل التطبيق؟"، رئيسة وحدة مكافحة عمل الاطفال في وزارة العمل نزهة شليطا حول "دور الحكومة اللبنانية في القضاء على عمل الأطفال" ورئيسة اتحاد حماية الاحداث الاستاذة اميرة سكر حول "تدابير حماية الأطفال بين التعليم وسوق العمل"، على ان تدير الجلسة الإعلامية جيسي طراد.

أما الجلسة الثانية فهي تحت عنوان: "عمل الأطفال مرض إجتماعي... فما دور المؤسسات المعنية محليا ودولياً؟"، ويحاضر فيها مديرة المشروع الوطني للتسول في وزارة الشؤون الإجتماعية سيما معاوي حول سوق العمل والتشرد... أين الخطة الوطنية لمكافحة ظاهرة أطفال الشوارع؟"، الممثل عن منظمة العمل الدولية Mr. Torsten Schackel حول "شروط العمل في القانون الدولي... هل من مكان للأطفال؟"، الممثل عن وزارة الصحة د. ربيع شماعي حول "آثار العمل المبكر على صحة الحدث ووضعه النفسي"، ممثلا اليونيسف  Luca Travagnin  و Zaman Ali Hassan حول "حقوق الطفل في القوانين الدولية وتدابير الحماية" وممثلة وزارة التربية والتعليم العالي الدكتورة هيلدا خوري حول "أهمية التعليم الإلزامي في مكافحة العمل المبكر"، على أن يدير الجلسة الإعلامي باسل الخطيب.    

وفي خطوة تعكس اهتماماً رسمياً بهذا المؤتمر وضرورة معالجة هذه الظاهرة، فإن إعلان الاقتراحات والتوصيات سيتم بحضور وزراء الصناعة والعمل والشؤون الإجتماعية لتلاوة التعهدات الخاصة بكل وزارة.