Advertise here

جنبلاط يمّم وجهه شطر القاهرة وموسكو

16 أيلول 2019 12:50:00 - آخر تحديث: 10 أيلول 2020 14:41:38

القطار الجنبلاطي السريع يسير ومنذ ما بعد أحداث البساتين بخطى ثابتة بعد كم المصالحات والمصارحات وصولاً إلى "أم الدنيا" مصر إلى موسكو حيث العلاقة التاريخية بين "الرفاق" في البلدين والتي لها صولات وجولات وذكريات ومحطات منذ أيام الاتحاد السوفياتي الراحل على يد صانع البيريسترويكا ميخائيل غورباتشوف، وهذا التوغل الداخلي والخارجي لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس اللقاء الديمقراطي أكد على جملة عناوين سياسية وحمل دلالات كثيرة ضج بها الإعلام المحلي والعربي وكان تأكيد وتوقيع على صحتها، بمعنى أنّ "أبو تيمور" ما زال "بيضة القبان" والرئيس الرابع، ما تبدى من خلال المشهد السياسي حيث يبقى "الزعيم الجنبلاطي" أحد أبرز أقطابه من خلال ما يجري على الأرض وبعدما كانت أحداث البساتين بمثابة "بيريسترويكا جبلية" تحولت إلى تغييرات "بالجملة والمفرق" على الصعيد المحلي ليتناغم ذلك مع تحولات المنطقة وهذا الكم الهائل من المتغيرات، ولا ينسَ أحد أنّ "أيلول ذيله بالاستحقاقات الداخلية والإقليمية مبلول".

من هذا المنطلق، فقد أدى "الزعيم الجنبلاطي" قسطه للعلى و"صفّر" عداد المشاكل والخلافات والتبايانات الداخلية منذ اللقاء الخماسي في قصر بعبدا إلى الأجواء العائلية في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين ومن ثم زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط إلى اللقلوق، دون إغفال اللقاء المفصلي المبكل بين قيادتَي حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي الذي رتبه ودوزنه حليف جنبلاط في الأيام الصعبة الرئيس نبيه بري، ويمكن القول وعلى الصعيد الداخلي لسان حال المختارة "صافي يا لبن" مع الجميع.

أما عن العلاقة بين المختارة وموسكو وعن لقاء رئيس اللقاء الديمقراطي مع صديق البيت الجنبلاطي منذ أيام السوفيات المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المنطقة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، والذي جاء في أحلك الظروف وأصعبها إن على الصعيد اللبناني أو الإقليمي، فمن أم الدنيا مصر وبعد لقاءات على ضفاف النيل في القاهرة إلى جانب والده مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين المصريين، حط تيمور جنبلاط رحاله في موسكو ليلتقي بالرفيق والصديق والحليف بوغدانوف الذي سبق والتقاه، مع الإشارة وفق المتابعين لمسار هذه العلاقة إلى أنّ نائب وزير الخارجية الروسي خبير محلف في الشأن الجنبلاطي وفي الوضع اللبناني وهو على دراية تامة بكل الأوضاع والشؤون والشجون اللبنانية والعربية.

أوساط سياسية مواكبة لهذه الللقاءات أكدت لـ "النهار" أنّ العلاقة التي تربط المختارة بموسكو ليست بالجديدة بل هي علاقة تاريحية بامتياز ولم تنقطع في كل المراحل وإن حصلت تباينات حول الحرب في سوريا فذلك لم يفسد في ود هذا التاريخ الناصع بين الطرفين قضية، إذ كان لروسيا دور أساسي في التواصل والتنسيق مع الحزب التقدمي الاشتراكي في إعادة مخطوفي السويداء وجبل العرب من الداعشيين، وصولاً إلى محطات كثيرة بقي التواصل والتنسيق فيها قائمين واللقاء الأخير بين رئيس اللقاء الديمقراطي ووفد الحزب التقدمي الاشتراكي مع بوغدانوف كان في منتهى الإيجابية والود وسأل المسؤول الروسي عما جرى من أحداث في لبنان ولاسيما في البساتين وكان مواكبًا ومتابعًا لها واطمأن على صديقه القديم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، إضافةً تم التطرق إلى الوضع في المنطقة ولاسيما المسألة الفلسطينية وكل القضايا العربية والإقليمية وسط تأكيد من بوغدانوف على أهمية تطوير وتفعيل هذه العلاقة بين الحزب التقدمي الاشتراكي وروسيا والحفاظ عليها وصولاً إلى حرصها على أمن لبنان واستقراره.

وتضيف المصادر مشيرةً إلى أنّ رئيس اللقاء الديمقراطي شكر بوغدانوف على كل الدعم الذي تقدمه روسيا للبنان وعلى وقوفها الدائم ومساعيها للحفاظ على العلاقة الوثيقة والمتينة مع الحزب التقدمي الاشتراكي والتي ستبقى مستمرة لأنّ لموسكو تاريخًا مشرفًا تجاه الحزب ولبنان وكانت دومًا إلى جانبنا وجانبه في كافة المحطات والمفاصل السياسية، إضافةً إلى دورها مؤخرًا في لجم التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان من خلال المساعي الديبلوماسية التي قامت بها في هذا الإطار.

ويبقى السؤال: هل سيزور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في سياق جولاته العربية والدولية موسكو؟ هنا، تجيب المصادر إنّ ذلك ليس مفاجئًا بل مسألة طبيعية لما يربطه مع المسؤولين الروس من علاقات وصداقات قديمة والزيارة واردة في أي توقيت وعلى أعلى المستويات، فثمة تقدير من قبل المسؤولين الروس لجنبلاط الذي يحفظ التقدير والوفاء لمن كان إلى جانبه وهذا ما يسمعه عائدون من موسكو، في حين أوساط بارزة في السفارة الروسية في بيروت تؤكد لـ "النهار" أنّ زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط اتسمت بالود والإيجابية وقاربت كل الملفات اللبنانية والإقليمية والعلاقة مع المختارة تتجه نحو التفعيل على كل المسارات.