Advertise here

ندوة عن كتاب "محمد السيرة السياسية" للأديب الأستاذ نصري الصايغ

15 أيلول 2019 11:55:00 - آخر تحديث: 15 أيلول 2019 15:45:42


نظم المجلس الثقافي للبقاع الغربي وراشيا، ندوة حول كتاب " محمد.. السيرة السياسيّة" للباحث والأديب الأستاذ نصري الصايغ، بدعوة من المجلس الثقافي اقيمت في قاعة الرئيس خالد شرانق في القصر البلدي في جب جنين، بحضور النائب في البرلمان الكندي محمد عميري، رئيس المجلس الثقافي المحامي الشاعر صالح الدسوقي، رئيس لجنة التجارة والصناعة في غرفة زحلة الناشط السياسي طوني طعمة، جمال قدورة ممثلا منسقية البقاع الغربي وراشيا في تيار المستقبل، الشاعر عمر شبلي، العميد عبد المعين ابو شاهين، امين سر المجلس الثقافي مروان درويش واعضاء الهيئة الادارية في المجلس، وحشد ثقافي واجتماعي ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات.

 وتحدَّث في الندوة على التوالي  كلٌّ من الدكتورة هيفاء الإمام عميص التي قدَّمت الندوة وأدارتها، والدكتور زهير هواري، والدكتور  عماد نبيه خليل والمؤلف الأستاذ نصري الصايغ.
هيفاء عميص
توجهت الدكتورة هيفاء الإمام عميص بالتحية لكل من لا يزال قابضاً على جمر العروبة والثقافة العربية، ويحمل همها، ويجهد إلى تثبيت الإنتماء لهذه الأمة وفكرها وثقافتها، ويسعى إلى تطويرها ورفدها وإغنائها. معتبرةً أن المجلس الثقافي الإجتماعي للبقاع الغربي وراشيا، إستطاع بامتياز ان يحمل أمانة المثقف العربي في لبنان عامةً وفي منطقة البقاع الغربي وراشيا بشكل خاص، وما زال يسعى ويجهد إلى تعبيد طريق المعرفة الوعر.
وتابعت: وفي استحضارٍ لتاريخ هذه الأمة العربية العريقة، حضر سيّدنا ونبينا محمد، في كتاب مفكِّر عظيم التحليل والدراسة لوقائع حدثت في تاريخنا فأنتجت ما أنتجت من خيرٍ للإنسانيّة، واستغلت ما استغلّت لإنتاج سلبيّات علينا تحاشيها والإستفادة من تجاربها، لذا كانت هذه الندوة. وتابعت "لأنّ إسلام اليوم في محنة، وصورته مشوَّهة في أنظار غير العارفين، بحيث بات مرعباً لمن لا يُدرك مقاصده، ومن لا يعرف حقّاً بأنّه رحمةً للعالمين ورسالة إنسانيّة، فالأسئلة تلح ومنها: أهذا هو الإسلام الذي نادى به محمد ؟ وهل هو مخيف إلى هذا المستوى؟ وهل هو كذلك في الأصل؟.
لهذا كلّه جاء كتاب " محمد السيرة السياسية" للأستاذ نصري الصايغ وهو الباحث والمفكر المسؤول، ليسلّط الضوء على بشريّة الرسول وقيادته السياسيّة دون المساس برتبته النبويّة.
ومن هنا كانت هذه الندوة حول كتابٍ جريء قيّم يتحضرّ حالياً لطبعته الرابعة ولترجمته إلى اللغتين الإنكليزيّة والفرنسيّة. ومن هنا تكرّم المجلس الثقافي الإجتماعي للبقاع الغربي وراشيا بدعوة الكاتب الكبير والباحث المفكر الغني عن التعريف الأستاذ نصري الصابغ، فلبّى حاملاً كتابه بيمينه ليُجيب عن الأسئلة المطروحة حوله، وليشرح لنا تاريخ محمّد النبي العظيم وعبقريّته السياسيّة بالوقائع التاريخيّة.
زهير هوّاري:
أّما الدكتور هواري فقد ناقش الكتاب مطوَّلاً، وقال أنّه قرأه مرتين: الأولى لدى صدوره، والثانية عندما طُلب منه مناقشته في إطار الندوات الثقافية للمجلس الثقافي الإجتماعي للبقاع الغربي وراشيا. وقال أنه على استعدادٍ لقراءته للمرة الثالثة لأن هكذا كتب تأسر قارئها فيعود إليها كلما سنحت أمامه الفرص.
وتابع: إن هذا الكتاب يمتاز  بميزات كثيرة أبرزها أنه يرتبط بالراهن من الأحداث، لذا فهو ليس كتاب تاريخ مجرّد تقصَّد كاتبه إعادة القارئ إلى تلك الحقبة التاريخيّة بكلِّ ما فيها من جلال ورهافة إيمان. بل إنَّ صاحبه يريد استعادة هذا الماضي من أجل المستقبل. وبعد الإطراء على الكتاب وصاحبه قال أنَّ الثناء لا يغمض الأعين عن الإشكاليّات والملاحظات التي لا بدَّ وأن تقال.
وتحدَّث عن خمسة عشر إشكاليَّة باعتقاده أن الكتاب قد تضمنها، وختم قائلاً أن: هذه الإشكاليّات لا تُقلِّل من جوهر العمل إذ على مدى الصفحات والفصول حشد بما يملكه من كفاءة لتقديم قراءته لشخصيّة الرسول وسيرته السياسية، وهو عمل تحترمه وإن لم تتوافق مع بعض التفسيرات والتفاصيل التي تطرَّق إليها"، وحيّا في الكاتب جرأته على تناول السيرة النبويّة.
عماد نبيه خليل:
أما الدكتور عماد خليل، فقد ناقش الكتاب متسائلاً هل هو كتابٌ ينزعُ القدسيّة أو هو توغُّلٌ في سبر المعرفة العلميّة؟. معتقداً أن الكتاب ينضوي في إطار المُحاولات النقديّة الجذريّة في مُقاربة المُقدّس من خلال طرح أسئلة علميّة يُراد من خلالها التفكيك المُمنهج ليُصار إلى إستنتاجات لا يُغلِّفها الغموض أو يسكنها المجال الخُرافي. وهذا ما جعل – باعتقاده – الفكر الديني في مساره التاريخي تحت مجهر السؤال المستمر.
وتابع: إن المؤلِّف يبدو أنَّه قرَّر كشف الحقيقة المعرفيّة التي مكَّنت محمد من تأسيس رسالة إسلاميّة عظيمة بإرادة ذاتيّة واعية تخضع لناموس الفكر البشري ولكل إرهاصات العمل البشري دون تدخُّل الغيب في رسم مسارات البشر، وهنا تكمن الإشكاليّة الكبرى التي عمل الكاتب على تبيانها من خلال تحليل دقيق لمسيرة النبي محمد ? مُعلناً – الكاتب- أن كتابه ليس كتاباً في الدين، إنه كتابٌ في السياسة.
وختم قائلاً: يبقى كتاب " محمد السيرة السياسية" للكاتب نصري الصايغ محاولة فكرية شيّقة، لأنه تناول السيرة محايداً، وهو كذلك، ومن مقاربة لا تُشكِّل عنده غضاضة وهو العلماني بامتياز، أن يتحدَّث مسيحي بهذا العمق عن شخصيّة محمد، لا، بل وأكثر من ذلك، قال الصايغ بعد إنجاز الكتاب:" لقد أحببتُ محمَّداً".
نصري الصايغ:
وكان الختام مع مؤلف الكتاب الأستاذ نصري الصايغ الذي شكر الحضور، وصاحب الدعوة المجلس الثقافي الإجتماعي للبقاع الغربي وراشيا، وشكر المحاضرين لمساهمتهم في إحياء وإغناء هذا اللقاء.
وسأل: لماذا هذا الكتاب؟ وما هي الأسباب التي دفعتني للبحث في السيرة السياسية وحدها من سيرة الرسول كاملة؟.
وأردف قائلاً أن السبب الأول هو الخطأ العدواني السائد بأن الإسلام هو السبب بما آلت إليه الأوضاع من تقهقر وعنف وتخلُّف، دون تحميل المسؤولية للقوى التي اجتمعت وتناوبت على الانقسام والفتنة والعنف. ما جعلني أرود هذا المكان دفاعاً عن دينٍ بريءٍ ممّا ارتكب بإسمه أو ضدّه.
وتابع: والخطأ العدواني الثاني والذي هو أخطر من الأول هو إلقاء التهمة على الإسلام في استعمال العنف عبر المنظمات التي لجأت إليه بأبشع صفاته، ومارسته بجنون وحشي ضد الأبرياء، واختلط الدين بالسياسة بحيث ما عاد هناك فارقاً بين النص وبين الفعل المرتكب وهذا ظلمٌ كبيرٌ يطال الدين وهو موضع إشكال في التاريخ. بالإضافة إلى الإلتباس المزمن في مقولات رائجة، الإسلام دينٌ ودولة، أو الإسلام دينٌ وسياسة، أو هو كغيره من الديانات دخلته السياسة فأخذته إلى مطارح أبعدت الروح وأغرقت المؤمنين في العصبيات.
وتابع " من هنا عدتُ إلى الأصل لأبحث فقط بالسيرة السياسية للرسول، فتبيّن لي أن للسيرة السياسية منطقاً خاصاً وانها متفقة مع مقتضيات الواقع وسيل الوقائع وأنها متغيّرة ومتبدِّلة لتستجيب لتحديات الظروف المستجدة، فلكل واقعة سياسة، لا سياسة واحدة تطبَّق على معظم الحالات. لقد استعمل الرسول السياسة لخدمة الدين وليس كما نفعل اليوم إذ نستعمل الدين لخدمة السياسة والسلطة.
وختم حديثه بشهادتين: سُئِل جبران خليل جبران في صحيفة أمريكيّة عَمَّن هو أعظم رجل؟، قال: محمد. وسُئِل الكاتب البريطاني جورج برنارد شو: من هو أعظم رجل؟. قال: محمّد.
واختتمت الندوة بتوقيع الكتاب للحضور.