Advertise here

احداثيات النظام السوري: مشيخة العقل

07 كانون الثاني 2019 15:40:39

لقد عوّدنا نظام دمشق على شعار "فرق تسد"، عندما دخل الى لبنان عام 1976، ومنع الحركة الوطنية من تحقيق الوحدة اللبنانية الوطنية، بشعارات برنامج الإصلاح السياسي للنظام اللبناني، واغتال ملهم ومؤسس العمل الوطني في لبنان، وبعد ذلك بدأ بتقسيم الموحّد وتجزئة المجزّأ.

لإنعاش الذاكرة فقط نورد هذا، ونؤكد أن الآلة المخابراتية السورية استطاعت تقسيم الأحزاب اللبنانية يساراً ويميناً (الكتائب اللبنانية، القوات اللبنانية، الحزب القومي، المرابطون، امل، وحزب الله) والمنظمات الفلسطينية والاتحادات العمالية والنقابات والمراجع الروحية.

استعملت سلطتها كأمر واقع ولعبت وتلاعبت بالجميع لتثبيت الفوضى المنظمة التي ظهرت شعاراً للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط؛ وأول من بدأ بتطبيقها هو نظام دمشق.

لا بد من هذا العرض السريع لنستنتج الدور السوري في زرع الشقاق والتفرقة لكل أجزاء الوطن. حاولوا في الماضي وفشلوا، واليوم يعيدون الكرة مع طائفة الموحدين الدروز خاصة بعد أن اقترب موعد انتخابات مشيخة العقل.

مضى زمن طويل على تنفيذ رغبة المرحوم سماحة الشيخ محمد أبو شقرا بتولي الشيخ بهجت غيث بالنيابة منصب مشيخة العقل.
وفي تلك الفترة كادت ألاعيبهم أن تفعل فعلها لولا احتواء وليد جنبلاط للأمور التي انتهت بانتخاب سماحة الشيخ نعيم حسن شيخاً للعقل. 
والآن الى أين وصلنا بعد ان تنفس نظام دمشق الصعداء بفعل الحاجة الدولية له ليتكامل من ضمن المخطط الدولي المرسوم لهذه المنطقة من العالم.
أعاد تحريك عسسه وأزلامه بتوتير الوضع في الجبل البوابة التي دخل عبرها عام 1976 ليعيد أسلوبه القديم الجديد، ومن منا لا يذكر الفرسان الحمر والصاعقة وجميع تنظيماته التي هيأها قبيل دخوله وتنفيذ سلسلة اغتيالاته.

اليوم تتكرر المؤامرات ولو تغيرت الأسماء والأساليب. فحماية هذا النظام لمرتكب جريمة الشويفات، كذلك تحريك رجله الثاني في مهاجمة رئيس الحكومة بأسلوب غير مقبول وقيامه باستعراض استفزازي في قرى الجبل انتهى بسحب عناصره الى البقاع، بعد ذلك أتحفتنا النشرة السورية باتهام جنبلاط والحريري بالإرهاب وهذا مقدمة لإرهابهم وأذيتهم.

اليوم ما هو الرد على دعوة وليد جنبلاط بوحدانية مشيخة العقل منبهاً من محاولة ضرب إنجاز وحدتها بانتخابات قانونية؟ الرد كان "لنا مشيختنا ولكم مشيختكم". فإذا أردنا تحليل هذه المواقف الارتجالية بعد محاولات زرع الفتنة وتنفيذ أمر تعليمات السوري نرى مدى الحرص على طائفة الموحدين من هؤلاء الذين يستعملونها كقميص عثمان بعد أن حاولوا دفعها داخل أتون النار.

حماك الله يا وليد جنبلاط، وكلنا أمل وثقة بأنك ستوصل السفينة إلى برّ الأمان.
حماك الله يا وليد جنبلاط وأبقاك صمام الأمان لهذا الوطن الجريح المتهاوي على درب الجلجلة.