حين يغيبُ الصبحُ بغروبٍ... بغيرِ موعدِهِ
23 أيلول 2025
14:07
Article Content
قربُهُ بعدٌ وعدٌ ببعادِ الوصال مُحسِمُ، قربُه غسقٌ شقّ الفؤادَ محطّمُ، قربّه وجعٌ، وفجعُ الروحُ بروحٍ... بجرحٍ، قربٌ غربَ الصبحَ في غير موعدِه، فأصبح الأسودُ مُحكمُ، إنّه الرحيل... على غفلةٍ أو لعلّ لحظاته... لحظات الوداع "المرتقبة" المترقّبة، مع الرحيلِ وجوه هنا، ومع الموتِ تولدُ حياة هناك، لحظاتٌ مضنية همّاً وغمّاً، تبقيه القدرَ، تبكيه البشر، حالُ المحتّمُ.
تراه طعم الفراقِ مرّ المذاقِ، تراه ساسَ الحياةَ مرارةً لن تستعيدَ حلاوتها، تراه أشعلَ الحزنَ بطيّاتِ القلبِ، فأجمعَ كلَّ ثقلِه وأرحلَه بين ثناياه متجوّلاً، تراه "يتسوّلُ" يتوسّلُ رحمتك يا ربي... تراه الصمتُ الخاشعُ يحتضنُ الصبرَ، يسكتُ الكلمات، لتفيضَ التعزيات... ترحل إلى حيث الألمِ يصرخُ الآهات... ويبكي الدمعات.
ويقول أعظم الأدباء الروس ليو تولستوي: "أقوى المحاربين هما الوقت والصبر"، وكأنّ الوقتَ كفيلٌ بكلِّ شيء، كأنّه قادرٌ على التعايشِ، على "الإعتيادِ"، على تقبّلِ الأسى مع الزمنِ، نسألُ الحزنَ أتمكّنَ الوقتُ من بلسمةِ كمدِ وكربِ مشاعرِك!!... أخفّفَ من قساوةِ وطأتِك! في بلورةِ هدأتِك! يا من جعلت من الألمِ في النفسِ سكناه "بجرأتِك".
ومن القنوعِ التسليم أنّه الحقُّ... لا يجوزُ مجابهةَ المشيئةِ بإعتراضٍ وإنكار، فإن خلدَ الغيابُ بمرقدٍ فتخلدُ الروحُ في رحابِ خالقِ الأسرار... حيث ياسمين جنائن الأطهار، حيث السجودُ يصلي لرحلتنا، مما تبقّى من المشوار، حيث يا روحي رحلَ النسيانُ مع الرحيلِ... حيث في الذاكرةِ ذكرى حيّة، وفي المقلتين صورٌ تروي الحكايةَ... غاصت بغصّةٍ، بخريفِ الأمطار.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.






