Advertise here

شكراً دوكان

10 أيلول 2019 06:05:00 - آخر تحديث: 12 أيلول 2019 16:56:41

الموفد الفرنسي بيار دوكان المكلف متابعة تنفيذ مقررات "سيدر" زار بيروت. التقى عدداً كبيراً من الرؤساء والوزراء والمسؤولين والمعنيين بالمشاريع المدرجة في تلك القرارات. أنهى زيارته بمؤتمر صحافي قال فيه كلاماً كبيراً قاسياً "توبيخياً" للمسؤولين وتحذيرياً من مخاطر الاستمرار في سياساتهم ومقارباتهم للأمور. شعرنا كأنه يشكو إنعدام المسؤولية، والتهرّب من الالتزامات. والعيش في كوكب آخر والغرق في الأوهام والرهانات الخاطئة !! بعد أن قال: "... لا يمكن أن نجد أي مؤشر اقتصادي أو مالي ليس سيئاً، وتبين لي بعد لقاءاتي أن هناك فهماً كبيراً لدقة الوضع الاقتصادي، والوضع الاقتصادي طارئ للغاية، والحل السحري الذي يفكر فيه البعض غير موجود. اكتشاف النفط ليس الحل السحري الذي سيحل الصعوبات التي يواجهها لبنان. هذا أمر إيجابي. لكنه أمل خاطئ وليس الطريق المناسب الى الأمام"!!

هذا خلاصة ما سمعه ورآه دوكان. وعصارة ما توصّل إليه وجزء مما قاله في مجالسه الخاصة أمام محاوريه والمطلعين منه !! فيه ردّ على الذين يحاولون تبسيط الأمور وتصويرها سهلة ويتحدثون عن مخارج خلال أشهر، بعدما كانوا يقولون أن البلد "مفلس" أو "على شفير الهاوية"، واستغلوا وجع الناس في مزايداتهم على بعضهم، ومحاولات تحميل المسؤوليات لبعضهم ،في الحديث عن "التركة" المتعبة، المكلفة، والسياسات التي اعتمدت خلال السنوات السابقة، وفي محاولات الإدعاء أن من يريد حل الأزمة يأتي إلينا !! فإذا بنا أمام واقع يؤكده دوكان: إن الأزمة فيكم وعندكم !! وأخطر ما تفكرون به هو الرهان على النفط منذ الآن ولم يتحقق منه شيئ بعد ، ولا ينفع إذا تحقق مع استمرار سياساتكم لأنه سيكون في مثل هذه الحالة نوعاً من رهن موارد لبنان للمستقبل وهناك ستقع الكارثة !!!

يقول دوكان: "لم نر سرعة في تطبيق الاصلاحات "التي هي" مفتاح الثقة". 

من المسؤول عن عدم إقرارها؟؟ أين هو المفتاح؟؟ وأين هي الثقة ؟؟ هل منع الأجانب، والنازحون، واللاجئون، والسيّاح، تحقق الإصلاحات ، لنيل الثقة ؟؟ علماً أن دوكان أكد ما كنا نكرره دائماً: "الهدف من الاصلاحات ليس لإرضاء الخارج "!! إنه واجب يومي يندرج في إطار الحفاظ على الأمانة والقسم والالتزام بما تمليه علينا المسؤولية .هل كنا بحاجة ليأتي "دوكان" "ويصفعنا" "ويوبخنا" ويذكّرنا بأن "60 % من العجز يأتي من الكهرباء" ولا كهرباء في لبنان بل فضيحة مستمرة مفتوحة ؟؟ ألم يكن يعلم المعنيون ذلك ؟؟ ألم يسمعوا كلاماً منذ عقود من الزمن من اللبنانيين عن هذه الحقيقة؟؟ ألم يكـرّروا هم أنفسهم أن ثلث الدين العام سببه الكهرباء؟؟ ألم يدركوا ضرورة تخفيض العجز السنوي في الميزانية في هذا الإطار؟؟ لماذا أصبح الأمر ممكناً اليوم ويريدون إدراجه في الموازنة ؟؟ من منع تحقيقه في السابق ومنع تأمين الكهرباء ؟؟ من المسؤول عن فضيحة التأخير في تنفيذ التزام معمل دير عمار؟؟ النازحون؟؟ اللاجئون؟؟ السيّاح ؟؟
ألم نرفع الصوت مراراً وتكراراً ونفضح كلفة التهريب الجمركي والتهرّب الضريبي؟؟ واستباحة الأملاك العامة البحرية، فهل كان ضرورياً انتظار "بهدلة" "دوكان" لنا ليتحرك فينا حسّ المسؤولية؟؟ "بهدلة " الخارج شرف ووجع اللبنانيين وحرقتهم "قرف"  لا يحتمله المعنيون عندنا ؟؟ 

عيب هذا الإنهيار والتدهور في ممارسة المسؤولية والسلطة!!

هل ثمة ضرورة لـ "هزّة بدن" تأتي من الخارج الذي ينتظرنا لتقديم القروض لنا كما أكد "دوكان" ليحثنا على "وضع هرمية واضحة للمشاريع المختلفة" والذهاب الى تشكيل الهيئات الناظمة في القطاعات المعنية بالإصلاح وبتنفيذ المشاريع الكبرى الموعودة ؟؟ ولماذا لا يريدون الهيئات الناظمة ؟؟ ولماذا رفضوا نتائج امتحاناتنا في وزارة الأشغال وعبر الخدمة المدنية لتشكيل هيئة الطيران المدني ؟؟ أليست الأسباب مصلحية . ضيقة . فئوية . استئثارية . على حساب الدولة ومؤسساتها والمواطنين ومصالحهم ؟؟ ألا تستقيم الأمور إلا بـ "الكرباج" الخارجي وإلا تبقى الأمور "مكربجة " في لبنان؟؟

وهل ثمة ضرورة لوفود تأتي من الخارج لتجبرنا على تطبيق القانون في بلدنا؟؟ 

إنه أمر معيب كلّفنا ويكلفنا الكثير وكانت تنقصنا هذه البهدلة !!

شكراً "دوكان" على أمل اقتناع المعنيين بما قلت.