نسألُ اليوم... ليجيبَ الغد
30 آب 2025
16:55
Article Content
حسناً... أحسنت التقديرَ، إنّه حسنُ بصير، هي مجموعة أسئلةٍ جديرة التفكير، عليك بإجتيازها بدرجةٍ حسنة، في إمتحان الدخول "لجامعة" وطنية- إقليمية -دولية، "الغد" هو الإختصاص، لعام دراسي (2025/2026)، في موعدٍ حاسمٍ، في مطلعِ خريفي حساسٍ يترقّبُ أجوبةً، تخفي ما يبلور مستقبلاً "حذراً" بمعطياتٍ قد تربكُ الوضعَ الأمني والإقتصادي والسياسي، وآفاقاً تحملُ ما ينذرُ بالخطير.
لن نقولَ "عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان"، لأنّه إمتحانٌ كرمى لعيون اللبنانيين، لكرمِ عيشٍ، لا يسمح بالتقليلِ من شأنِ أو شوؤنِ المواطنِ، إنما يسعى جاهداً لتنفيذ سلسلة "عهدي"، وسلم أولويات برنامج الإنقاذ والإصلاحِ، إمتحان يشرّعُ لسلسلةِ أسئلةٍ شرّعت لأولويات "هم" هذا الوطن، ليزيلَ جاهساً يقفُ حاجزاً في إستقرارِ غدٍ، جاهراً: أريدُ أن يستتبَّ "الأمنُ" الأمني والمعيشي، أريد الريادة الرغادة لا الرداءة أو الإساءة.
لذلك يتم الإمتحان بكم سؤال من أجلِ "فضاوة" البال، من السائلُ ومن المسوؤلُ؟ السائلُ قلمٌ يفيضُ بحبرٍ وطني، ينسابُ مشغولاً مهموماً مفتوناً بهذا الوطنِ، بفضولٍ عن مجريات الغد من طيّاتٍ تحمل في إجابتها الكثير من التكهناتِ والإستنتاجاتِ والتوقّعاتِ، والمسوؤلُ هو كلُّ من يسألُ عن خيرِ هذا البلد مخافةً وغيرةً وحسّاً حقيقياً، قد نحتاجُ إلى صديقٍ محلي أو أجنبي، لكن السؤال الأبرز من هو المصحح والمدقق بالأجوبة؟.
وهل "سنربح المليون"؟، هنا الإختبار غالي "الثمن" والقيمة، قد نربح مليون لبناني مقيم أن يبقى في وطنه، وربما عودة مليون آخر مهاجر إلى ربوعِ الإستقرار والإستقلال، وربما مليون "كاش" لإعادة الإعمار، ربما تلاشي مليون "بلاء" عن لبنان، ربما رسم مليون "ضحكة" لنا أو علينا، إسأل ولا تسأل أيها اللبناني حُكم عليكَ إنتظار الإجابة ببلاش.
كثيرةٌ هي الأسئلةُ لكن الإجابة قد تستلزمُ عدة إحتمالات، تحيك معها خريطة جيوسياسية محلية إقليمية، وما نحن سوى طلاب إمتحانٍ ننتظرُ التقييمَ، نُعطى علامةً... النجاحُ مبتغاها، يبدأ بالسؤالِ الذي يقلق العقول ويؤثر على "العصب" النفسي، ويوتّرُ الهدوء والتركيز، هل ستتوقف الإعتداءات الوحشية المجرمة؟، هل سينسحب العدو وتحرّر الأرض؟ هل قادمين على تصعيدٍ وحربٍ عاصفةٍ شاملةٍ إن لن يُسلّم السلاح؟.
هل ستتمكن "ملكة" أمريكا من إجتياز الإمتحان أمام لجنة تحكيمنا، وتنجح بالوساطة والوفد الأمريكي؟ بين الرد ورد الرد هل سيأخذ الوضع اللبناني على محمل الجد؟، وكلمة من ستقولُ كلمتها؟ تسليم السلاح اولاً أو الإنسحاب الإسرائيلي؟ وشدُّ الحبال هذا هل سيشدّ الخناق على أعناق اللبنانيين؟ بين المطالبة بتسليم السلاح والرفض ما السيناريو المنتظر؟ بين الشرعية والخوف الناتج عن حماية الذات من سيربح السباق؟.
وإن فرضَ الأمنُ أمنه هل سيتم بناء ما دمره العدو؟ هل ستعود الودائعُ إلى مودعيه كما اودعوها؟ هل ستبطلُ البطالة عن أبطالها ونشكو من كثرةِ فرصِ العملِ أم لا فرصة أمامنا؟ هل سيملُّ مأمورُ النفوس من قلة سجلات الوفيات امام المستشفيات؟ هل الإنارةُ "ستجاكر" ضوء القمر؟، هل سيتمكّن كل مواطن من محو الأمية والإجابة على كلّ سؤالٍ يعترضه؟ هل "البحبوحة" ستفقرُ عينَ الفقرِ؟ هل ستجتمعُ كل عائلة على سفرةٍ غير محرومة من فرحةِ العيدِ؟.
أمّا في المحور الإقليمي... كيف سيدارُ إطار المنطقة العربية؟ ماذا عن طموحٍ صهيوني طامع بتوسع شرق أوسطى! هل سيتأجرم ريفيرا غزة بمزيدٍ من المعاناة؟ متى سيحلّ حل الدولتين حالاً؟ إلى "الشقيقة"... هل ستعمدُ إلى التطبيع؟ ولعلّ التمني والدعاء حول جبل العرب... نشامى العروبة، غيارى بني معروف، سيوف الحق الذي برق في عينِ الباطلِ، إن يحفظه الله من كل شدةٍ، ولن نسألَ عن الصمود والنصر لأنّه حتمي لا خوف على من خافهم سلاطين الموحدين، فإنكفأ حده عند حدودهم.
ولأنّ مدة الإمتحان لا تتجاوز أسابيع أو أشهر قليلة، كانت ورقة الإمتحان تكتفي بهذا القدر من الأسئلةِ، ولا شك أن القادمَ من التحديات والإصطفافات والمتغيرات الجذرية، تحوي في محفظتها العديد من الأقلام التي تبري واقعاً وتكتب آخر، لن ننسى ممحاة ما يلزم لنسطرَ تاريخاًج مختلفاً، إسال وكتّر... مشروعٌ السؤال في هكذا ظرفٍ، إسأل اليوم ليجيبَ الغد، وعلى الإجابة تبنى النتيجة... عندها ستقول: يا ريت محو "الأمية" مكتوبٌ للأمةِ.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.






