Advertise here

ارتفاع منسوب الحضور الجنبلاطي المدوي داخليًا وعربيًا

09 أيلول 2019 13:19:00 - آخر تحديث: 10 أيلول 2020 14:42:17


يبقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط منذ أحداث البساتين وما قبلها ومن خلال هذا الحضور المدوي درزيًا ووطنيًا وعربيًا، مالئ الدنيا وشاغل الناس بحيث "بكّلها" "أبو تيمور" على كل المستويات وبات وفي هذه المرحلة بالذات يقوم بإقفال "حنفية" الخلافات ولو على قاعدة تنظيمها، بدءًا من العهد و"الصهر" و"التيار البرتقالي" وصولاً إلى حزب الله، بعدما رتب الحليف العتيق الرئيس نبيه بري "قعدة" على غداء كان الطبق الأساس فيها ليس "الفريكة الجنوبية" المحببة والحاضرة دومًا على مائدة عين التينة بل تنظيم الخلاف بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، وهذه المرة بشكل بُني على صخر نظرًا لما اعترى هذه العلاقة في الآونة الأخيرة من خلافات وصلت إلى أعلى المراتب، في حين أنّ "الزعيم الجنبلاطي" يخالجه الحنين الدائم للعروبة من الدعم غير المحدود للقضية الفلسطينية إلى "صوت العرب" في القاهرة حيث معقل العروبة والناصرية، ولطالما اصطحبه والده للقاء الرئيس عبد الناصر، فالتاريخ يعيد نفسه وهذه المرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومعه رئيس اللقاء الديمقراطي نجله تيمور.
من هذا المنطلق، حفلت الأيام الماضية بدينامية جنبلاطية لافتة من خلال "تفرُّغ" المختارة لتسوية الخلافات وتسييلها إلى تنظيم للخلافات على قاعدة لا نريد وجع الرأس مع أي طرف كان، بل هم "سيد المختارة" استقرار الجبل والبلد وخوفه وهواجسه وقلقه على القضايا الاقتصادية والاجتماعية، فالهم هو "العداد" الذي أثقل كاهل البلد وخصوصًا في عجز الكهرباء، إلا أنّه لم يكن يريد يريد أن يكهرب الجو على طاولة الحوار الاقتصادي فتطرق إلى هذا العجز بكل هدوء آملاً النظر في هذه المسألة.
أوساط نيابية بارزة في اللقاء الديمقراطي تؤكد بدايًة لـ "النهار" أنّ العلاقة مستقرة مع العهد "وذلك ما ظهر جليًا من اللقاء العائلي في بيت الدين بين العائلتين الجنبلاطية والعونية، وصولاً إلى زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط إلى اللقلوق حيث جاءت بدعوة من الوزير جبران باسيل الذي ووفق ما تنامى إلينا من معلومات يريد علاقة طيبة مع الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي وتفاهمات وطنية، ما يعني أنّ هناك تحولات في هذه العلاقة جاءت بعد أحداث البساتين وتداعياتها لأنّ الجميع أو الأكثرية مقتنعون بأن لا أحد قادر على تحجيم واستهداف "الزعيم الجنبلاطي" لما يمثله من ماضٍ وحاضر وطني وعروبي وكزعيم درزي، وانبثق ذلك من خلال الانتخابات النيابية الأخيرة"، متابعًا: "وبالتالي إنّ لقاء اللقلوق كان سياسيًا واجتماعيًا وسادته صراحة مطلقة خصوصًا من قبل رئيس اللقاء الديمقراطي الذي يحرص على العلاقة الوطنية الشاملة وتحصين المصالحة ووحدة الجبل، وبالتالي النظر إلى هموم الشباب وقضاياهم في هذه الظروف الاستثنائية التي يمرون بها من بطالة وهجرة".
وعلى خط موازٍ، تضيف المصادر أنّ اجتماع اللقلوق لن يكون إطلاقًا على حساب التحالفات السياسية مع أي طرف ولاسيما مع القوات اللبنانية، "إذ لا يمكن أن ننسى موقف القوات من أحداث البساتين الأخيرة ونحن نبادل الوفاء بالوفاء لأي كان وهذه أدبياتنا وسياستنا، ولكن لا يمكن أن نبقى في الجبل وعلى المستوى الوطني متباعدين متخاصمين حيث رياح التغيير تلوح في المنطقة والظروف والأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية في البلد تنذر بعواقب وخيمة، مما يستدعي توافقًا سياسيًا على معالجة هذه المسائل".
وعلى خط آخر، وبصدد لقاء عين التينة بين قيادتَي الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، تردف المصادر مشيرةً إلى الجهد الكبير الذي قام به "حكيم الجمهورية" الرئيس نبيه بري، وهي التسمية التي أطلقها عليه النائب مروان حمادة لما بذله من مساعٍ تبقى محط تقدير وامتنان من خلال حرصه على الجبل والوطن وهو العالم بتوازناته وخصوصيته، "وعلى هذا الأساس تُوّج هذا الجهد بلقاء القيادتين، ويمكن القول إنّه كان من أنجح اللقاءات من خلال الود والاحترام المتبادلين والصراحة التي سادته وصولاً إلى النقاش المستفيض الذي تناول كل العناوين التي عمل عليها الرئيس بري، وبالمحصلة يتبين أنّه يمكن التوافق على أمور كثيرة تجمع الطرفين وتحمل وجهات نظر متطابقة بينهما، في حين أنّ القضايا الخلافية تعالَج في سياق تنظيم الخلاف بعيدًا عن أي إشكاليات وتصعيد، فهذا كان عنوان اللقاء الذي توصل إلى هذه النتائج وخلاصتها مقاربة الملفات التي طُرحت بموضوعية، فحيث كان ثمة تلاقٍ يبنى عليه وعندما نصل إلى خلافات حول هذه المسألة وتلك تكون المداواة بتنظيم الخلاف على قاعدة التوافق على هذا التنظيم وليس الدخول في مساجلات وما شابه، ولكن بالمحصلة الجو العام كان إيجابيًا".
ويبقى أخيرًا أنّه في ظل الحضور الجنبلاطي المدوي والذي كانت قاعدته وانطلاقته من "مدرج البساتين" بعد الأحداث المؤسفة، والذي أرسى مصارحة ومصالحة انطلقت من قصر بعبدا إلى بيت الدين وحطت رحالها في عين التينة إلى لقاء اللقلوق وما بينهما من زيارة جنبلاطية عروبية إلى القاهرة التي تربطها علاقة تاريخية بالمختارة، فإنّ عدة الشغل الجنبلاطية لن تتوقف بغية تحصين الجبل والبلد، وثمة محطات أخرى داخلية وخارجية ستظهر معالمها في وقت ليس ببعيد مما يرسي مناخات إيجابية على صعيد الجبل خصوصًا والبلد بشكل عام.