لا "يخوّن" من هو وليدُ الأمانة
24 آب 2025
17:26
Article Content
يفترقُ حتماً... مسارُ خيانةٍ طعنت مسارَ أمانةٍ بخنجرٍ سنَّ "بغتة"، أو ربما عن سابقِ قبضةِ دراسةٍ، يخون من عليه "العِشْرة" تهون، يخون من يُشبك الحقدَ بالحسدِ، ليصبحا شريك شائك يشركُ الوفاءَ بدل أن يصون، يخون من وُلد مجبولة دمائه "بزمرةٍ" سلبيةِ الأخلاقِ، ظاهرةُ العوارضِ حقاً تكون.
لا يخوّن من كان وليد دارة المختارة العلية الأبية العصية على الإنكسار، من كان وليد كمال الأمانةِ، وليد المعلم الثائر لأجل الإنسان الصالح في مجتمعٍ صالحٍ، وليد االجنبلاطية سلالة القيم والشيم، وليد الإشتراكية تقدمية المبادئ... التقوى والنخوة، السخاء والإباء، وليد ووريث التعاليم الفكرية والأدبية والروحانية.
لا يخوّن الوليد... ولا يُبنى على موقفٍ جدير التوقّف عنده معاً بإمعانٍ لمعانٍ تُقرن الوجودَ برّاً وأماناً، مواقفاً إفترائية إفتراضية، يأبى الضميرُ أن تسلكَ مسامعَ العقلاء، لمجرد أن تَبجّحَ بها الجهلاء، دون أن تُرجّحَ بين خطورة الحقيقة ورمي الإتهامات وبرمجة الهجمات والتهجمات، فمن لديه بصر فليحدّقه ببصيرةٍ، ولا يحذفه عن تاريخ الوليد... قدوة الأمناء.
لا يُخوّن الوليد... ببساطةٍ لأنّ لا يمكن الطعن أو شنّ هجومٍ على تاريخٍ قالَ: جَوْهِرْ حروفك... إكتبْ سطورك... أنا الوليد من أجلِ مواطن حر وشعب سعيد، لبستُ عباءة الكمال... قضيةُ وطنٍ والعروبة والقضية الفلسطينية، حملتُ حزبي وكل الرفاق الأوفياء شعلة في زمن الظلام، وهداية في زمن السلام.
لا يخوّن الوليد... أنسيتم من هو الوليد؟ هو بطلٌ مناضلٌ مقاومٌ على الجبهاتِ منتصرٌ، مثبّتٌ الامة في وجودها، حامي الارض والعرض وعن البقاء يذود، هو السائرُ نحو السلم والهدوء والشرعية، من هو الوليد؟ وليٌّ لكلِّ محتاجٍ، وَهبَ المالَ والمعنويات حين "هبّ" الإقتصاد بالأزمات، هو الرفيقُ الأمينُ على الإرث والتراث والهوية.
لا يخوّن الوليد... لأنّه قاهرٌ لكلّ باطلٍ ليبقى أهلُ الحقِ أهِلاً بحقهم، وإن كان الحزب الإشتراكي عابر للطوائف "فلتتحطّم جدرانها"، لكن عذراً إن تحدّثنا طائفياً لنثبّت إنعدامها، هو داعي "المسيحي" للتعايش في الجبل، هو من أسند "الشيعي" فقال: "جبلنا جبلكم"، هو شريكٌ وطني "للسني"، هل سيكون بعيداً عن "الدرزي"؟.
لا يخوّن الوليد... ومن خوّلته جرأته التخوين يتجدولُ بين سيء النية وحسنها، قد لا يُرَد على من إمتهن السوء خبرة للأذى والتفرقة بين الصفِّ الواحدِ، لن تبني السدود... لن تسكب الوقود، أيها العابث بالأمانةِ المضلّل الخائب فإن حزمت سهامك قصداً، وأردت التصويبَ عمداً، لن يكون هناك خائن سواك، نواياك ليست مرايا لأفعالنا، وأفعالنا لن ترضي مبتغاك.
لا يخوّن الوليد... وقد يُسأل كيف يلتقي حسن النية مع التخوين؟! لعلّ وعذراً... كان من "السذاجة" بالتحليل والسطحية الظاهرية لرؤية باطنية الحذر، فهاجم الوليد عتباً، "عزّ" عنده الإجهار بهكذا موقفٍ، وكأنّه "تخلّي"، إعلموا جيداً... إنّ الأصيلَ لا يقطع الأوصال بين بني معروف قلعة جبل العرب والجبل الأشم، وإنّ "حماية" الوليد عابرةٌ للحدود، عند القمم نلتقي... مهما فرّقتنا المسافات، وإن الجبل على الجبل مسنود.
لا يخوّن الوليد... لسنا بصدد التبرير، لكن لكلِّ من قرأ الموقف وحفظه " غيباً أو بصماً"، وإلى غيارى بني معروف في جبل العرب... أيها الصامدون على تلالِ الشهامةِ، أيها المناضلون لأجل الكرامة، يا من نلتم بالعزّةِ والبطولة أشرف علامة، هي الدعوة للمواطنة المستقلة، لا الإنسانية العقائدية، ونحن المعروفيون بعزمِ الهممِ وصلابةِ الهامات.
لا يخوّن الوليد... لأننا عند المفارق نلتقي أخوة، نلتقي في الدم والتوحيد والعقيدة والهوية موحِّدين، نلتقي في الشدّةِ أبطالاً متحدين، وأن الوليد لن يتخلّى أو يتوانى عن أي مبادرةٍ أو سعي أو مساعدةٍ... لإزالةِ المشهدية الدامية، لإنهاء أو على الأقلِّ التقليلِ من "وجع" الواقعِ العصيبِ، لستم وحدكم، مأساتكم مأساتنا.
لا يخوّن الوليد... لا لحكمٍ مسبقٍ يجورُ على حكيمٍ سبّاق يجيرُ، لأنّ ما يراه يتبلّورُ بالصبرِ، ما يراه من خطرٍ ينبّه من الأخطر، ولن تختبرَ أمتنا "كسر" الخواطر، ما يراه يلمُّ واقعاً لا يريده أن يتململ وقائعاً، ما يجنّبه اليوم هو ليستريحَ الغد، ما يحذّرُ منه آنياً لنتّقي ما هو خفي محظور وشيك آتياً، ما يدعو إليه من التعقّلٍ هو عين العقل والصواب، لترجح كفة النصرِ.
لا يخوّن الوليد... لأنّه وليد يا "غيرةَ الدين"...، بقدرِ وطنيته المشهودة والمعروفة، كان الدروز جزء لا يتجزأ من هذا الإهتمام والأولوية، هذا "الخوف" الدائم، ومهما عصفت حملات التشكيك والتخوين... لن تعلو على صوت وليد العرفان والمعروف، لن تلغي تاريخَ رجلٍ كُتبَ بالدمِ والحبرِ، بالنضالِ والعِبَرِ، بالتحدياتِ والسِيرِ، عريقُ قصرٍ... حفظَ أمانةَ قومٍ ووفى بالوعود، قال: لن يُلغي لنا أحد الوجود.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.






