Advertise here

بعد لقاءات الاسبوع الماضي... هذه هي الحقيقة الثابتة

09 أيلول 2019 08:19:00 - آخر تحديث: 09 أيلول 2019 09:17:21

لا يحتاج وليد جنبلاط لشهادة من أحد. تاريخه يشهد له. وهو الذي يُجمع عليه الحلفاء والخصوم بأنه يجيد الإقدام كما يُتقن التراجع. يعرف كيف يربح، ومتى يجب أن يتم تقديم التنازل. وهذا باعتراف مختلف القوى السياسية. 

منذ زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط إلى اللقلوق، ولقائه مع الوزير جبران باسيل، طُرحت أسئلةٌ كثيرة حول اللقاء. وحاول كُثر اللعب على حبال التناقضات، واختراع سيناريوهات حول توقيت الزيارة وسببها ونتائجها السياسية.

أولاً، بدأت إثارة المسالة من بوابة توقيتها، وارتباطها بزيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى الجبل، إذ كان وليد جنبلاط يستعد لاستقباله في المختارة ولإقامة عشاءٍ على شرفه. وهذا أكبر دليلٍ على أن جنبلاط لا يتخلى عن ثوابته على الإطلاق، وهو المنفتح على مختلف القوى السياسية، والمقتنع بالوسطية، أو سياسة صفر مشاكل، وبالتالي فهو لا يتخلى عن حلفائه، ولا عن من وقف معه وإلى جانبه. وكلام جعجع بالأمس دحض كل الأقاويل والتحليلات، مؤكداً على  أن العلاقة مع الاشتراكي ممتازة، ومع وليد جنبلاط بالتحديد، ولا علاقة لزيارة اللقلوق بتأجيله لزيارته.

أما بخصوص التساؤلات والمكائد التي حاول البعض نصبها، فلا بد من ردّ الكيد في النحور. أولاً وليد جنبلاط ومنذ سنوات يتخذ موقفاً واضحاً، فهو لا يريد الخصومة السياسية أو العداء مع أي فريقٍ سياسي في البلد. وكان من أول المؤيدين للتسوية الرئاسية. وهذا دليلٌ على أنه لم يكن يريد الخصومة مع أي طرف انطلاقاً من مبدأ الوسطية، والعمل بمندرجاتها ومقتضياتها. بينما الآخرون هم الذين شرعوا بشنّ الحملات ونصب المكائد لوليد جنبلاط، لكنهم عادوا وأوقعوا أنفسهم فيها. وهم الذين بادروا بالهجوم، بينما جنبلاط كان يركّز على الحوار، فيما هم يحاولون استخدام شخصيات داخل البيئة الدرزية لزرع الشقاق، والتشويش على جنبلاط واستهدافه. ولكنهم بعدما أيقنوا استحالة تحقيق خياراتهم أو طموحاتهم، وأثبت وليد جنبلاط أنه عصيٌ على الهضم والقضم، اضطروا إلى التراجع، واعتبار أنهم يحتاجون إلى فتح صفحة جديدة، بعد أن فُهمت مواقفهم خطأ.

وليد جنبلاط يرحّب دائماً بالحوار، وبالتواصل مع كل القوى. ولذلك من يراه بعين، يراه هو باثنتين. وهنا لا بد من طرح جملة أسئلة على بعض المزايدين، أو المصطادين في الماء العكر، وعليهم أولاً الذهاب إلى السؤال عن بعض الشخصيات الدرزية التي استُخدمت في المعارك بوجه جنبلاط، وبعدما فشلت هذه المعارك، أحيلوا جانباً، بينما ذهب من يستخدمهم لمصالحة جنبلاط، وفتح صفحةٍ جديدة معه، وبينما هو في الأساس كان يؤكّد على وجوب اعتماد الحوار بدلاً من سياسية نبش القبور. الأمر نفسه شدّد عليه تيمور جنبلاط في اللقاء، معتبراً أن الناس لا تحتاج إلى معارك سياسية، أو صراعات تاريخية، بل تريد فرص عمل، وما يثبّتها في أراضيها.

نهجُ وليد جنبلاط واضحٌ، ومساره ثابتٌ، وهو لا يتخلى عن الثوابت، وهذه الراية يحملها حصراً تيمور جنبلاط، السائر على العهد، وليس من شيَمه التخلي عن حلفاء وأصدقاء. كما أنه يريد تقديم نموذجٍ سياسيٍ جديدٍ في الحياة السياسية اللبنانية، وبشكلٍ يُحتذىُ ويمثّل بريق أملٍ للشباب وينطلق من مبدأ التلاقي على حساب التصارع، ويرتكز على مبدأ الإنجاز والعمل، بدلاً من الإدّعاء والكلام. وهذا ما ستثبته الأيام في المستقبل. وهذا ما يلمسه الناس ويتثبتون منه رويداً رويداً، بالعمل وليس بالكلام.