عن سويداء الجريحة...
19 آب 2025
11:15
آخر تحديث:20 آب 202513:49
Article Content
نجحت إسرائيل في إحداث شرخ كبير في السويداء قد تكون لهُ تداعيات خطيرة على المنطقة ككل...إسرائيل الدولة الصهيونية العنصرية لا تحمي أحداً بل تستخدم الجميع أدوات لها في حفظ أمنها وتحقيق مآربها على حساب مصلحة العرب القوميّة. وهذا بالتأكيد لا يعطي صك براءة على الإطلاق للحكم السوري الجديد وأعوانه من العناصر الأصولية المتطرفة، التي ارتكبت المجازر الدموية الهائلة بحق المدنيين العزل الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء، شهدها العالم بأسره عبر وسائل الإعلام وشاشات التلفزة ... وهي مجازر بشعة لا يقبل بها منطق ولا يقرّها ضمير... لا قيامة للعرب إلا بإتحادهم وتضامنهم واعتمادهم على أنفسهم في الدفاع عن تراثهم وتاريخهم ووجودهم... فهل يفيق العرب من سباتهم الطويل وتحصل المعجزة التي قد تغيّر وجه المنطقة والتاريخ؟ إنَّ مشروع إنشاء إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل جـارٍ على قدم ٍوساق، على حساب الوطن العربي عبر تفتيتهِ إلى كيانات طائفية ومذهبية وعرقية. إنَّ الصراع بين الحقّ والباطل مستمّر ولا بـد في النهاية من إنتصار الخير على الشر والنور على الظلمة. ووفق الآية القرآنية الكريمة " قل جاء الحقّ وزهق الباطل إنَّ الباطل كان زهوقاً ". إنَّ حجم المؤامرة على الوطن العربي هائل وأكبر من أنْ يتصورهُ عقل! " إنَّ إسرائيل وحدها "أوهن من بيت العنكبوت"، لكنَّ وراء إسرائيل أميركا والغرب بأسره ِمما يجعلها إقوى مما نتصور بكثير.
السويداء اليوم جريحةً ومنكوبةً ومحاصرةً، فلماذا لا يتمُّ فـك الحصار عنها من قبل الدولة السورية كبادرة ِحُسْنِ نيّة ِتمهيدا ً لتبادل الأسرى والتوافق وطي الصفحة الأليمة؟ وغنيٌّ عن البيان أنَّ وحدة سوريا لا تكون بشكل تعسّفي وقمعي على حساب أقلياتها من طائفية وإثنية، بلْ في إطار ديمقراطي يحترم التنوّع ضمن الوحدة.
أهالي السويداء هم عربٌ أشداء وتاريخهم يشهد لهم بذلك منذ أيام سلطان باشا الأطرش الذي رفض مشروع الدولة الدرزية وتمسك بسوريا واحدة موحّدة في إطارٍ عربيّ جامع.
أهالي السويداء عانوا الأمرين من حكم آل الأسد الجائر ووقفوا إلى جانب الثورة السورية للتحرّر من نيـر الظلم والإستبداد والتحكّم، لا من أجل الإنتقال من ظلم ٍ إلى ظلم ٍآخر ومن إستعبادٍ إلى إستعبادٍ آخر، حتى يكاد البعض منهم اليوم يترحّم على النظام السوري السابق الذي لم يمارس بحقهم هكذا ممارسات جائرة لا تمت إلى الإنسانية وشرعة حقوق الإنسان بصلةٍ.
كان الله بعون أهالي السويداء (أهالي جبل العرب الأشم)، وكان الله بعون الشعب السوري الشقيق ممّا يحاكُ لهُ من دسائس ومؤامرات داخلية وخارجية. عاشت سوريا واحدة موحّدة في ظل دولة عادلة تحترم حقوق الجميع من دون تفرقةٍ وتمييز.
إنَّ وأد الفتنة يكون بالحكمةِ والتعقّـل لا بالتطرّف وكبْ الزيت على النار. نعم لصوت الإعتدال والإتزان ولا لصوت الفتنة والحرب الأهلية.
عمل الزعيم وليد جنبلاط ما بوسعهِ على وأد الفتنة في سوريا من خلال زيارتيه الأولى والثانية إلى دمشق ولقائهِ الرئيس أحمد الشرع ومروحة الإتصالات الواسعة التي أجراها، لكنه لم يوفّق مع الأسف.
فلماذا هـذه الحملة ِالجائرةِ عليهِ والتي لا تمتْ إلى الحقيقةِ بصلةٍ؟
يبدو أن هناك لوبي... مشبوه يعمل ليل نهار بحرفيّةٍ وإتقان للتحريض على وليد جنبلاط ونعتهِ بأبشع العبارات بغية تشويهِ صورتهِ أمام الرأي العام. إلا أنَّ وليد جنبلاط يبقى القائد الوطنيّ والعربيّ الكبير وصمام أمان للبنان. شاءَ من شاء وأبى من أبى.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.






