يا قومَ بني معروف... ما إنهد صخر رجالكم
16 آب 2025
07:50
Article Content
عُلِّقَ الأمل مراراً بتعليقِ مُرِّ قَدَرٍ مَرَّ بتاريخِ قومٍ، نِمْرُ المواقفِ، "تمرّا" بالقَدْرِ، حلَّقَ معروفٌ بالقيمِ، خُلِقَ معروفٌ بالإصالةِ، قدوةٌ بالإلتزامِ الأخلاقي، عُهِدَ بالثوابتِ التوحيدية، كانت قضيته: القضاء على مشقّاتٍ شقّت قسماً من حياتهم، وما زالت شاقة نحو "القيامةِ" المرجوة بالعرفان، ممجّدةٌ بالعنفوان، تحملُ همّاً همَّ بمشوارِ الإنسان، عقيدته: مخافةُ الله...، يأملُ أن يتوّجَ وجوده بالغفران، يا قومَ بني معروف... يا من قستم بالإيمان بقاءً مقدّراً.
يا قومَ بني معروف... يا ملتقى العز على جباهٍ عليّةٍ، يا من جبرتم الشموخ أن يرافقها عالياً، لفوقيةِ النصر على كلِّ خاسرٍ بتوهمه، ولا تنحني إلا لتحاكي صمتاً من جعل من صلاتها سجوداً وخشوعاً، ليقرأ جليّاً، فليسمع مليّاً: أنّ المجدَ سيحافظ على الأمانةِ، سيحفظ أيامَه من خيانةِ النسيانِ، من غفلةِ الزمانِ، يا قومَ بني معروف... يا ملجأ الشهامة والمروءة... يا من ورِثْتم ووَرَّثتم رواياتها للأجيالِ، فكانت على هيئةِ مكارمِ بني معروف.
يا قومَ بني معروف... يا قوادَ قوافلِ البطولات في مرامي الأعداء، ظنّوا زلّةً لم يحتسبوا نتائج اللقاء... مع موحِّدين موحَّدين "بالحزّات"، يُحسب لهم في العركات، لهم الهوايات... طلّاتُ بطلٍ على الجبهات، ها هي من الشاهدات على عزائمِ الشجعان... ها هو الميدان يهتزُّ من صهيلِ خيلِ الفرسان، لهم الحياة عزة لا تعرف مماة، لا ترقد نفسٌ إلا بأمرِ ربّها، فإذا الموتُ حقٌ، فإنّ الشهادةَ واجبٌ، يدوسُ على كل هوانٍ ومذلّات، يا من فرضتم أنّ شرفَ النضالِ يستوحى من شهادة أبطال بني معروف.
يا قومَ بني معروف... يا حماةَ الديار... يا من تصدّون كلَّ غاشمٍ في لحظةِ غدرٍ مستبد الخيار، لم يدرك من هم غيارى بني معروف الأبرار! إسأل الزمان إن سَلَبهم المكان! إسأل ذاكرة كلّ ذكرى إن ذُكروا في غنائمِ الطغيان! فإن إستقويتَ على إمرأةٍ أو ختيار... على طفلٍ قُطِفَ بعمرِ الأزهار، إعلم أنّ جذورها لن تُقتلع من ترابها، متمسكةٌ بهويتها، الأسم والعنوان وتاريخها البار، عبيرُ ياسمينها... سيتفرّع أزاهير الإنتصار، يا من إرتجفت الأوراق قبل القلوب... خجلت: كيف لسطوري... للأقلام أن تجسّدَ مشهديةَ وجعٍ! جفَّ دمعُ الأحبار.
يا قومَ بني معروف... نحن أمّةٌ أمميةٌ أمينةٌ، أبيةٌ عن المعاصي، "أسيرةُ" السلام، عَقدُها كلامٌ، فلا تُجرّب من فلسطين إلى جبل العرب فلبنان... "ببغتة" هجومٍ أو تحدٍّ أو سوءِ وئام...، فعلى ردّةِ الفعلِ لا ملام، ومن جرّبَ مجرّب عقله لا يريد الإتّعاظ، فليلملم الخسائر، فليرد السهام، لنا الفوز مسك الختام، وحين تطأ أقدامنا تُسيّجُ أرضنا، تصانُ بحماية الحدود، هنا أرضُ بني معروف... درزية الصفوف، عروبية الحروف، نحن صنعنا من الكرامةِ مبدأ، فعُرفت الكرامات على صورةِ مبادىء بني معروف.
إلى السويداء...
نتشاركُ الوجعَ... نتبادلُ المواساةَ... نلتقي من الوريد إلى الوريد في القلبِ... قلبُ الطائفة أخوة.
إليكِ أيتها الصامدة أخلصُ التحايا...
يا سويداء... يا مقلع الثوار، القوية على الجراح، بنخوة شبّان كتار، وهيبة وقار شيوخ توحيدها
أرضنا إرث ووصية قوم مشبّع فضيلة، ما يهاب الأخطار، وحكمة عقّالها، ووقفة مراجل بتحميها
إن هزّت يد الغدر مهد بإجرام، أو غاب غضنفر مغوار، غاب سبع الغاب، وفجعت روح بمحبيها
عيون السبع ما بتغفا، بتضل على الطائفة شعلاني نار، وكل يوم بيخلق ألف سلطان مقدام يفديها
هدّينا قلاع، وما إنهد صخر رجالها، ولا عتبة دار، هزّينا عروش وقامات... وما إهتزّت مقامات باريها.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.






