Advertise here

"اليسار الديمقراطي"- أستراليا تستقبل المعزين بعبد الصمد

05 أيلول 2019 15:19:44

استقبلت حركة اليسار الديمقراطي في استراليا المعزّين بوفاة مؤسّسها الراحل القائد الوطني اللبناني نديم عبد الصمد. 
    
وكان رئيس وأعضاء "الحركة" في استقبال الوفود المعزّية في قاعة مكتبة بنكستاون، وفي مقدّمها الحزب التقدمي الاشتراكي، والقوات اللبنانية، وتيار المستقبل، وحزب الكتائب، وحزب الوطنيين الأحرار، وحركة الاستقلال، والجمعية السورية - الاسترالية، وهيئة الإغاثة السورية، والإعلام الاغترابي.

يونس
وتخلّلت اللقاء التأبيني كلمات أشادت بالراحل، وبدأت مع سامي يونس الذي شكر الحضور على مواساتهم، وتحدّث عن مناقبية الراحل الكبير، وإنسانيته، وسيرة حياته الغنيّة التي تميّزت بالإخلاص والتفاني في العمل خلال سنوات قيادته للحزب، وإلى جانب رفاقه في ثورة الأرز.

أبو شقرا
ثم ألقى صائب أبو شقرا كلمة اليسار الديمقراطي في استراليا مشيداً بعطاء الراحل وأدائه المميّز في المهام الحزبية التي كُلّف بها. وقال: "الرفيق نديم عبد الصمد "أبو بشار"، تاريخٌ من العطاء والنضال من أجل العمال والفلّاحين، ومن أجل مجتمعٍ تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة، والإنسان بكل ما تعنيه كلمة إنسان. ولقد عمل بصمت ونكرانٍ للذات بعيداً عن المصالح الخاصة رغم العروض التي قُدّمت له. لكنّه أصرّ على أن يكون المناضل الصادق".

أضاف أبو شقرا: "انخرط بالنضال في أول شبابه، حيث شارك بكل التحرّكات النقابات والمطلبية. وكان يؤمن بأن الفكر ليس جماداً، بل هو في تطورٍ دائمٍ مع تطورات الحياة. 
ولقد قاد مع، "الرفاق الشهيد جورج حاوي، والمفكّر كريم مروة، والمناضل غسان رفاعي، والمرحوم النقابي خليل الدبس"، حالة التغيير  في الحزب الشيوعي اللبناني في المؤتمر الثاني، ونجح في تحويله من الحزب الشيوعي في لبنان إلى الحزب الشيوعي اللبناني، بسبب إيمانه بالقضية الوطنية والقضية العربية، قضية فلسطين، وبالأممية الإنسانية انطلاقاً من الوطنية أولاً".

تابع أبو شقرا بالقول: "مع انطلاق الثورة الفلسطينية كان الداعم الأساسي لمبادئها ببناء الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض فلسطين المحتلة، وذلك جنباً إلى جنب مع المعلّم الشهيد كمال جنبلاط حيث أسّسا معاً "الجبهة العربية المشاركة بدعم الثورة الفلسطينية" برئاسة الشهيد كمال جنبلاط، فيما كان الراحل نديم عبد الصمد أمينها العام.

وأكمل بالقول: "لقد ساهم فقيدنا في خلق العلاقات الدولية لمنظمة التحرير الفلسطينية مع جميع الأحزاب الشيوعية واليسارية في العالم، حيث كان مسؤول العلاقات الخارجية، ونائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، ولاحقاً رئيس المجلس الوطني للحزب".

أضاف أبو شقرا: "ولقد حاول مع بداية الحرب الأهلية خلقَ مناخٍ للحوار مع اليمين اللبناني لتفادي الحرب، محاولاً بذلك المصالحة بالنقد، والنقد الذاتي، بين اليمين اللبناني ومنظمة التحرير الفلسطينية. ولكن دخول العامل السوري أجهض هذه المحاولات، وذلك بعد أن قطع تدخّل النظام السوري التواصل بين الأطراف اللبنانية".

وقال: "ومع تأسيس الحركة الوطنية كان عضواً في المجلس السياسي فيها جنباً إلى جنب مع الشهيد المعلّم كمال جنبلاط، والشهيد القائد جورج حاوي، والمناضل محسن إبراهيم، وغيرهما من القيادات. وإبّان الدخول السوري إلى لبنان كان رأس حربةٍ بالمواجهة مجيّشاً الأحزاب الشيوعية واليسارية والاشتراكية، والحركات النقابية في العالم، والذين أخذوا مواقف ضد هذا التدخّل، ما ساهم في تحويله إلى قوات ردعٍ عربية تأتمر بالرئيس اللبناني.

ولفت أبو شقرا إلى أن اسم عبد الصمد كان مدرجاً على لائحة الاغتيال من قِبَل النظام السوري مع الشهيد كمال جنبلاط، ممّا اضطرّه إلى السفر خارج لبنان لفترةٍ زمنية، لكنه بقي يناضل من أجل القضيتين الوطنية والفلسطينية.

وأكمل أبو شقرا: "عند اجتياح جيش العدو الإسرائيلي للبنان، واحتلاله العاصمة اللبنانية بيروت، كان الرفيق نديم من المساهمين في تأسيس جبهة المقاومة الوطنية مع الشهيد جورج حاوي، والمناضل محسن إبراهيم، وذلك من منزل الشهيد كمال جنبلاط، وحيث استطاعت المقاومة تحرير العاصمة، و70% من الأراضي اللبنانية المحتلة.
لكنهم ضربوا بعدها المقاومة الوطنية لعدم خضوعها للّعبة الإقليمية والدولية بما يتلائم مع مصالح النظام السوري والنظام الإيراني".

وقال: "وبعد التحرير من الاحتلال الاسرائيلي، كان لا بدّ من استثمار هذا الانتصار ببناء الدولة المستقلة الحرة ذات السيادة، ودولة القانون والعدالة الاجتماعية. كان لا بد من أخذ الموقف والنضال من أجل سيادة الوطن، والمطالبة بانسحاب النظام السوري من لبنان. لكنّهم أبقوا عليه بما له من تأثير سلبي على مجريات السياسة اللبنانية".

وأضاف أبو شقرا: "أمام هذا المشهد، لم يقف الرفيق الراحل متفرجاً، فقد حاول اتّخاذ موقفٍ للحزب الشيوعي اللبناني بهذا المجال. لكنه فشل رغم موافقة الكثير من الرفاق مع طرحه مثل القادة التاريخيين، من الرفيق الشهيد جورج حاوي، والمفكّر كريم مروة وغيرهما. ولكنّه لم يستطع التغيير بسبب سيطرة النظام السوري. فكان لا بد من اتّخاذ القرار الجريء بتأسيس حركة اليسار الديمقراطي مع الرفيق الياس عطالله، والشهيد الرفيق سمير قصير. وكان المرحوم الرفيق نديم رئيسها، وأحد الداعمين لثورة الأرز، وعضوَ الأمانة العامة لـ14 آذار".

وإذ أشار أبو شقرا إلى تاريخ الراحل والناصع بالنضال الصادق، قال: "قد نكتب مجلّدت عن تاريخه الذي رفض أن يكتبه بمذكرات. كما رفض التكريم لأنه كان مقتنعاً بأنه يناضل من أجل وطنٍ وقضية.

وأضاف: "لا بد من الحديث عن الواقع الذي نعيشه اليوم وباختصارٍ شديد. يجب البدء بتنفيذ اتفاق الطائف فوراً، وأن يتكامل مشروع الإصلاح السياسي لبناء وطنٍ مدني يوفّر العدالة الاجتماعية، والشفافية مع السيادة والاستقلال الكامل، وذلك ضمن إطار القرار الوطني المستقل. لأنه لا يمكن أن يكون لبنان وطناً حراً إن لم يكن المواطن حراً، ولا يمكن أن يكون المواطن حراً إن لم يكن هناك وطنٌ حرٌ ليكون الشعب سعيداً.

وختم أبو شقرا شاكراً وسائل الإعلام، والحضور المشارِك بتقديم التعازي، خاصاً بالشكر، "الرفاق بالحزب التقدمي الاشتراكي، وممثلي القوات اللبنانية، والأحرار، والكتائب، وتيار المستقبل، وحركة الاستقلال".