Advertise here

حراك دبلوماسي باتجاه لبنان... وبعد دوكان شينكر في بيروت

04 أيلول 2019 10:01:00

عادت الحركة الديبلوماسية باتجاه لبنان للتفعّل. وهي إلى جانب التشديد الدولي على التمسك بالحفاظ على الاستقرار ولجم أي توتر سياسي أو عسكري أو أمني، سيكون لها أهدافاً أخرى لا تنفصل عن التطورات في المنطقة. التعاطي الدولي مع لبنان ينطلق باحتسابه كساحة تفاوض لا ساحة تصارع، على الرغم من بعض التصعيد الذي تشهده الساحة اللبنانية، إما باعتداءات إسرائيلية، أو بتشديد العقوبات على حزب الله. إلّا أن لهذا التصعيد غاية لا تفترق عن المسار السياسي بغية استدراج عروضٍ تفاوضية، تصل في النهاية إلى تفاهمات، وذلك بالتزامن مع إبرام تفاهماتٍ إقليمية ودولية.

المبعوث الفرنسي بيار دوكان بدأ زيارة إلى لبنان للقاء المسؤولين، والبحث في كيفية تنفيذ الإصلاحات المشروطة للحصول على مساعدات مؤتمر سيدر. وهذا ينطوي على رسائل اقتصادية دولية، وإنقاذية للبلاد التي تعاني وتقف على شفير الانهيار، وعندما تهتم الدول عادة بالاقتصاد، فإن ذلك يعني أنها تريد الذهاب نحو تفاهماتٍ سياسية ترسي الاستقرار.

زيارة دوكان لن تكون وحيدة، إنما بعد حوالى عشرة أيام، سوف يصل إلى لبنان المبعوث الأميركي ديفيد شينكر لإعادة تجديد المساعي الأميركية، والوصول إلى تفاهمٍ بشأن ترسيم الحدود. وبحسب ما تؤكد معلومات متابعة، فإن شينكر سيزور لبنان لمدة يومين يلتقي خلالها مختلف المسؤولين. وسيتم إعادة إطلاق عملية التفاوض غير المباشر برعاية الأميركيين، تمهيداً لإرساء تفاهمٍ يؤدي إلى عقد جلسات تفاوضية مباشرة مع العدو الإسرائيلي برعاية الأمم المتحدة. إطلاق هذا النوع من المفاوضات بغية ترسيم الحدود، يفترض حتماً إرساءً للاستقرار في الجنوب، لأنه لا يمكن لهذه المفاوضات أن تصل إلى النتائج المرجوة، إذا ما استمر التوتر قائماً. ولا يمكن الحديث عن التنقيب عن النفط وعمل الشركات إذا لم يكن الأمن متوفراً.

وصحيح أن مهمة شينكر، ستكون مرتبطة بإرساء الأمن. ولكن أيضاً فإن التشدّد في الصراع الإقليمي الحاصل بين القوى المختلفة، غايته واضحة، ويهدف إلى تحسين كل طرفٍ لشروطه، ليتمكن من تعزيز فرص حضوره أكثر ومناطق نفوذه بشكل أوسع. هذا يفترض أن الأشهر المقبلة والتي ستكون فيها الأنظار الدولية مسلطةً على لبنان، مالياً، اقتصادياً، وسياسياً وامنياً، ستكون ملأى بالتطورات أو بجولات من الصراعات بأشكالها المتعددة، وذلك تمهيداً للوصول إلى الاتفاقات، الأمر الذي يحتاج إلى عناية دقيقة من قِبل الدولة ومؤسّساتها للحفاظ على تبقى، بانتظار الفرج.