Advertise here

هذه إنطباعات النائب أنور الخليل بعد لقائه الأخير مع جنبلاط!

02 أيلول 2019 20:10:00 - آخر تحديث: 02 أيلول 2019 20:21:00

كتب عضو كتلة التنمية والتحرير النائب انور الخليل على صفحتة على "الفيسبوك": 

أن تجلس مع وليد جنبلاط، كما فعلت البارحة، لهي فسحة من مراح العمر تسجّلها في أروقة الذاكرة لتبقى محفورةً فيها. 

يستقبلك من مكان جلوسه في زاويةٍ من الفسحة خارج الدار حيث كان، ربما، يطالع كتاباً أو يغرّد على حسابه الخاص. 

استقباله اهليٌّ بامتياز، يشير اليك أن تدخل البيت. يرفض كليّاً أن يمشي أمامك بل يتبعك ليجلسك في الصالون الجميل بديكوره ويجلسك بقربٍ منه.

متواضعٌ حتى تقشّف الصوفيين. تنظر الى عينيه الحالمتين الحنونتين، فتقرأ فيهما ألف كتابٍ وكتاب. بالتاريخ، بالأدب، بالفلسفة، بالعلوم على اختلافها، بالقصص الشهيرة المترجم منها أو العربية. 

باختصار: بكل مواضيع الدنيا.. هو مجموعة موسوعة معارف (encyclopedia) في فكر رجل. 

سامعٌ مرهف، قليل الكلام، بليغ المعاني.

ينحني من مقعده ليأخذ شفّة قهوة ثمّ يرجع منتصباً بقامته الفارعة لترى فيها تاريخاً من جهاد الآباء والأجداد ورثه عن عائلةٍ يعود بها التاريخ الى عام 1183، عندما دخلت هذه العائلة مع الأيوبيين لمحاربة الصليبيين. 

تطورت مسؤوليات هذه العائلة ليصبحوا حكاماً على حلب ومن بعدها، عندما لاحقهم العثمانيون ورحل جدّهم جانبولاط بن سعيد الى لبنان عام 1530، وذلك بدعوة من حليف جده الزعيم فخر الدين المعني الثاني، أمير جبل لبنان، وبعد وصوله أسس العائلة الجنبلاطية التي اهتمت بشؤون وشجون سكان منطقة حكمهم، التي اخذوا مركزاً لها في المختارة.

يمرُّ في ذهنك هؤلاء المتزعّمين الجدد ومنهم من يريد أن يسخّر التاريخ لينتج لهم زعامةً مستجدّة، فتنتخبهم رعيتهم بالإجماع (رحم الله صدام حسين )، فتعلم عند ذلك بأن الزعامة الحقيقية هي ناتج مئات السنين من الجهاد والتضحيات والدماء الغالية دفاعاً عن الحقوق وحرصاً عليها. 

هكذا انتُخبوا آل جنبلاط، ليس بالإجماع، وإنما بالأكثرية الساحقة مِن محيطهم المتكامل، مسلمين ومسيحيين، لكي يكونوا حرّاساً أُمناء على الجبل وأهله. تعود بي الذاكرة الى آذار عام 1977. عندما تعرّفت على هذا الشاب الوسيم وليد جنبلاط الذي فرضت الظروف أن يحمل إرث الشهيد الكبير والده كمال جنبلاط. فما استهاب ثقل الإرث ولا تراجع في إكمال الدور الذي سار عليه الشهيد ا الكبير كمال جنبلاط. 

وليد بك. تبوّأت زعامتك بجهدك ومحبة الناس لك، وسيبقون الأوفياء دوماً معك.