من هي "مادلين" التي تم إطلاق اسمها على الرحلة الإنسانية إلى غزة؟
08 حزيران 2025
18:05
Article Content
في قلب البحر المتوسط، تحمل سفينة الإغاثة اسماً فلسطينياً خالصاً - "مادلين"، التسمية لم تكن عشوائية بل كانت تجسيدا لروحية واقعيّة موجودة في غزة تناضل حتى اليوم وسط الحصار والإجرام المحيط بها، فمن تكون هذه المرأة التي أصبح اسمها رمزاً عالمياً للتضامن مع غزة؟
مادلين كُلّاب ليست مجرد اسم على سفينة، بل قصة حيّة لامرأة غزاوية تصر على الحياة رغم كل الصعاب، هي أم لخمسة أطفال، والصيّادة التي ورثت المهنة عن والدها، تمثل بجسدها النحيل وقصتها المؤثرة روح المقاومة اليومية لأهل غزة.
قبل الحرب، كانت مادلين تخرج كل فجر إلى بحر غزة المحاصر، تحارب الأمواج ونقص المعدات لتؤمن قوت عائلتها. لكن الحرب الأخيرة سلبتها حتى هذا المصدر البسيط للرزق، فدمرت مركبها وشباكها، كما دمرت بيوت جيرانها وأحلام أطفالها.
اختيار اسمها ليكون شعاراً لهذه الرحلة الإنسانية لم يكن صدفة، إلا أنه اعترافا بالمعاناة الصامتة لآلاف النساء في غزة اللواتي يكافحن يومياً لإطعام أطفالهن تحت القصف والحصار. مادلين اليوم لم تعد مجرد مواطنة غزاويّة، بل أصبحت أيقونة للصمود تذكر العالم بأن وراء كل إحصائية عن الحرب في غزة، هناك وجوه بشرية وأسماء حقيقية، ليست أرقاما ولا نسب عدديّة.
ولأن قصة مادلين هي قصة غزة كلها، تحمل هذه السفينة بعداً إضافياً يتمثل في إشعار أهل غزة بأنهم ليسوا وحدهم، وأنّ هناك شعوباً حرة تناصرهم في العالم بحسب ما اعتبرت مادلين نفسها، متمنية أن يشكّل وصول هذه السفينة بشرى انتهاء الحرب " وما يرافقها من تبعات كارثية يعاني منها أهالي غزة المحاصرون".
واليوم، بينما يترقب العالم مصير السفينة التي تحمل رسالة إلى العالم بأن شعب غزة لن يُترك والتي تحمل ١٢ ناشطا مع طن من المساعدات الطبية ومواد تموينية لإيصالها للقطاع، يصعّد الاحتلال الإسرائيلي تضييقه وحصاره على غزة، محاولا منع السفينة "المعادية للسامية، أبواق دعاية حركة حماس" من بلوغ غزة إن من خلال تأهب عسكريّ، أو من خلال تشويش على موقع وإشارات النشطاء على متن السفينة، وهو ما اعتبره المتطوعين تطور خطير قد يقطع الاتصال كليا ما يعرض حياتهم للخطر!
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.