تلويح بالفصل السابع.. مخطط إسرائيلي يهدّد مهمة "اليونيفيل" في لبنان
04 حزيران 2025
14:40
Article Content
يواجه لبنان استحقاقًا مهمًا في الأسابيع المقبلة، مع اقتراب موعد تجديد مجلس الأمن الدولي لمهمة قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"، وعلى وقع الضغوط الإسرائيلية باتجاه منع هذا التجديد أو تعديل مهامها.
تنتهي مهمة "اليونيفيل" كما درجت العادة في نهاية شهر آب/أغسطس، ومن المتوقع أن يبحث مجلس الأمن ويبتّ بالأمر في وقت قريب. في ظل دعم فرنسي واضح باتجاه ضمان التمديد وعدم الرضوخ للإرادة الإسرائيلية، وحراكها على المستوى الدولي لفرض نواياها.
الفصل السابع
تستمد قوات "اليونيفيل" هذا العام شرعية استثنائية من كونها أحد الأطراف الخمسة في اللجنة المكلّفة بالإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب، الموقّع في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، ولبنان، وإسرائيل.
وأي مسّ بدورها من شأنه أن يهدد هذا الاتفاق بشكل أو بآخر، خصوصًا أنها الجهة المكلّفة بالتنسيق مع الجيش اللبناني لضمان تنفيذ القرار 1701، ونزع السلاح من منطقة جنوب الليطاني، وبسط سلطة الدولة اللبنانية عليها بالكامل.
تواصل إسرائيل ضغوطها لتعديل مهام قوات "اليونيفيل"، من خلال الدفع باتجاه نقل ولايتها من الفصل السادس إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بما يمنحها صلاحيات استخدام القوة عند الضرورة، بدلًا من الدور الرقابي المحدود المنصوص عليه حاليًا. وتعوّل تل أبيب في هذا المسعى على دعم واشنطن، نظرًا للدور الحاسم الذي تلعبه الولايات المتحدة في تمويل المهمة الأممية وصياغة قراراتها داخل مجلس الأمن.
مصير أورتاغوس
وفي السياق، تؤكد مصادر رسمية أن لبنان لم يتبلّغ بعد أي إشارة أميركية حول نيتها طرح تعديل مهمات "اليونيفيل" في مجلس الامن، أو رغبتها بخفض تمويلها لها.
وعليه ينتظر لبنان الموقف الأميركي الرسمي، والزيارة التي كانت مرتقبة لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس.
إلا ان القرار المفاجئ بإقالة أورتاغوس من منصبها، وتكليفها بمهمة أخرى، ربما لن يقودها إلى بيروت ولو بزيارة وداعية. وعليه فإن الجواب الذي ينتظره لبنان، قد يأتيه من خلف أورتاغوس، ومن المرجح أن يكون جويل رايبورن المرشح لمنصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى. وهو ضابط متقاعد في الجيش الأميركيّ، ودبلوماسي سابق، ومؤرخ، وهو الشريك المؤسس ومدير "المركز الأميركي لدراسات بلاد الشام"، وأحد أبرز المسؤولين الأميركيين الذين واكبوا تطورات الملف السوري خلال العقد الماضي.
اعتداءات مستمرة
من جهة أخرى، تستثمر إسرائيل بالاعتداءات المتكررة التي تتعرّض لها "اليونيفيل" في جنوب لبنان، مع العلم أن مراكز القوات الدولية لم تسلم من الغارات الإسرائيلية خلال الحرب على لبنان، وبعضها كان عن سابق إصرار وتصميم.
الاعتداء الأكبر كان حادث العاقبية في 15 كانون الأول/ديسمبر 2025، والذي أدى الى مقتل الجندي الايرلندي شون روني واصابة ثلاثة آخرين.
وإلى جانب الصدامات المستمرة بين دوريات "اليونيفيل" والأهالي في بعض القرى الجنوبية، آخرها في بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل، كان الاعتداء الأعنف على طريق المطار، في منتصف شباط/فبراير الماضي، بالتزامن مع احتجاجات على عدم السماح لطائرة إيرانية بالهبوط في مطار بيروت.
رسالة إلى الأمم المتحدة
بالتزامن مع البلبلة القائمة، أطلق لبنان حملة دبلوماسية مكثّفة. حيث كشفت مصادر حكومية رفيعة، لموقع "الترا صوت"، أن الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية ستعمل على التواصل مع كل الدول المعنية بموضوع التمديد لقوات الطوارئ، من أجل تجديد مهامها.
وأشارت المصادر إلى ان مجلس الوزراء يعدّ رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، سيطلب فيها التجديد لـ"اليونيفيل". وأن لجنة شُكلت لإعداد هذه الرسالة.
الموقف الرسمي اللبناني سيكون موحدًا، تؤكد المصادر، وهذا ما اتفق عليه خلال زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري لرئيس الجمهورية جوزاف عون، وكذلك خلال زيارة رئيس الحكومة نواف سلام لعين التينة.
التزام لبناني
وبانتظار اتضاح الموقف الأميركي، تدفع باريس لضمان تمرير استحقاق التجديد لـ"اليونيفيل" في مجلس الأمن. ودحضًا للرواية الإسرائيلية، عبّر الرئيس اللبناني عن موقف لبنان أمام وفد من مجلس النواب الفرنسي، حيث أبلغه أن لبنان نفّذ اتفاق وقف النار في الجنوب بكل حذافيره والجيش انتشر بنسبة تفوق 85% في منطقة جنوب الليطاني، وهو يتعاون مع قوات "اليونيفيل" لتطبيق القرار 1701 ومتمماته لجهة حصر السلاح في يد القوى المسلحة اللبنانية، لكن ما يعيق استكمال انتشاره حتى الحدود هو استمرار إسرائيل في احتلالها للتلال الخمس وعدم اطلاق الأسرى اللبنانيين، إضافة الى استمرارها في الاعمال العدوانية.
وأكد الرئيس عون أن التعاون مع "اليونيفيل" ممتاز ولبنان متمسك ببقاء هذه القوات في الجنوب لمساعدة الجيش على تحقيق الأمن والإستقرار حتى الحدود المعترف بها دوليًا، وأن دور فرنسا في هذا المجال أساسي.
تفاؤل بالتجديد
رغم المخطط الإسرائيلي الخطير، تبدو المصادر الرسمية اللبنانية متفائلة بأن الاستحقاق سيمرّ في أواخر شهر آب/أغسطس المقبل، وأن التجديد لمهمات "اليونيفيل" سيحصل من دون أي تعديل، متسلّحة بالدعم الدولي الكبير للبنان من أجل بسط سلطة الدولة، لا سيما في الجنوب. ويبدو من غير المنطقي أن يترافق هذا الموقف الدولي المساعد بنسف مهمة مساعدة أساسية على خط تطبيق القرار 1701، والمستمرة منذ العام 2006.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.