شيّعت بلدة عيحا في قضاء راشيا والحزب التقدمي الاشتراكي والرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب تيمور جنبلاط ممثلين بالوزير السابق غازي العريضي المناضل التقدمي والفارس قاسم قماش ابو لطيف في مأتم شعبي وحزبي حاشد أقيم في بلدته عيحا في قضاء راشيا.

حضر التشييع عضوا اللقاء الديمقراطي النائبان وائل أبو فاعور وهادي ابو الحسن يرافقه وكيل داخلية المتن عصام المصري ووفد حزبي كبير من قرى المتن، الشيخ محمد الدبس ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي ابي المنى، ومشائخ من طائفة الموحدين الدروز ومن مختلف الطوائف، مستشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الأستاذ حسام حرب، مستشار الرئيس سعد الحريري الشيخ علي الجناني، الدكتور وليد صافي، مفوض الاعداد والتوجيه في التقدمي عصام الصايغ، مفوض الرياضة في التقدمي خضر الغضبان، مفوض الاغتراب بسام صافي، وكيل داخلية التقدمي في البقاع الجنوبي عارف ابو منصور وفي حاصبيا مرجعيون سامر الكاخي، وفي الشوف عمر غنام وفي عاليه يوسف دعيبس، اعضاء مجلس مذهبي، أطباء ومهندسون ومحامون، وضباط من مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية وقضاة وهيئات نقابية واجتماعية وتربوية رؤساء إتحادات بلدية وبلديات ومخاتير وكوادر حزبية ورفاق الفقيد . ووفود من مختلف مناطق البقاع وحاصبيا والجبل وبيروت.

تحدث في التشييع رئيس جمعية ال ابو لطيف عصام ابو لطيف فقال:" لن نبكيكَ دموعاً لأنَّ هذا دأبُ من يموت في غير ما انت عليه يا أبا خلدون وانني اعتبر نفسي جندياً على محاورِ بطولاتك أحزَنَنا رحيلُك فآثَرت أن اسطِّر بعض الحروفِ وفاءً لهامتك المهيبة ومواقفِك التي شهدنا عليها يوم نادى الواجبُ للذّودِ عن الارضِ والعرضِ والكرامة، ‎هي كلماتٌ أبت أن تبقى في الحنجرةِ بل اصرَّت على معانقةِ القائدِ حيث هو قبل أن تنطوي صفحةٌ مشعّةٌ بالمجد والبطولاتِ  ارفقتُها على جسدِك الزكيِّ ، فبكت وأرخت دموعًا لا يفهمُها إلا من عرفَ الثائرَ قاسم قماش.

العريان 

رئيس بلدية عيحا الشيخ وسام العريان تحدث باسم أهالي البلدة فقال:" تودع عيحا وطائفة الموحدون الدروز مناضلاً مقداماً لبى نداء الواجب في الدفاع عن الأرض والعرض في أصعب الظروف حتى منحته ميادين الوفاء وساحاتها وسام الفارس الشجاع، قاسم قماش بطل من هذا التيم الذي اعطى وما زال آمن ان الحياة وقفة عز. ان الحياة قصيرة في عمر الزمن ولا يبقى الا العمل والأثر.

ابو لطيف 

كلمة العائلة ألقاها مدير ثانوية حرمون الرسمية الاستاذ علي ابو لطيف فقال:"تتهامس القمم، وينجلي فجر الشمس عن كاشحات الغيوم، وتتهادى المعاني الكبار على مسارح الضوء، حين تزفّ الحياة للحياة رحيل النّسور وغيبة الصّقور عن مرايا الأمكنة، ليبقى الحضور رهن الحافظة التاريخيّة للجماعات، وما تستولده، في لحظات البوح ، قيمها وسير أعلامها، من مآثر ومناقب، تستهدي بها في ظلمات الأنواء، وتستمدّ منها العزم والأمل والرجاء عند اختلال البوصلة في المحيط .

  اليوم، تودّع البطولة راية من راياتها الشامخات، وعلمًا من أعلام الرجولة والإقدام والتضحية، ومقاتلًا أسطوريًّا في الدفاع عن الحياض، احترف لعبة الموت وما كان له هيّابًا، حتى صحّ فيه قول المتنبي :

     وقفت وما في الموت شكّ لواقف      كأنك في جفن الردى وهو نائم

  قاسم قماش، أو أبو حليم، الكنية / الرمز التي عرفه بها رفاقه إبّان حرب البقاء في ثمانينيّات القرن الماضي، شكّل أحد أعمدة جيش التحرير الشعبيّ ـ قوات الشهيد كمال جنبلاط، بما عرف عنه من بسالة استثنائية، وخبرات قتالية وقيادبة عزّ مثيلها، يزينها شرف المحارب وأخلاق الفرسان، فذاع صيته بين أقرانه وعلى الجبهات، فاتحًا الثغور، متنقّلًا بين الألغام، مخترقًا التحصينات، يحميه إيمانه بعدالة قضيته، وبقدسيّة الحفاظ على الأرض والعرض والوجود .

  وهو، إلى ذلك ، بطل من أبطال المقاومة الوطنية اللبنانية، خطّط ونفّذ عشرات العمليّات الناجحة ضد قوات الإحتلال الإسرائيلي للبنان، وحافزه في ذلك ما تربّى عليه هو وشقيقه رياض وعمّه المرحوم أبو عزّام، في بيئة تهوى البطولة، وتعشق التضحية، فالتزم مبكّرًا الخط الوطنيّ العربيّ الذي مثّله كمال جنبلاط والحزب التقدمي الإشتراكي، واستمرّ رفيقًا مخلصًا وأمينًا لوليد جنبلاط طوال ما يقارب النصف قرن، وفيًّا لرفاقه في النضال، ضنينًا بهم، حريصًا على التواصل معهم، فما انقطعت روحه عن أرواح رفاق استشهدوا معه وإلى جانبه، ولا مرّ الزمن على ذكرى من واجهوا ودافعوا وعاشوا معه النصر والتحديات، فظلّ يلهج بسيرتهم، يغلبه الحنين إلى الوعر والتلال، وإلى مباسم النور فوق الدماء .. 

  سنفتقدك، قاسم قماش ، كلما نادى الواجب شرف الرجال، وكلما ضوّأت على الربى السمحاء شعلة الحرية، وكلما هبّت على بلادنا نسائم الشّمم، وضوع السيوف، وهدير البيارق .

  ونودّعك فارسًا عربيًّا، حمل شهامة الفرسان ونبل الفرسان، ونحفظك في القلب والوجدان قيمة لا تموت، ونحملك وسام فخار وكرامة، وندعو لروحك بالرحمة التي تستحق من باري الأكوان" .

العريضي

‎

ممثل الرئيس وليد جنبلاط الوزير غازي العريضي قال: "ثمة في الحياة تلازمٌ بين المعيار والعيار؛ المعيار هو التزام بمبادئ وفكر ومسيرة رجل عظيم من هذا الشرق، هو المعلّم الشهيد كمال جنبلاط، الذي أطلق حزبنا التقدمي الاشتراكي.

أما العيار، فقماشٌ من نوعٍ ثمينٍ نادرٍ، نُسِج من وفاءٍ وأمانةٍ وقيمٍ وإخلاصٍ وإتقانٍ وشجاعةٍ وبطولةٍ ومروءة، وكان يغطي كل الساحات.

أنت يا قاسم، قماش الساحات.

كانت الساحات تعتز بك، والقمم تفرح بلقائك.

كنت مقداماً، متقدماً صفوف الرجال، يوم عزّ الرجال، في مواجهة عدوٍّ كان ولا يزال يستهدف وحدتنا وأمننا واستقرارنا.

وفي مواجهة مشروعه التقسيمي التفتيتي، كنت إلى جانب المعلّم في جيش التحرير الشعبي – قوات الشهيد كمال جنبلاط، في كل المعارك والمحطات.

كما كنت وفياً، أميناً، صادقاً، شجاعاً، برفقتك للرئيس المقدام، الزعيم الوطني الكبير، وليد جنبلاط، الذي قادنا في أصعب الظروف إلى بر الأمان.

فاكتسب شرعيته بالدمّ، والصبر، والنضال، والجهاد، وقاد رجالاً من أعزّ الرجال، وكنت واحداً منهم.

تحية إليهم، ومنهم تحية إلى روحك الغالية وتاريخك المجيد.

هذا الموقف المهيب، في هذا الموقع الرحيب، يقول اليوم كلمته، في مناسبة وداعك.

يقول كلمته للقاصي والداني،

لمن تميّزوا بعقولٍ كهوفية هنا،

ولمن تميّزوا بقلوب الأحقاد، هنا وهناك،

لمن عاشوا ينتظرون الساعة ليُصفّي حساباً مع وليد جنبلاط.

هذا الموقف، في هذا الموقع، يقول كلمته: “لا”.

لقد جربتم كثيراً، وعلى مدى عقودٍ من الزمن، وتوهّمتم في مرحلةٍ معينة أنكم أصبتم منّا مقتلاً في السياسة، أو أنكم على وشك إسقاط هذا التاريخ.

هؤلاء الناس، هنا، رفاقك يا قاسم، رفاق وليد جنبلاط، الذين كانوا في كل الميادين والساحات، في كل مرحلة من المراحل، يثبتون أنهم الرقم الصعب، وأن كسرهم صعب، كي لا نقول مستحيل.

هكذا كنا، وهكذا نحن اليوم،

في هذه المرحلة بالذات، التي فرح بعض الناس بها، وانتظروا استحقاقاتٍ وتدخلاتٍ ورعاياتٍ في محاولة لتصفية الحسابات.

فإذا الشكوك والآمال تخيب.

هذا هو الواقع.

الوقائع اليوم تُثبت أن وليد جنبلاط كان على حق في قراءته، في موقفه.

هذا الرجل، منذ توليه زعامة هذا الحزب وأمانة العشيرة المعروفية، كان همه مصبّاً على الوحدة الداخلية، وعلى حفظ أهله بالأمن والاستقرار.

تحمّل الكثير لأجل الكثير، صافح من قتل والده، وتميّز بالصبر وسعة الصدر، وكان الهدف حماية الناس.

ثمة إسرائيل وسوريا والبحر، فاختار الدرب الصحيح ليحقق هذا الهدف.

اليوم، الوقائع الدولية والإقليمية قالت لكل الناس: لقد قرأ وليد جنبلاط المعادلة بشكلٍ صحيح.

وكان أول من بادر، ليس للتدخل في الشأن الداخلي، ولا بحثاً عن مصلحة سياسية أو انتخابية، بل من أجل سوريا.

كان يعلم جيداً ما تريد إسرائيل، وما هو المخطط لهذه المنطقة، والذي يستهدف بدرجةٍ أولى أبناء هذه العشيرة.

وهو الذي، على درب كمال جنبلاط، رفض الحديث عن “حلف الأقليات”، لأن الحماية تكون بالعقل، بالحكمة، بالدولة، بالعدالة، مهما كانت الظروف والمتاعب والصعوبات.

وقد مارس ذلك في أصعب الظروف، يوم اندلعت مشاكل داخلية في البلد وقدّم فيها شهداء،

فكان الكلام والعنوان والمرجع: الدولة، التي كان ينبّه إلى أي إخلالٍ بأمنها واستقرارها الداخلي، ويدعو الناس إلى الاحتكام إلى القانون والدولة.

اليوم، هذا هو المسار، وهذه هي الأمانة.

نأمل أن يحتكم الجميع إلى العقل والحكمة والهدوء، وأن يتبصّروا في قراءة هذا المشهد،

ليُبنى على شيءٍ مقتضاه العمل معاً من أجل حفظ سوريا وأمنها واستقرارها، وتعزيز موقع الجماعات المتنوعة فيها،

في إطار إدارتها كدولةٍ قوية، تستحق، بعد الظلم الذي عانته، أن تعود إلى تألقها ومجدها.

نقول ذلك، مستندين إلى بركة مشايخنا الأجلاء،

هذه العمائم البيضاء النقية الطاهرة الموجودة هنا، وفي غير مكان،

وإلى رجالنا وإخواننا ورفاقنا وأمهاتنا،

وإلى التربية السليمة التي زُرعت في نفوس أبنائنا وإخواننا وأجيالنا،

لكي نستمر على هذا السلوك والدرب.

باسم الزعيم الوطني وليد جنبلاط،

وباسم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط،

أحييك يا قاسم، وأقول لك:

هذا الحزب سيبقى منيعاً، قوياً، واحداً، موحداً.

وسيُصاب الكثيرون بخيبات أملٍ كثيرة،

لأن الإرادة، في كل المواقع الحزبية، مهما كانت الظروف والصعاب،

هي إرادة الاستمرار على طريق المعلم الشهيد كمال جنبلاط،

وعلى ما أنجزه وحققه وليد جنبلاط،

إلى جانب الرئيس الأمل تيمور جنبلاط.

باسم وليد وتيمور بك، أتوجه بالشكر لكم جميعاً على مواساتنا،

وإلى عائلة قاسم بالتعزية الصادقة، القلبية، الحُرّة.

قاسم قماش، رجلٌ كبير، نفتقده معكم.

إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

الصايغ

مفوض الاعداد والتوجيه في التقدمي عصام الصايغ ذكر بالمحطات النضالية والبطولية للفقيد مشيدا بشجاعته ومواقفه في كثير من المحطات المفصلية وقيادته لعمليات بطولية ضد الاحتلال الاسرائيلي، لافتا الى ان الراحل كان مثالا التقدمي الجسور منذ زمن الشهيد كمال جنبلاط ووقف الى جانب الرئيس وليد جنبلاط في أصعب المراحل والظروف.

وبعد شهادات عن مسيرته وشجاعته ومواقفه رفعت الصلاة ووري الثرى في مسقط رأسه عيحا.