بعد وفاة البابا فرنسيس... استعدادات لاختيار خليفته
21 نيسان 2025
10:35
آخر تحديث:21 نيسان 202510:36
Article Content
تستعد الكنيسة الكاثوليكية إلى عقد مجمع الكرادلة في كنيسة سيستين في الفاتيكان لانتخاب بابا جديد خلفاً للبابا الراحل فرنسيس الذي توفي اليوم الاثنين.
ويعقد المجمع خلف أبواب مغلقة ولا يخرج الكرادلة المشاركين في المجمع إلى أن يتفقوا على انتخاب أحدهم على رأس الكنيسة الكاثوليكية.
ومن العادات أنه في حال لم يتفق الكرادلة على انتخاب بابا بأغلبية ثلثي الأصوات يتم حرق أوراق الاقتراع ووضعها في المدخنة ما يولّد دخاناً أسود دليلا ًعلى عدم الانتخاب، وتتكرر هذه العادة حتى يتصاعد الدخان الأبيض من المدخنة بعد إضافة مادة خاصة على الأوراق المحروقة، في إعلان عن انتخاب بابا جديد.
مع تزايد التكهنات، برز عدد من الكرادلة رفيعي المستوى كأبرز المرشحين. ووفقاً لمراقبين، فإن المرشحين الآتين لديهم أقوى حظوظ للفوز هم:
1- الفيليبيني لويس أنطونيو تاجلي البالغ من العمر 67 عاماً، وهو المرشح الأوفر حظاً حالياً لمواصلة أجندة البابا فرنسيس التقدمية. فيما يتمتع تاجلي وهو من الفلبين، بخبرة واسعة في قيادة مجمع تبشير الشعوب، وكان شخصية موثوقة في الدائرة المقربة للبابا فرنسيس.
2- الإيطالي بييترو بارولين البالغ من العمر 70 عامًا، ويعدّ أحد أكثر مسؤولي الفاتيكان خبرة. فقد لعب، بصفته وزير خارجية الفاتيكان منذ عام 2013، دورا محوريا في الشؤون الدبلوماسية، بما في ذلك مفاوضات حساسة مع الصين وحكومات الشرق الأوسط. ويُنظر إلى بارولين على أنه مرشح لاهوتي معتدل، قادر على توفير الاستقرار مع الحفاظ على بعض إصلاحات البابا فرنسيس. كما أن علاقاته الوثيقة ببيروقراطية الفاتيكان تجعله منافسا قويا لمن يفضلون الاستمرارية. ويشار إلى أنّ بارولين زار لبنان موفداً من الفاتيكان.
3- الغاني بيتر توركسون
في موازاة ذلك يُعدّ الكاردينال بيتر توركسون، البالغ من العمر 76 عامًا، شخصيةً بارزةً في دوائر العدالة الاجتماعية بالكنيسة. وبصفته الرئيس السابق لدائرة تعزيز التنمية البشرية المتكاملة، كان توركسون صريحا في قضايا مثل تغير المناخ والفقر والعدالة الاقتصادية.
في حين سيُمثّل انتخاب توركسون لحظةً تاريخيةً كأول بابا أفريقي منذ قرون حيث كان آخر بابا أفريقي هو البابا جيلاسيوس، الذي خدم من عام 492 إلى عام 496 ميلادية.
4- المجري بيتر إردو البالغ من العمر 72 عامًا، ويعتبر مرشحا محافظا بارزا، وهو باحث مرموق في القانون الكنسي، وكان من أشد المدافعين عن التعاليم والعقائد الكاثوليكية التقليدية. وشغل سابقا منصب رئيس مجلس مؤتمرات الأساقفة الأوروبيين، وشدد على الأرثوذكسية اللاهوتية.
5- الإيطالي أنجيلو سكولا البالغ من العمر 82 عاما، ويعتبر مرشحا بابويا بارزا كما كان من بين المرشحين الأوفر حظا في اجتماع عام 2013 الذي انتخب البابا فرنسيس. ويتمتع سكولا، رئيس أساقفة ميلانو السابق، بجذور لاهوتية عميقة، ويحظى بقبول واسع من أنصار كنيسة أكثر مركزية وتسلسلًا هرميا. وموقفه التقليدي يجعله مرشحا قويا لأولئك الذين يتطلعون إلى الابتعاد عن إصلاحات فرانسيس، ولكن عمره قد يعمل ضده.
ويبدأ المجمع البابوي عادةً بعد 15 إلى 20 يومًا من وفاة البابا. ويسمح هذا الوقت بمراسم الجنازة، وفترة حداد لمدة تسعة أيام تُعرف باسم “النوفيميال”، ويتيح للكرادلة من جميع أنحاء العالم السفر إلى مدينة الفاتيكان.
في حين ستبقى النتيجة غير مؤكدة حتى يتم اختيار البابا خلف أبواب كنيسة سيستين المغلقة، حيث ستُقيّم الفصائل الأيديولوجية داخل الكنيسة خياراتها بين الاستمرارية والتحول الأكثر تحفظًا.
وسيرث البابا القادم كنيسةً على مفترق طرق، كنيسة تُصارع تراجع نفوذها في أوروبا وأميركا الشمالية، ونموها في جنوب العالم، ونقاشات داخلية مستمرة حول مستقبلها، وفق مراقبين.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.