جمالٌ بصورةِ الحراسةِ والقداسةِ
17 نيسان 2025
15:29
Article Content
دعْ الوجدَ يبسابُ حبراً خبراً وعبراً... ، دعْ الوجودَ ينكفىء صبراً، ينبضُ جمالاً لا ينضبَ شغفاً، ينسكبُ جمالاً مفهوماً فلسفياً، إن إنبهرَ بالظاهرِ لكنه مع الجوهرِ متماهياً، دعْ الحروفَ تنطقُ... لجعلت فلسطين من الجمالِ مثالاً.
دعْ الجمالَ يفسّرُ تكوينه، فإذا كان بدعةُ الخالقِ، منهم من إبتدعَ الجمالَ قيماً، الأمر الذي ينطبق على فلسطين أرضاً وشعباً، هي تلك الدولة العربية النضالية، قلب الشرق الأوسط، نقطةُ إلتقاء القارات (أفريقيا، أوروبا، وآسيا)، وملتقى الحضاراتِ والدياناتِ.
دعْ الجمالَ يوازي بين الحراسةِ والقداسةِ، بصورةٍ تحفرُ بالتاريخ سبيلاً، تعتبرُ فلسطين موقعاً جغرافياً عريقاً قديماً يعود إلى آلافِ السنين، لكنّ عدواً محتلاً أرهق عافيتها منذ سنواتٍ، وقد يقال، ماذا بقي من هذا الجمالِ؟.
دعْ الجمالَ يتكلمُ عن الحراسةِ، حراسةُ هذه الدولة الأبية التي تأبى الرضوخَ والإنهزامَ، تأبى تسليمَ الأرضِ لمحتلٍ، حارسةٌ حاميةٌ حافظةٌ الحدودَ الحقَ والحياةَ، رغم كلّ ما تعرضت له من إحتلالٍ إعتقالٍ دمارٍ تهجيرٍ...، أو فلتلخص كلمة "الإبادة" تلك المشهدية.
دعْ الجمالَ يخبّرُ للأجيالِ كيف يُصانُ الترابَ من التدنيسِ، منذ إنتفاضة الحجارة الأولى، والتي شكلّت "الواقعة" النوعية الطارئة في تاريخ الشعب الفلسطيني، إلى "طوفان الأقصى"، إلى الآن، أين الجمال! في قيم شعبٍ مناضلٍ، في بطولات سطّرتها عزائم الشهداء والجرحى، وفي صبر كل أمٍّ، في كلّ قطرة دم "صاحت" أموت ولا أستسلم.
دعْ الجمالَ يتحدّثُ ويفيضُ، إعتدنا أن نقاربَ "معضلة" فلسطين مع هذا العدو بكلماتٍ حزينةٍ مؤثرةٍ، لم تقارب من زاويةِ جمالِ كفاحها المقاتل بسواعدِ أبطالها، وليس المقصود رؤية ما تعانيه جمالاً أو مبرراً، هو الجمال يثبّتُ الحق لأهلِ الأرض، كما قال المعلم "لشعب فلسطين الحق في الوجود المبني على العدل والكرامة"، وهو شهيد القضية الفلسطينية.
دعْ الجمالَ يتبلور قداسةً، من المسجدِ الأقصى القبلة الأولى للمسلمين، رغم محاولات منعهم من الصلاةِ، والتهديد بالهدمِ، إلى مهدِ الديانةِ المسيحية، تعتبرُ كنيسة القيامة أهم كنيسة في العالم المسيحي، حيث ولد يسوع المسيح، إلى النور المقدس، إضافةً إلى العديد من الأماكن الدينية.
دعْ الجمال يتغنى شعراً، من نزار قباني "يا قدس، يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء، يا جميلة تلتفّ بالسواد... يا طفلة جميلة محروقة الأصابع"، إلى محمود درويش الفلسطيني الثائر " على هذه الأرض ما يستحقُ الحياة" و"أنا الأرض والأرض أنت، سنطردهم من هواء الجليل"، كثيرةٌ هي كلمات الرثاء والثناء.
دعْ الجمالَ يتألق لبنانياً، بوقفة تآخي مع الشعب الفلسطيني الصامد، ولتكن التحية من بيروت "لؤلؤة الشرق" إلى "زهرة المدائن"... مع فيروز، أجمل من خاطب القدس، لأجلك نصلي "وعيوننا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم".
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.