تقي الدين: ظروف الحرب الأهلية ليست مهيأة حالياً
13 نيسان 2025
08:04
آخر تحديث:13 نيسان 202512:48
Article Content
رأى رئيس تحرير جريدة الأنباء الالكترونية ونائب نقيب محرري الصحافة اللبنانية صلاح تقي الدينأن الذكرى الأليمة للحرب الأهلية اللبنانية لا تزال حاضرة في وجدان الجيل الذي عاشها، سواء كمراقب أو كمشارك، مشيرا إلى أنها كانت تجربة أجمع اللبنانيون على عبثيّتها، وعلى أنها -كما وصفها الراحل الكبير غسان تويني "حرب الآخرين على أرض لبنان".
ويضيف تقي الدين في حديث إلى موقع "الجزيرة نت" أن العالم آنذاك كان منقسما بين معسكرين: غربي تقوده الولايات المتحدة، وشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي، وقد ساهم وجود منظمة التحرير الفلسطينية على الأراضي اللبنانية في تأجيج الأوضاع وتهيئة الظروف لاندلاع الحرب بل ودفع اللبنانيين إلى التورط فيها.
ويُذكّر بأن شرارة الحرب الأولى اندلعت، كما يُروى، على خلفية محاولة اغتيال رئيس حزب الكتائب الراحل بيار الجميّل، وما تبعها من رد فعل كتائبيّ تمثّل في استهداف "بوسطة عين الرمانة"، التي كانت تقلّ مدنيين فلسطينيين، فسقط ركابها ضحايا في مجزرة شكّلت بداية الانفجار الكبير.
ويتابع تقي الدين قائلا إن الظروف اليوم باتت مختلفة، وإن التجربة المريرة للحرب الأهلية تجعل من الصعب تكرارها، معربا عن تفاؤله بعدم عودة اللبنانيين إلى تلك المرحلة، ومؤكدا أن شبح الحرب، من وجهة نظره، بات بعيدا.
ويعتقد أن أهم العبر التي استخلصها اللبنانيون من الحرب الأهلية هي أن لا فريق قادر على إلغاء الآخر أو التغلب عليه، فضلا عن ترسيخ القناعة بوجوب العيش المشترك بين جميع اللبنانيين، وهو ما انعكس في عودة الاختلاط السكاني إلى ما كان عليه قبل الحرب.
ويشدد على أن الاقتتال لصالح أطراف خارجية لم يعد أمرا سهلا يتقبّله اللبنانيون، ويضيف "يجب أن نتذكّر دائما أننا كلبنانيين كنّا وقودا لصراعات الآخرين، وأننا من دفع الثمن من أرواحنا وأرزاقنا واستقرار وطننا".
ويخلص إلى أن المسألة الحقيقية التي ترعب اللبنانيين اليوم هي "الطائفية المتجذّرة في النظام السياسي" والتي تجعل حياتهم هشّة وعرضة للاهتزاز في كل مرة يشعر فيها أبناء طائفة معينة بالغبن أو التهميش.
ويرى أن الحل الحقيقي يكمن في تطبيق ما ورد في اتفاق الطائف، لا سيما لجهة إنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، كمدخل لتبديد هواجس الطوائف والمذاهب، وبناء دولة مدنية يتعامل فيها المسؤولون مع الناس كمواطنين لا كأتباع لطوائف ومذاهب.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.