من سلطنة عُمان هذه المرّة... ما هو مصير المنطقة ولبنان؟
11 نيسان 2025
16:23
Article Content
غداً، في سلطنة عُمان، يجلس الطرفان الأكثر عداءً في المنطقة، أميركا وإيران، في مفاوضات ستُجرى وراء الأبواب المغلقة ستُقرر مصير الشرق الأوسط، كما ولبنان، الذي يعيش على وقع التهديدات الإسرائيلية اليومية.
أهمية هذه المفاوضات هي في أنها ليست كأي مفاوضات أخرى كان قد خاضها الطرفان، فبينما يصرّح ترامب علناً أنه في صدد "تفكيك إيران" في اقتراح بأن يكون هذا التفكيك مماثلاً لما حصل بتفكيك البرنامج النووي الليبي سابقاً، ويقول بأن هذه المفاوضات "هي مفاوضات مباشرة مع إيران"، من جهة أخرى، إيران ترفض ما يتم طرحه وتُصر على أن مفاوضاتها مع أميركا ستكون "غير مباشرة".
اللعبة الكبرى: إيران بين المطرقة الأميركية والسندان الإسرائيلي
ترامب يلعب بورقة الضغط العسكري، فقبل أيام، وصلت قاذفات أميركية استراتيجية إلى قاعدة "دياغو جورسيا"، وفي اليمن، اغتالت أميركا مسؤولاً استخباراتياً حوثياً رفيع المستوى. الرسالة واضحة: "نحن جادون". وبالرغم من افتقاد إيران لأوراق قوّة كثيرة، إلا انها لا تزال غير ضعيفة كما يتصور البعض، فروسيا أعلنت مؤخراً عن "شراكة استراتيجية شاملة" مع طهران تشمل مواجهة أي تهديد عسكري وأمني بالإضافة إلى إقامة تدريبات عسكرية مشتركة على أرضيهما وخارجها، بالرغم من "تأييد موسكو للتسوية السياسية والدبلوماسية للملف النووي الإيراني" بحسب المتحدث بلسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إلى جانب ذلك فإيران نفسها تهدد بإغلاق مضيق هرمز إذا تعرضت للضرب، الامر الذي يشكل تهديدا جدّية لما يمثّله المضيق من أهمية عالمية بتشكيله ممرا لثلث إمدادات النفط في العالم. ومع كل هذه التصريحات، فإن التوترات وانعدام الثقة بين الطرفين عشيّة بداية المفاوضات تضع العالم في ترقب قلق لمجريات المفاوضات السبت، في ظل التأهب العسكري الإيراني والجهوزية العسكرية الأميركية في المنطقة.
وسط هذه التطورات، يبقى بالنسبة إلينا السؤال الأهم: أين يقف لبنان من كل هذا؟
إذا فشلت أو تعثّرت المفاوضات، قد تضرب إسرائيل إيران، وإذا ضُربت إيران، فحزب الله -ذراعها الأقوى حتى الآن في المنطقة، ويكاد يكون الوحيد اليوم، بعد الضربات المتتالية لأذرع إيران في المنطقة- من المتوقّع ألا يقف مكتوف الأيدي، وأن تعيد إيران استخدام لبنان كمنصة لضرب إسرائيل، وهذا ما لا يحتمله لبنان، ولا حتى حزب الله بعد الضربات القويّة والكبيرة التي تلقاه في الأشهر الماضية. والمقلق أكثر في هذه المرحلة هو أن نتنياهو "غير راضٍ" على البدء بالمفاوضات بين إيران وأميركا إذ يعتبر أن نجاح المفاوضات هو تهديدٌ جدّيّ على موقعه وعلى مسار الحرب التي يسلكها حاليا والتصعيد الذي يقوم به إن كان في الداخل الفلسطيني أو في لبنان.
السيناريو الأسود: شرق أوسط جديد على أنقاض لبنان
بعض المحللين يتحدثون عن "مخطط برنارد لويس" لتفتيت الشرق الأوسط وإعادة رسم خرائطه وهذا الأمر أعيد طرحه بعد يوم واحد من طوفان الأقصى على لسان نتنياهو الذي هدّد حينها "تحويل ملامح المنطقة إلى شرق أوسط جديد"، والذي، بدون الكثير من التحليل وبالكثير من الوضوح، يتمثّل بالطموح الصهيو-أميركي، لتحويل المنطقة إلى كانتونات طائفية تتلاءم مع وجود الكيان الإسرائيلي الذي يتغذى بالشرخ الطائفي ويعتبر ان تقسيم الدول بهذا الشكل يجعل من وجودها في المنطقة أكثر ملاءمةً وقوّةً، وذلك بالتالي سيضمن الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة العسكرية والسياسية والاقتصادية. وعلى رأس هذه الأولويات تثبيت وجود اسرائيل في المنطقة والحفاظ على تفوقها العسكري والأمني والتكنولوجي على حدٍّ سواء، حفاظا على سببيّة تأسيس اسرائيل منذ ٧٧ عاما.
بالختام، العالم كله في حالة ترقّب لنتائج ومسار المفاوضات، فبينما فرنسا ترفع إنفاقها الدفاعي بنسبة 25% وتُسرّع خططها العسكرية، تبرز السعودية كطرف حاسم في المعادلة، حيث تتمهّل باستكمال مشاريعها الاقتصادية الكبرى مثل "نيوم" تحسباً لعاصفة قد تعصف بالمنطقة. وفي ظل التحذيرات الروسية من تداعيات أي ضربة عسكرية، تظل إيران وأميركا تحتفظان بلهجة التصعيد قبيل المفاوضات بينما يترقب لبنان مصيره كحلقة ضعيفة في سلسلة الصراع. فهل ستكون عُمان محطة سلام للمنطقة أم منصة لانطلاق عاصفة لن يخمدها شيء؟
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.