"نيو لوك" الشرق الأوسط... بين جهنم أو البركان
09 نيسان 2025
14:56
آخر تحديث:10 نيسان 202517:25
Article Content
عرّف بنفسك... أبرز هويتك، أمرٌ لأمرٍ مستدام، يشبُّ معك حتى المشيبِ، إستنطاقِ إستجوابٌ إستعلامٌ، عن بياناتك الشخصية، ليس المقصود "تشرّفت بمعرفتك" فقط، بقدر الحكم عليها، وعلى من تحتسب... طائفياً محلياً، وقومياً دولياً.
لا تكفي أن تقول أنّك إنسانٌ مواطنٌ حرٌ يريد السلام، جملةٌ مغلوطة بمعايير الأطماع التحالفية الإستبدادية، فإذاً من أنتَ!؟ إجابةٌ قد تكون من السهلِ المتعبِ، لكن بهذا الفخرِ المسهبِ، فلتملأ ذاكرة الزمن والتاريخ ولتسجّل: إنني لبناني عربيّ شرق أوسطي.
إنني لبناني... تعبيرٌ يفيضُ بالعبرِ النضالية، وعقود من الصراع ليكون لبنان دولة حرّة مستقلة تنعم بالسلام، ومجرد أن يذكر إسمه لتتدفق سجلات الإستعمار، شأنه شأن بعض الدول العربية المجاورة، فما أن إنتهى الإستعمار العثماني حتى سَلِّمَ مناطق نفوذه للإنتداب "الأوروبي" البريطاني والفرنسي وفق إتفاقية سايكس بيكو.
وإنني لبناني عربي... تعبيرٌ يفيض بعبر المقاومة، لتكون جزءاً من الصراع العربي العبري، حين حلّ "وعد بلفور" وعداً لقيام الكيان الصهيوني على ترابِ فلسطين، محتلاً مجرماً، بسياسةِ إحراق الأرضِ بمن فيها وما عليها، لا حسيب ولا رقيب، ولا من "مطرقةٍ" تدين الإبادة بحق الإنسانية والطفولة والحياة، رغم إصدار مذكرات الإعتقال، فالمجرم "يتفتّل" في عواصمِ القرار.
إنني لبناني عربيّ شرق أوسطي... تعبيرٌ يفيضُ بعبر الوجود المستحق، ليجسّدَ لبنان وطناً عربياً في منطقة الشرق الأوسط، ولتحديد بيانات الهوية أو لربما لتثبيتها قد يطرح السؤال: ما الفرق بين الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، هل من تمايز تاريخي أو جغرافي!؟.
الشرق الأوسط هو مصطلح أوروبي جيوسياسي للمنطقة الممتدة من جنوب غرب آسيا إلى شمال إفريقيا، يخضع لتفاعلات أو إعتبارات سياسية حضارية وجغرافية، تتنوّع بين الفارسية والتركية والعبرية... إلى جانب العربية.
أما الوطن العربي يحضن الدول ذات الثقافة واللغة والتاريخ والحضارة العربية المشتركة، ولعلها سُميت منطقة الشرق الأوسط لتسقط عنها صفة العروبة من أجل إدماج إسرائيل فيها.
ما إن أنتخب "ترامب" رئيساً حتى أعلن سياسته الخارجية الشرق أوسطية، وكأنه "أطلس" حامل السلام، سرعان ما تبددت الآمال مع إطلالة نتنياهو حاملاً خريطة الشرق الأوسط الجديد.
إطلالةٌ لم تكن إعلامية فقط، بل رسمت حدودها أرضاً مع إحتلال الجنوب اللبناني والمناطق السورية وفلسطين، تحت أنظار أمريكا ولجنة مراقبة وقف إطلاق النار برئاسة أمريكية، بل يعمد "ترامب" إلى تهجير الغزاويين إلى مصر والإردن، لجعل غزة "ريفييرا الشرق"، ويهدد إيران بالتخلي عن أذرعها في المنطقة مقابل "سلام" نووي.
هي الهوية العربية تذبح من قبل عدو بمجاراة أمريكا، بشروطٍ تفرضها عبر موفدتها إلى الشرق الأوسط "اورتيغاس"، تبرر بقاء المحتل، ليطلَّ الشرق الأوسط"بحلّته" الجديدة، تراعي توسع إسرائيل جغرافياً في المنطقة، لكن ما لم تتنبّه له أمريكا وكل الغرب، وإن كانت تسعى إلى "التطبيع" مع العدو، إلا أنّ بإنتظارهم ليس جهنم إنما بركاناً عربياً، وأنّ الأرض العربية ستفجر "حممها" متى ذبحت مرة أخرى، "وسجّل أنا عربي".
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.