كذّب وكتّر اليوم... عيد وعذر وعفوية
01 نيسان 2025
19:21
Article Content
وإن عُرفَ السبب لن يُبطلَ العجب، ما دام كالرمحِ يسنُّ حدَّه، للحماية للإيذاء للإيقاع للخداع أو لربما للسخرية...، تعددت أسبابه، وبلا عجبٍ، بقي هو المخبرُ بالباطلِ، يذيعُ رأيه المزيف، إنه الكذب، المجافي المشوّه لكل حقيقةٍ.
ولا عجبٍ إن عُرف السبب وراء إختيار شهر نيسان ليستهلّ مطلعه "بالكذب"، وذلك استناداً الى تغيير التقويم الميلادي، حيث أصبح يحتفل بالعام الجديد بالأول من كانون الثاني بدل الاول من نيسان، الا أنّ التمسك البعض بالتقويم القديم جعلهم عرضةً للسخرية، ومن هنا إنطلقت هذه التسمية.
ولا من عجبٍ إن قلنا أن الكذب حالة مستشرية تجول بين أروقة اللبناني، يكذب ليعيش، ويُكذب عليه "ليعيش" أيضاً، ففي ظلّ "غيبوبة" الدولة والمقومات الحياتية، لا وظائف و"تغايب" للودائع لأجلٍ ومصيرٍ مجهولين، فما أمام اللبناني الا أن يتدين "وبكرا بدفعلك"، كذبة معيشية فرضتها حال البلدِ والتدهور الإقتصادي.
ولا عجبٍ إن إنطبق مفهوم الكذب وتداعياته ومفاعيله على عدو لم يراعِ قواعد الإقتتال، والمعايير الإنسانية والقانونية، لم يلتزم بتطبيق إتفاق وقف إطلاق النار، لا بل عمد إلى خرق الهدنة مراراً، وبقاؤه في النقاط الخمسة الإستراتيجية والإعتداءات المتكررة جنوباً تدل على عدم صدق نواياه.
ولا عجبٍ إن نقض ذاك العدو الإتفاق، ها هو يوجّه رسالةً خطيرة بقصفه الضاحية في صباحية يوم الكذب، لعله يستخدم أوارق ضغطه، تحت أنظار المجتمع الدولي، وبعلم وخبر من الولايات المتحدة، وكأنّ تهديدها بجهنم الشرق الأوسط إن لم تنصاع " العروبة" لأجندة " السلام" المزعومة، ليست مجرد مزحة أو "قدفة أول نيسان".
لا عجبٍ إن كثرت الأقوال حول الكذب، هو الفارض نفسه بقوةٍ ومنذ زمنٍ، "الكذب ملح الرجال"، "حبل الكذب قصير"، "كذب المنجمون ولو صدقوا"، وإن كان عارم غير مقيّد بشخص أو عمر، أيضاً يُصبغ بأكثر من لونٍ، لعلها الكذبة البيضاء ذي الحكم المخفف يختلف وقعها في الاول من نيسان،"كذّب وكتّر" فعذرك موجود.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.