مؤتمر دعم لبنان: ماذا ننتظر؟
29 آذار 2025
09:58
آخر تحديث:29 آذار 202510:00
Article Content
تستعد فرنسا لتنظيم مؤتمر لدعم لبنان في خطوة تهدف إلى مساعدة البلد على تجاوز أزمته الاقتصادية وإعادة الإعمار بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية. يأتي هذا المؤتمر في وقت يترقب فيه لبنان دعماً دوليًّا وعربيًّا لمساعدته على تنفيذ مشاريع إنمائية وإصلاحات ضرورية للخروج من الأزمة الراهنة.
وفي هذا السياق، يؤكّد الخبير الاقتصادي محمود جباعي في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أنّ "لبنان ينتظر خطوات المجتمع الدولي والعربي من أجل إنشاء هكذا مؤتمرات لدعمه، والهدف الأساسي في المرحلة المقبلة هو إعادة الإعمار، وهذا بحاجة إلى مساعدة كبيرة من قبل الدول لأنّ الكلفة تبلغ ما بين الـ10 والـ14 مليار دولار وفق التقديرات حتى الآن."
ويضيف جباعي: "بالتالي، فإنّ هذا المؤتمر مهم جدًّا وانعكاساته أيضاً مهمّة. فإذا بدأ دخول المساعدات إلى البلد، فإنّ الحركة الاقتصادية والنشاط الاقتصادي يتحسّنان."
ويتابع: "لبنان في مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أكّد العمل على تحقيق إصلاحات مهمّة من أجل تمهيد الطريق أمام المساعدات الدولية والتقديمات في ملف إعادة الإعمار."
ويشير إلى أنّه "حتى الآن، الالتزام من البنك الدولي هو بقرض تبلغ قيمته 250 مليون دولار، وقد تعهد البنك الدولي أيضاً بالمساعدة في تأمين نحو 750 مليون دولار إضافية من الدول الأعضاء من أجل الردم. كذلك، أكّد صندوق النقد الدولي أنّه إذا تمّ التوصّل إلى اتفاق، فإنّه يؤمّن نصف مليار دولار كقرض لإعادة الإعمار."
كما يوضح أن "هذا المؤتمر هو مقدمة للحلّ، إلا أنّه يعتبر غير كافٍ وحده، وعلينا الانتظار لمعرفة حجم الدعم الذي سيتلقاه لبنان من هذا المؤتمر لنرى ما إذا كان مقدمة حقيقية لإعادة الإعمار."
ويقول جباعي: "برأيي، الدولة تقوم بالعمل على تنفيذ الإصلاحات اللازمة، والمساعدات قد تكون على شكل هبات وأخرى على شكل قروض".
وفق المعلومات، معظم الأموال المخصصة لإعادة الإعمار ستكون على شكل هبات لأنّ لبنان غير قادر على الالتزام بردّ الدين. هنا يأمل الأخير أن يلتقط المسؤولون في لبنان المؤشرات الدولية، وأن يلتزموا بتطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية، لأنّ "ذلك يعيدنا إلى الحضن العربي والدولي. وإذا تمكنّا من القيام بالإصلاحات بالإضافة إلى هكذا المؤتمرات، فإنّ ذلك يعيد تحريك النشاط الاقتصادي من جديد، ويحرك العجلة الاقتصادية، ويزيد نسبة الناتج المحلي، وهذا الأمر مهمّ جدًّا."
إذاً، يشكل مؤتمر دعم لبنان خطوة مهمة على طريق التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار، لكنه يبقى مجرد بداية تحتاج إلى استكمالها بإصلاحات جذرية تضمن استدامة الدعم الدولي وتحقيق الاستقرار. ليبقى الأمل معلقاً على التزام المسؤولين بتنفيذ الإصلاحات.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.