Advertise here

بعد التصعيد الحدودي... هل تجاوز لبنان "القطوع" جنوباً؟

02 أيلول 2019 11:11:00 - آخر تحديث: 02 أيلول 2019 11:33:03

أصبح بالإمكان الحديث عن تجاوز لبنان لقطوع التوترات في الجنوب، والعودة إلى معادلة ضربة مقابل ضربة. تلك المعادلة أعاد حزب الله تثبيتها مع العدو الإسرائيلي. ردّ الحزب على الضربة التي استهدفت عناصره في سوريا من لبنان، وذلك ضمن الحفاظ على قواعد الاشتباك ذاتها. ولكن أيضاً لا بد من الانتظار لتثبيت إضافةٍ جديدة على قواعد الاشتباك هذه وفق ما تعهد به الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله بما يخص إسقاط الطائرات الإسرائيلية المسيّرة، كردٍ على الاعتداء الذي تعرّضت له الضاحية الجنوبية لبيروت.

من الواضح أن الاستقرار وعدم التصعيد، والاستمرار في التوتر، هو مطلب لبناني ودولي. وهذا ما تلاقت عليه مساعي دولية عديدة منذ اعتداء الضاحية واستمر إلى اليوم، وخاصة ما بعد عملية الرد التي نفّذها حزب الله. إذ أن الرئيس سعد الحريري قد باشر باتصالاتٍ مباشرة مع مختلف القوى الدولية، وعلى رأسها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ومستشار الرئيس الفرنسي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري. وبحسب ما تكشفه معلومات "الأنباء" فإن الدول الثلاث عملت بشكل سريع على لجم التصعيد، ومنع الأمور من التفاقم.

وعلى الرغم من البيان الأميركي الصادر، والذي انحاز بشكل واضح إلى العدو الإسرائيلي، إلّا أن المعلومات تكشف بأن الموقف الأميركي كان أيضاً إلى جانب لبنان لجهة تجنيب حصول مواجهة عسكرية واسعة، بينما يندرج هذا الموقف الأميركي باعتبار أنه من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، في سياق الخدمات المتبادلة بين الإدارة الأميركية والكيان الإسرائيلي، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحديداً، على مشارف الانتخابات المفصلية التي سيخوضها.

العملية التي نفّذها حزب الله تشبه إلى حدٍ  بعيد العملية التي نفذها في مزارع شبعا في العام 2015، رداً على اغتيال إسرائيل لجهاد مغنية في الجنوب السوري، ما يعني تثبيت معادلة ضربة مقابل ضربة مجدداً، فيما يبقى لبنان بانتظار كيفية ردّ حزب الله على المسيّرات الإسرائيلية التي اعتدت على الضاحية. وفيما يتجاوز لبنان القطوع العسكري والأمني، تبقى الأنظار متجهةً إلى التطورات السياسية والاقتصادية، بدءاً من الاجتماع الاقتصادي اليوم في بعبدا، مروراً بتداعيات العقوبات الاميركية على مصرف جمّال ترست بنك، وما يمكن أن يلحقها من ضغوط.