يصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت حاملاً في جعبته ملفات متعددة، سيناقشها مع المسؤولين اللبنانيين، لا سيما أن زيارته تسبق زيارة رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون إلى فرنسا، وتأتي في خضم ورشة داخلية مؤسساتية وسياسية وإصلاحية. 

بدوره، لفت الصحافي والكاتب السياسي جورج شاهين إلى أن "زيارة لودريان مرتبطة بالدرجة الأولى بالتحضيرات التي أطلقتها الرئاسة الفرنسية للقمة المنتظر أن تعقد بين الرئيسين جوزاف عون وإيمانويل ماكرون السبت المقبل في باريس، معتبراً أن أقصى ما يمكن القيام به تنسيق جدول الأعمال الخاص بهذه الزيارة.

وأشار شاهين في حديث إلى جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن "هناك فكرة المؤتمر الخاص حول دعم لبنان الذي تنوي فرنسا الدعوة إليه، وسط شائعات عن تأجيله بسبب تعثر الإصلاحات وعدم التوافق على مجموعة من البرامج الإصلاحية المقررة قبل أن يصرف العالم الأموال على عملية الإنماء في لبنان، ولا سيما بما يتعلق ببرامج الإعمار"، معتبراً أنه سيَثبُت في هذه الزيارة أو ستُنفى الروايات التي تحدثت عن نية فرنسا إطلاق صندوق خاص لإعمار لبنان رصيده مليار يورو، وهو أمر لم يؤكده أي مرجع لبناني في اللحظات الأخيرة التي سبقت وصول لودريان والبت بهذا المشروع بات رهن الزيارة.

وفي سياق متصل، إن اطلاق صندوق الاعمار رهن الاستقرار الامني وتنفيذ مقررات تفاهم 27 تشرين الثاني 2024 الخاص بجمع الأسلحة غير الشرعية في كل لبنان، وفق ما يقول شاهين، معيداً ذلك إلى ان "هذه الخطوة هي ضمانة الإعمار ومفتاح الاستثمارات الخارجية وبدونها يعني أن الوضع الامني غير مستقر"، على حد تعبيره.

وإعتبر شاهين أن "شيئاً واحداً بدا ملحوظاً وهو سقوط فكرة فرنسا الداعمة لتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، والتي كانت تؤيد تولي سمير عساف لحاكمية مصرف لبنان، كما أعلن الوزير السابق جهاد أزعور تخليه عن فكرة القبول به أيضاً، الأمر الذي سهّل إلى الإجماع الذي ثبت بين مختلف القيادات ولا سيما بين رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة على تعيين كريم سعيّد في جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم غد الخميس في قصر بعبدا".