ماهيةُ الربيع في ربوعنا
25 آذار 2025
10:44
Article Content
إن شئتَ لن تأبى تأمله أو النظر إليه كذاك المتباهي بين أشقائه، هو المعتزُّ والمتميّز، تراه الأمل المنتظر...، لتُرسَم بحلوله آفاقاً ورؤى تجددية، وإنبعاثاً حيوياً نهضوياً يعيد الحياة إلى "مسرحها" الطبيعي بعد أن أسدلَ عصفُ القارسِ ضبابيته العاتية، وبِسِماته تغنّت أحلامُ الإنسانِ، إنه ربيعُ الطبيعةِ... المتألّقُ بين الفصول.
إن شئتَ لن تأبى طي صفحة من تاريخ الشعوبِ والأمّة العربية، التي أبت الظلم والإستبداد و"قبض" الحريات والحقوق، وإنصاعت لمشيئة "التمرد للحق" كما وصّفها المعلم، من أجل تغييرٍ سلمي، لإرساء الأنظمة الديمقراطية، التي تعلي شؤون الفرد بمبادىء العدالة والمساواة والإستقرار والإزدهار.
وإن شاءت الشعوبُ التغييرَ لن تأبى التحركات الإحتجاجية والمظاهرات الشعبية المطلبية، بل تجلّت بالإنتفاضات العارمة بالوطن العربي مع بداية العام 2011، برايةِ "الربيع العربي"، وإتخذت شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، التي إستهلتها تونس وسميت حينها " ثورة الحرية والكرامة"، إثر إحراق المواطن "محمد البوعزيزي" نفسه، وأدت إلى إطاحة الرئيس زين العابدين بن علي.
وإن شاءت الإرادة الشعبية الثورية لأبَت القمعَ والفساد ونادت بالإصلاحِ على كافةِ المستويات، لنجد الإعتصامات والثورات تستكمل رحلتها في مصر التي سميت "ثورة الغضب" أسفرت إلى إستقالة الرئيس حسني مبارك، ومن ثمّ إمتدت إلى البحرين وليبيا واليمن، والى سوريا التي خاضت سنوات القتال والتعذيب، والتي تلازم إسمها برئيسها لعقود، عقدت العزم لثورةٍ شرّعت أبوابها لشرعيةِ الشرع، إلى نضال ومقاومة فلسطين للعدو، لربيعها العروبي الآمن والمستقل والمستقر.
وإن شاء لبنان بالتغيير لأبى الركود الإقتصادي والمالي والبطالة والشغور...، ولم يكن يوماً بعيداً عن "موجة" الربيع العربي، إلى ما يشهده اليوم من نهضة إنقاذ وإصلاح وملأ الشواغر الإدارية والأمنية والقضائية و"تصحيح" مالي وإعادة الوادئع وحاكمية المصرف المركزي، لعله "يُغني" آمال اللبناني، ويوعد بربيعٍ يحاكي مصالح المواطنين، ويحضّر لمستقبلٍ يخفف الأعباء الضريبية والدين العام ويحمي الحدود... .
وإن شاء الربيع لحلَّ مبلسماً "لجراح" الطبيعة، وهي التي تأبى الإستسلامَ لشدّة شتاءٍ، جرّدها من تكاوينها، وملامحها ومعالمها، تنتفضُ بثورةٍ ربيعية "تثأرُ" لوجودها، حيث تفوحُ المروج بأريجِ الأزاهير، وتغزوها سنابل القمح...، ربيعٌ بلقاءٍ قدري متزامنٍ وعيد الأم، كيانان قائمان، يشكلان للحياة والإستمرارية قدوة ورمزاً، وما بالك يا قدر بحزنٍ يختلجُ القلب، بدمعٍ يقتربُ، يعانق قطرات ندى الأزاهير ينسكبُ، حين الربيع بخريفٍ يغتربُ.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.