"التقدمي" ودّع مع أهالي كفرفاقود المرحوم أكرم نصر
21 آذار 2025
15:06
Article Content
ودّع الحزب التقدمي الإشتراكي مع أهالي بلدة كفرفاقود وبلدات مناصف الشوف المرحوم أبو أيمن أكرم سليم نصر في مأتم أقيم له في مسقط رأسه بمشاركة رجال دين، الشيخ محمد غنّام ممثلاً سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، فعاليات أهلية وبلدية وإختيارية ووفود من المشيعين أمت البيت الريفي في كفرفاقود لتقديم واجب العزاء.
شارك في التشييع وفد حزبي نقل تعازي الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط إلى عائلة الفقيد وضم مفوض الإعداد والتوجيه عصام الصايغ، وكيل داخلية الشوف د. عمر غنّام، معتمد المناصف المهندس سامر العيّاص، أعضاء من جهاز مفوضية الإعداد والتوجيه ومن جهاز وكالة الداخلية وهيئة معتمدية المناصف، ومدراء وأعضاء هيئات فروع حزبية.
كلمات رثاء عدة ألقيت خلال التأبين، أشادت بمآثر الفقيد وأثنت على مزاياه وخصاله الحميدة.
بداية قدّم المتحدثين وعرّف بالوفود المشيعة مدير فرع الحزب في كفرفاقود نائل نصر الذي رثى الفقيد معدداً صفاته الحسنة.
ثم قال "نَعودُ بِالزَّمَنِ إِلَى العام 1977 وتحديداً الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ تِشرينَ الثّانِي، أي بَعدَ مضي نحو ثمانية أشهر على إستشهاد المعلم كمال جنبلاط، حينها جاء قرار الرفيق أكرم وهو في ريعان شبابه، بمثابة لحظة مفصلية، لحظة إلتزام وإيمان، لحظة نذر النفس لمسيرة مجد ونضال، كان عنوانها الأسمى: الإنتساب إلى الحزب التقدمي الاشتراكي"، مضيفاً "لم يكن هذا القرار في ذلك التوقيت المحدد صدفة، بل كان رسالة واضحة قال من خلالها: إستشهد المعلم، لكنّه بقي حياً فينا. سنحمل الرسالة، سنصون الأمانة، سنحفظ المبادئ، سنرفع راية النضال وسنمضي قدماً كتفاً الى كتف مع وليد جنبلاط وسننتصر... وهكذا كان".
وتابع "يا رفيق أكرم، جسّدت قيم الحزب في كل خطوة، في كل موقف، في كل معركة مؤمنًا بأن الحزب وسيلة، أما الغاية الأسمى، فهي الإنسان. يا رفيق أكرم، ها هم رفاقك في الحزب التقدمي الإشتراكي يأتون اليوم لوداعك. يأتون ليؤكدوا أن العطاءَ لا يموت، أن التضحية لا تنسى وأن النضال الصادق يترك أثره خالداً في الأرض والذاكرة. فإن هذا الإرث الطيب سيظل خالدًا في هذه الأرض الطيبة"، ليختم "الرحمة لروحك يا رفيقنا. سنحفظك دائماً في ذاكرتنا. في ذاكرة حزبنا وأبناء هذا المجتمع. وسنصون إرثك، لتبقى ذكراك خالدة في قلوبنا وتاريخنا".
بدوره تحدث الأستاذ حسام نصر بإسم أهالي بلدة كفرفاقود فقال "بمزيد من الأسى و اللوعة وبحزنٍ بالغٍ يقف الزمن لحظة ليوقف حياة شاب عزيز كريم، بلسم جراح أعزاء له، وشد أواصر عائلته مع أشقائه الكرام".
وأضاف "حزن كفرفاقود اليوم أثقله ذاك الوشاح الأسود الذي أسدل عليها برحيل "أكرم"، مشيراً إلى أن الفقيد "حمل منذ نشأته مسؤوليات جسام، وكان منفتحاً على الأفكار والعقائد، مؤمناً بمبادئ المعلم الشهيد، مناضلاً في صفوف الحزب بقيادة الزعيم وليد جنبلاط".
كما ألقى منسق تجمّع الرواد التقدميين في الشوف الأعلى المحامي جلال ريدان كلمة بإسم "الرواد التقدميين" جاء فيها "نودع اليوم معكم في بلدة كفرفاقود الأبية رفيقاً عزيزاً عاصر الشهيد القائد كمال جنبلاط وناضل تحت قيادته ...إنه من رعيل الرفاق المناضلين الذين أجبرتهم الظروف والأوضاع التي كانت قائمة في منتصف السبعينات وما قبلها أن يهبوا للدفاع عن المشروع الوطني الديمقراطي وعن عروبة لبنان ... وقد أدّى الرفيق أكرم نصر واجبه الوطني على أكمل وجه".
وأردف "إنخرط في صفوف الفصائل الشعبية وتنقل في جبهات عديدة حاملاً مع رفاقه في بلدته ومنطقته عبء الحفاظ على مناعة الجبل وعزة أبنائه وساهم معهم في منع إنجراف لبنان إلى مشاريع الإنعزال وسلخه عن قضاياه الوطنية وعن عروبته، لافتاً إلى أن "الرفيق أكرم من الرفاق الذين ترافقنا وإياهم في تلك الفترات العصيبة وتنقلنا من جبهة إلى جبهة نلتحف التراب ونتحمل المشقات ونودع الشهداء ونشحذ الهمم في سبيل الكرامة والوجود".
وتابع "رحل الرفيق أكرم بعد أن رأى نظام القتل والإجرام الذي أمر بقتل كمال جنبلاط قد ذهب غير مأسوف عليه، والمشرف عل تنفيذ عملية الإغتيال قد أضحى في يد العدالة"، مؤكداً أن "عدالة التاريخ وعدالة السماء تبقى أقوى من عدالة الأرض، وها هو 16 آذار هذه السنة يعلن إنتصار القضية التي ناضلنا من أجلها يا رفيقي أكرم وأنت من الذين عبروا الجسر خفافاً ومن الذين امتدت لهم الأضلع جسراً وطيد".
وختم "الرفيق أكرم في كل المراحل التي عمل فيها كان مثالاً في الإخلاص والتضحية وكان وفياً صادقاً مؤمناً خلوقاً .... بفقده نفتقد جزءاً من مرحلة جميلة وإن كانت مليئة بالتحديات ونأسف لفقدان رفاق من جيل سمي بجيل المجد، ناضل بدون حساب وآمن بقضية دون مصلحة أو غاية .... قضيته الإنسان والوطن والحق والعدالة الإجتماعية والعروبة".
أما الكلمة الختام فكانت لمدير ثانوية كفرحيم الرسمية الأستاذ وليد نصر الذي تحدث بإسم عائلة الفقيد، وإستهلها بالقول "كم صعب علي أن أقف هنا لأرثيك يا أبا أيمن، كم صعبة وثقيلة تلك المشاعر التي تختلج قلب الإنسان عند خسارة من يحب"، ويكمل قائلاً "أكرم يا إسم على مسمى في الكرم والجود، يا صاحب الخصال الحميدة، واجهت صعوبات الحياة منذ نعومة أظافرك وتغلبت عليها بمعظم المواقف، كنت السند لكل الأقارب، لم تقصر يوماً في واجب إجتماعي فكنت أول الحاضرين والمندفعين، صاحب النخوة العارمة والقلب الأبيض".
ولفت "إنتسبت الى الحزب التقدمي الإشتراكي وأنت في ريعان الشباب، ناضلت في صفوفه فكنت تلميذا ناجحاً في مدرسة مؤسسه المعلم الشهيد كمال جنبلاط خصوصاً في الأيام الصعبة والدقيقة من تاريخ وطننا الحبيب لبنان، فكنت من الرجال الرجال الذين قاموا بواجبهم، خضت معترك الوظيفة والعمل فنجحت وتركت الأثر الطيب مع زملائك، بلغت سن التقاعد منذ أربع سنوات فتقاعدت من العمل لكنك لم تتقاعد من الإلتزام والسعي للعيش الكريم"، ليختم بشكر وفود المشيعين على مشاركتهم مصابهم الأليم.
بعدها أقيمت مراسم الصلاة على روح المرحوم أكرم نصر قبل أن يوارى جثمانه الثرى في مدافن البلدة.
*تصوير: عماد نصر
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.