إلى وليد جنبلاط… سر رافع الرأس ونحن معك
18 آذار 2025
12:38
Article Content
كتبَ أمين سر مكتب الاغتراب المركزي الدكتور فراس نجيب زيدان:
الفن السوڤياتي العظيم بين الماضي والحاضر، حيث نقرأ تاريخ الدول وثوراتها وحضارتها من خلال رسم أمجادها على صحون الخزف (Porcelain) وعلى لوحات فنية رائعة.
كان الهدف من هذا الفن شدّ ذهنية الناس والشعوب الى نتاجهم الإبداعي النابض بالحياة والجرأة في التصميم. فكان تزيين الاطباق والصحون والاكواب المصنوعة من الخزف (Porcelain) من أجل نشر أفكار الثورات والدعاية لها، خاصة ثورة عام 1917 حيث استولى البلاشفة على مصنع الخزف الذي تحول عماله جنودا لهم.
وكان تزيين الاطباق والصحون والنقش عليها وتزيين اللوحات والجدران لأغراض الدعاية والحث على الثورة من اجل قضية إنسانية محقة، أو لاحقاً في اماكن أخرى وفي بعض المحطات كلغة للتواصل من أجل تجنّب أي حرب اهلية قد تحدث. فصنعوا ابطالا وثوريين تشهد هذه الفنون العظيمة على امجادهم.
وفي مقاربة للواقع في لبنان قلة من الذين حافظوا على لبنان وعلى ارثه التاريخي كما فعلت أنت حضرة الرئيس وليد جنبلاط. فعلم لبنان الموّقع عليه من رجالات الاستقلال، يشبه كثيراً الطبق الضخم المعروف باسم "طبق التوقيع Signature Platter" الذي صممه Chekonin عام 1918، والذي يشهد على الثورة وتاريخ الابطال والثوريين.
وفي احدى اللوحات الفنية الرائعة تشدّني الشعارات التي رُسمت عليها الى العمق المشترك في الفكر الاشتراكي، فأذهب بها إلى عقيدة وتعاليم ومبادئ الحزب التقدمي الاشتراكي. هذه الشعارات التي تتبنى ثورة محقة في الدفاع عن العمال وعن لقمة عيشهم، فمن لا يعمل لا يأكل "الطبق". العقل لا يمكن أن يتسامح مع العبودية، والعلم يجب أن يخدم الشعب. وغيرها من اللوحات الوطنية التي تشبه كمال جنبلاط ووليد جنبلاط وتيمور جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي.
علّنا نستفيد من كتابة تاريخ لبنان من جديد كما تحرص حضرة الرئيس وليد جنبلاط على كتابته على صفحات الشرف والوطنية والعروبة والبطولة. فوّقعت بحكمتك و قراءتك العميقة مجد اتفاق الطائف والعدالة الاجتماعية من جديد، وسطّرّت بخطوات العز تاريخا كبيرا في الوطنية. فقد أعطيت من ذاتك الى الوطن، الى خلاص الوطن والجبل، فوقعت المصالحة التاريخية مع البطريرك صفير 4 و 5 آب 2001، وعملت على صون الوطن العروبي برفضك السجن العربي الكبير في ايلول 2004، فحفرت في ذاكرة الوطن واللبنانيين ورفاقك في الحزب التقدمي الاشتراكي والأحرار في لبنان موقعاً مشرفا وفكرا واعياً حراً تقدميا لغدٍ أفضل وموقعاً لا يمحوه الزمن.
ساحات النضال والمحطات النضالية ستنطق بالحقيقة. من المختارة - الوطن، من جبل المصالحة، الى ساحة النجمة وساحة الشهداء وثورة الأرز، والساحات الوطنية والعربية، ليبقى الجبل، وليبقى الوطن متجنباً في خطواتك ومواقفك الحكيمة أية حروب أهلية أو طائفية. منعاً للفتن أكانت داخلية أم خارجية. لذلك ننظر الى الافق البعيد، الى الضوء والنور الخارجي للدول العظمى ونستخلص منها العبر من أجل مستقبل أفضل لأولادنا.
واليوم، نحن في عهد جديد، يُراد منه أن يكون عهد مؤسسات حقيقي، وبالتالي من الضروري أن يعتمد هذا العهد على الأفكار والرؤى التي وضعها الفيلسوف والمفكر كمال جنبلاط في برنامج الحركة الوطنية. هذا البرنامج لم يقتصر على جانب واحد من جوانب الإصلاح، بل كان شاملاً لجميع شؤون لبنان الإصلاحية في كافة الملفات. من تطوير المؤسسات وإصلاح النظام السياسي، إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وتفعيل دور المواطن في بناء الدولة.
وفي إطار هذه الرؤية الإصلاحية، نؤمن بأننا بحاجة إلى تفعيل هذه الأفكار على أرض الواقع، من خلال بناء مؤسسات قوية وقادرة على الاستمرار والنمو، ما يعزز الاستقرار ويحقق مصلحة المجتمع اللبناني في جميع المجالات. وتأكيداً على مواقف وليد جنبلاط السياسية الوطنية.
منذ ما قبل انتهاء ولاية ميشال عون، كان سعي وليد جنبلاط للتوصل إلى مرشح توافقي يقبل بالحوار، يجمع ولا يفرق، يتعاطى مع الجميع، ويحمل المعايير اللازمة. مواقف وطنية لخيارات واضحة لم تتبدل قبل الحرب في الجنوب وما بعدها، وفي اللحظة الصحيحة، بعد أن توقفت آلة القتل الإسرائيلية، كان أول من بادر إلى تبني ترشح العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية، وكان خياره تبني هذا الترشح أيضاً لاعتبارات سياسية في بلد طائفي. لكن وليد جنبلاط يعي كيف يتمرس بتدوير الزوايا، بما لا يتعارض مع مواقفه، فكان دائماً يعبر عن مواقفه الوطنية الثابتة. دائمًا عيّنٌ على المبدأ وعينٌ على الواقع السياسي في ظل التعدد الطائفي اللبناني. وكما قال المعلم كمال جنبلاط، على رجل الدولة الحقيقي أن تكون له دائمًا عين على المبادئ يستلهم منها مواقفه وتصرّفاته، وعين أخرى على الواقع المحيط بتطبيقها.
لذلك حضرة الرئيس وليد جنبلاط، سر رافع الرأس عالي الجبين، نحن رفاقك في الحزب التقدمي الاشتراكي نقف معك اليوم وكل يوم، أوفياء لك، و لمدرسة المعلم كمال جنبلاط، لأنك على حق، ولأنك مارد وطني وعربي، ولأنك كنت وستبقى حامي السلم الأهلي والعيش المشترك، ولأنك الرجل الوطني الأول.
وأخيرا، نعم لحكم القانون والشرفاء والأحرار. وليبقَ الفن عنصرا هاماً في حياتنا وتاريخنا.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.