كمال جنبلاط بقي فينا وانتصر
17 آذار 2025
12:28
Article Content
استشهد المعلّم وهو يدرك معنى الشهادة والتضحية من أجل المبادئ. استشهد المعلّم وهو يدرك بأنّ مَن اعتنق فكره، وآمن بمبادئه وقيمة نضاله من أجل العدالة الاجتماعية لن يخشى القتَلة، وأنّ الأحرار يحطّمون القيود ولا يأبهون بالسجن الكبير.
ها هو آذار الثامن والأربعون بعد استشهاده، يحلّ وقد انتصر مَن انتظر على ضفة النهر جثَة عدوّه، وآذار الخمس والعشرون لم يتغيّر عن آذار السبعة وسبعين، ولن يتغيّر رغم تبدّل الوجوه والقامات، فدار المختارة بقيت في الصدارة. بقيت مركز الثقل وموئل الفكر ومقصد الأحرار، والأرز بقي شامخاً، ولبنان نهض من كبوته ولن يبقى مهيض الجناح. وحدهم الأحفاد محل الأجداد، أو الشيوخ محل الشباب، وجميع الأوفياء الشرفاء بشيبهم وشبابهم زاحموا بعضهم بعضاً في مشهدٍ يكرّس معنى الولاء الواعي والعاطفة العاقلة والحماس العقلاني.
اليوم انتصر التبصّر والفكر النيّر . اليوم انتصر فكر المعلّم ورهانه على حاملي ميزة المعرفة والنشاط. اليوم تباهت الجماهير بأنّ قائدها قائد حي لم يمُت، لأنّه فكرة والفكرة لا تُقتل كما قال الشهيد جبران تويني.
اليوم انتصر وليد جنبلاط بصدقه، وصبره، وحكمته، قولاً وفعلاً، وإن دارت الدوائر وتبدّلت الفصول يبقى ثابتاً، مارداً، ثاقب البصيرة وقائد المسيرة وارثاً مورّثاً فكراً، حزباً تقدمياًٍ ، نهجاً ومبادئَ لا يعتريها الشك، ولا يشوبها القصور.
سيبقى كمال جنبلاط الرجل الأسطورة، ومدرسة الشهامة، والسياسة، والفلسفة، والحكمة والنضال في لبنان والعالم العربي والعالم. وسيبقى فكره الإنساني العالمي راسخاً في أذهان المثقفين والمتنوّرين فيما يتعدى الحروف والمذاهب، وسيبقى ثورةً في عالم الإنسان لأنّه بقي فينا وانتصر.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.