معلّمي... شعلة لا تنطفئ
15 آذار 2025
10:18
Article Content
"إنَّ الحياة تولد على الدوام من الموت ذاته"...
لم تكُن عبارةً عابرة في حياة المعلّم الشهيد كمال جنبلاط، وهو الذي كان على يقين تامّ بذاك الموعد الغدّار، حيثُ تُفارق الروح جسداً، تُطفئ شعلةً من الفكر، فتُحيي فكرةً عابرة للزمن، يستمرّ عبقها، تتوارثها الأجيال، وتُكرسها المبادئ. هي الشُعلة التي لم تنطفئ، وإن تبادر إلى أذهان البعض بأنه أظلمَ بعدَها وطناً، إلّا أنَّ نور كمال جنبلاط تغلّب على ظلام نواياهم، فتهاووا ظالماً بعد آخر.
كمال جنبلاط فكرة، والفكرة لا تموت... عبارةٌ ترددت على مسامع كلّ من آمن بنهج الكمال، وكلّ من كان طامحاً إلى حياةٍ عادلة ووطنٍ واحدٍ موحّد. المعلّم الشهيد السياسيّ الذي تميّز بحنكته ودهائه، استطاعَ بشخصيته الفذّة خلقَ أمل جديد في صفوف كلّ مَن عاصره وخاضَ معه المحطّات التاريخية آنذاك، فكان القدوة والمرجع، الزعيم والمعلّم.
الإيمان بيقظة الموت... لم يخشى المعلّم كمال جنبلاط الموت يوماً، ففي أصعب المواقف وأشدّها، حينما كان الخوف يعتري كلّ من حوله، كان يُصرّ على أنّه لم يحن وقت رحيله بعد... "علينا أن نقوم بواجب الشهادة، والشهيد إنما هو في الحقيقة شاهد، يشهد بموتِه على صوابية معتقدة، والجماهير إنما تنجذب إليه على قدر شهادته وشهادة الحياة أصعب من شهادة الموت لأن تلك عمر وهذه فترة".
إنَّ الروح في الحقّ لا تولد ولا تزول... واليوم بعد ثمانية وأربعين عاماً على ذلك اليوم الذي "أصابت فيه رصاصات الغدر" أمّة بأسرها، انتصرت لها عدالة التاريخ... أُحرقَ قبر القاتل، القبر الذي حملَ ذاك المجرم، واعتُقل المُشرف على الاغتيال... جرفهم النهر... انتصرت الفكرة على الشرّ... وسطع نور الحقّ... فكمال جنبلاط حقيقة والحقيقة لا تموت.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.