كمال جنبلاط.. قصة نضال لا تموت
15 آذار 2025
09:50
Article Content
في السادس عشر من آذار، نستعيد ذكرى اغتيال المعلّم الشهيد كمال جنبلاط، رمز النضال الوطني والفكر الحر، والذي دفع حياته ثمنًا لمواقفه الجريئة في وجه الطغيان والاستبداد.
اغتياله لم يكن مجرد جريمة سياسية، بل كان محاولة يائسة لإخماد صوت الحق، إلّا أنّ الأفكار التي زرعها بقيتْ نابضة في وجدان الأحرار، ملهمة للأجيال المتعاقبة.
كان كمال جنبلاط رجلَ فكرٍ وفعل، جَمع بين الفلسفة والسياسة، وبين المبادئ الثابتة والعمل الميداني. آمن بلبنان الحر الديمقراطي، وواجه بعزيمة لا تلين مشاريع الهيمنة والتبعيّة، رافعًا راية العروبة المتحرّرة من الاستبداد، ومدافعًا عن قضايا الإنسان وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، فكان من أوائل من تصدّوا لنهج القمع والاستبداد في دمشق، رافضًا تسلّط النظام السوري على لبنان، ومحذرًا من عواقب سياساته.
واليوم، بعد عقود من رحيله، نشهد انهيار الطغيان في دمشق، وسقوط الهيمنة التي حاولت إخضاع لبنان، وسرقة قراره الحر. لقد أثبت التاريخ أنّ أنظمة القمع قد تستمر لبعض الوقت، لكنها حتمًا تنهار تحت وطأة الظلم الذي تمارسه، تمامًا كما سقطت أنظمة استبدادية من قبلها.
كمال جنبلاط لم يمت، لأنه فكرة، والأفكار لا تموت. سيبقى رمزًا للحرية، ومدرسة في النضال، ودليلًا لكل من يسعى إلى بناء وطنٍ تحكمه العدالة، وليس الاستبداد. وفي هذه الذكرى، نؤكّد أنّ دماء الشهداء لا تذهب هدرًا، وأنّ الشعوب لا تنسى من دافع عنها، وأنّ فجر الحرية سيبقى وعدًا صادقًا لكل من يؤمن بالكرامة والسيادة والاستقلال.
وفي ١٦ آذار هذا العام سنبصمُ بالدم على ضريح المعلّم الشهيد، ونضع وردة العدالة والحرية وانتصارها لأجل القضية.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.