كمال جنبلاط فكرة لا تموت ومسيرة مستمرة
15 آذار 2025
07:09
Article Content
في السادس عشر من آذار، تحلّ ذكرى استشهادك، أيها المعلم كمال جنبلاط، وأنت الغائب الحاضر، الذي ترك بصمة خالدة في تاريخ لبنان والعالم العربي. تمرّ السنوات، لكن فكرك ومبادئك تبقى منارة للأحرار، خاصة في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها وطننا لبنان، حيث يعود شبح التقسيم والصراعات الطائفية ليهدد كيان الوطن الذي ناضلت من أجله، واستشهدت دفاعًا عن وحدته وكرامة شعبه.
يا أبا المساكين، كنت صوتًا للحق ومدافعًا عن العدالة، حملت هموم الفقراء والمظلومين، ورفضت الطائفية والتبعية، مؤمنًا بأن لبنان وطن للجميع، لا لمصالح الفئات والطوائف المتناحرة. دافعت عن القضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، ورفضت كل أشكال الاحتلال والظلم والاستبداد. لكنك كنت تعلم أن درب النضال طويل، وأن المبادئ العظيمة يدفع أصحابها الثمن الأغلى، وقد دفعت حياتك ثمنًا لفكرك الحر وموقفك الثابت.
غير أن عدالة السماء لا تغيب، وها هي اليوم تتحقق بزوال النظام البائد الذي اغتالك، وسقوط من تآمر عليك ونفّذ عملية الاغتيال. لقد طال الزمن، لكن الحق لا يضيع، وها هو إبراهيم حويجة، أحد الضالعين في الجريمة، موقوف لدى الدولة السورية الجديدة، كدليل على أن التاريخ لا ينسى، وأن الدماء الطاهرة لا تذهب هدرًا.
ورغم رحيلك، فإن فكرك لم يمت، ومسيرتك لم تتوقف. فاليوم، بوجود وليد جنبلاط، الذي حمل الأمانة في أحلك الظروف، وتيمور جنبلاط، الذي يمضي قدمًا على النهج نفسه، تستمر المسيرة، ويستمر النضال من أجل وطن حر، سيد، وعادل. إن نهجك الذي زرعته لم يكن مجرد فكرة عابرة، بل كان رؤية راسخة، تتجدد في كل جيل يحمل لواء الحق والعدالة.
في ذكراك، نعيد التأكيد على أن الفكر لا يموت، وأن المبادئ التي استشهدت لأجلها ستبقى نبراسًا لكل من يؤمن بالحرية والعدالة. سيظل اسمك محفورًا في ذاكرة النضال، وستبقى رمزًا للوطنية الصادقة والإنسانية العميقة.
كمال جنبلاط... المعلم الذي لم يمت، بل تحوّل إلى ضمير حيّ في وجدان الأحرار، ومسيرة لا تنكسر.
إعلان
يتم عرض هذا الإعلان بواسطة إعلانات Google، ولا يتحكم موقعنا في الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم.